كان لمداخلة الدكتور كمال بوزيدي في اليوم الدراسي التحسيسي الذي نظمه المجلس العلمي للمركز الإستشفائي الجامعي بالبليدة (فرانتز فانون سابقا) حول زرع الأعضاء، الأثر والبيان في تأكيد جواز شرعا نقل الأعضاء وزرعها من إنسان إلى آخر. * كلام الدكتور جاء فيه بلغة صريحة أن الجزائر تعد أول بلد في الوطني العربي والعالم الإسلامي في حديه من أفتى بجواز زرع الأعضاء، وكان ذلك في اجتهاد حصري للراحل ومفتي الجزائر سابقا، الشيخ حماني، في العام 1972. واستطرد المتحدث أن المواطن الجزائري ما يزال يرفض فكرة أخذ عضو منه أو من أحد أقاربه ومنحه لآخر في عمل جراحي طبي، خاصة عند فكرة أنه يستنكر منح أحد أعضائه إلى إنسان آخر ربما يكون من مدمني الخمر مثلا أو أي أمر لا يبيحه الشرع أو كافر خارج عن ملة الإسلام، وهي الأفكار التي يجب قال الدكتور أن تزال؛ لأن الأمر يتعلق في أوله وآخره بإنقاذ حياة إنسان، ولا يتعلق الأمر بالأفعال والنوايا. وفي شق ثان، فالمانح يعتبر فعله هذا بمثابة الصدقة الجارية في إنقاذ شخص ينتظر الموت في كل لحظة، ملمحا إلى أن وسائل الإعلام في تنوعها هي من زرعت وتزرع مثل هذه الأفكار، بالإضافة إلى عدم نجاح فكرة زرع الأعضاء، لكن واقع الحال يؤكد بفضل التطور في المجال الطبي تحقيق نتائج إيجابية في مثل هذه العمليات بنسبة كادت أن تساوي 100٪، كاشفا بأن الشرع يجيز أمر نقل الأعضاء حتى من الحيوان إن اقتضت الضرورة ذلك. * من جانب آخر، أشار البروفيسور »بوسيف«، الأخصائي في جراحة الأعصاب، أن الجزائر تستطيع في عمل منسق وجدي وعند التبرع إنقاذ ما يقارب ال 8000 مريض، خاصة أولئك المصابين بعجز كلوي من أصل 13 ألف مصاب، من ضحايا حوادث المرور الذين ساوى عددهم 4000 ضحية، وأن الجزائر هي الوحيدة في الوطن العربي التي ما تزال تستورد القرنية من أمريكا بمبالغ يمكن استثمارها محليا. * للإشارة، فإن اليوم الدراسي الذي شارك فيه نخبة من الأساتذة الأطباء، أمثال البروفيسور أرزقي رئيس مصلحة الأمراض العصبية والبروفيسور سي أحمد رئيس مصلحة الجراحة العامة والدكاترة كاستالي وبن جبار، تم خلاله التناقش في كيفية تحسيس المجتمع حول فكرة أخذ عضو من إنسان أصيب بالموت الدماغي، وهي المرحلة التي يمكن خلالها فقط الحصول على عضو سليم.