شدد المشاركون في اليوم العالمي لزراعة الأعضاء المنعقد في مستشفى فرانتز فانون بالبليدة، على ضرورة توعية المواطنين لتطوير هذا النشاط خاصة ما تعلق منها بعمليات التبرع من شخص ميت إلى حي، حيث أفاد المختصون أن متبرعا واحدا يمكنه إنقاذ حياة أربعة أشخاص. نظمت كلية الطب التابعة لجامعة ''سعد دحلب'' بالبليدة بالتعاون مع المستشفى الجامعي ''فرانتز فانون'' يوما تحسيسبا بمشاركة خبراء وطنيين وأجاانب قادمين من فرنساوبلجيكا لتبادل الخبرات فيما بينهم بخصوص مسألة زراعة الأعضاء، خاصة أن مثل هذه الدول قد خطت خطوات عملاقة في هذا المجال، وهو ما أكده الدكتور'' المساهلي'' رئيس قسم الطب الشرعي في مستشفى جامعة ''فرانتز فانون'' من خلال مداخلته التي شملت التأكيد على ضرورة إجراء عمليات التبرع في الجزائر وتطوريها لفائدة المرضى الذين يعانون من انعدام أو ندرة المتبرعين، حيث تشكل نسبة تبرع الأقارب لمرضاهم أكثر من 90 بالمائة من إجمالي عمليات التبرع في الجزائر خاصة الوالدين. ودعا الدكتور المساهلي إلى وجوب تغيير القوانين التي تنظم عمليات زرع الأعضاء في الجزائر وإجراء المزيد من النقاشات حول هذه المسألة ''بمشاركة أخصائيين ورجال دين وكذلك القيام بحملات تحسيسية عبر مختلف وسائل الإعلام لتوعية المواطنين بمدى أهمية التبرع بالأعضاء لإنقاذ أرواح آلاف المرضى الذين ينتظرون دورهم في الحصول على كلية أو قرنية أو غيرهما من الأعضاء الحية لمواصلة الحياة''. وأضاف الدكتور المساهلي أن القوانين المعمول بها حاليا فيها بعض أوجه القصور في فصول معينة مثل قانون العام 1985 المختص في التبرع بالأعضاء وزرعها. من جانبه، قدم الدكتور ''جيه بي سكيلفت''، خبير صحي من بلجيكا دراسة أجرتها مجموعة من العلماء حول التبرع بالأعضاء وزرعها في أوروبا والتي سلطت الضوء على الصعوبات والمعيقات مثل عدم وجود الجهات المانحة . كما قدم الدكتور ''سكيلفت''، على هامش الندوة، أحدث وسائل الحفاظ على الأعضاء المتبرع بها وتدعى وحدة ''الحياة والشحن للكلى''، وهي آلة تستخدم لنقل الكلى والحفاظ عليها لمدة طويلة إلى غاية موعد إجراء العملية. كما تم خلال الندوة الاستماع لعدد من الخبراء من دول مختلفة للمساهمة في تطوير مثل هذه الأبحاث والدراسات وتقديم المساهمات الفردية والجماعية لتبادل الخبرات في هذا المجال. إجراء عمليتين فقط خلال ثماني سنوات ذكر الدكتور ''سي أحمد''، رئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى'' فرانتز فانون''، أن الجزائر متأخرة في مجال زرع الأعضاء مقارنة بالدول الأخرى، وذكر بأن أهم أسباب التأخير المسجل في زراعة الأعضاء في الجزائر راجعة لعدة عوامل، بما في ذلك عدم وجود الجهات المانحة وعدم وجود عينات من الموتى''. وأكد في ذات السياق أن الجزائر لم تتمكن من إجراء سوى عمليتين جراحيتين للتبرع بالأعضاء من شخص متوفي إلى مريض أولهما تم في قسنطينة في عام 2002 والثانية في البليدة يوم 30 مارس 2010. وطالب الدكتور سي أحمد بإتاحة الفرصة أمام المواطنين لتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء في الجزائر، والتي هي متخلفة عن الركب في هذا المجال من أجل إنقاذ الأرواح وتقليل فاتورة الواردات من الهيئات في الخارج طالما أن نقل الأعضاء من شخص متوفى يمكن أن ينقذ حياة أربعة أشخاص وتحسين عمل الأجهزة الحيوية في الجسم. أما عن رأي الدين الإسلامي في زرع الأعضاء من متوفٍ إلى حي فقد ذكر الأستاذ كمال بوزيدي في مداخلته في الندوة أن الإسلام يجيز ويسمح بزراعة الأعضاء وخاصة عندما يتعلق الامر بإنقاذ حياة إنسان أو كما قال المختصون يمكن لمتبرع واحد أن ينقذ حياة أربعة أشخاص، وقال إن على الجهات المختصة أن تشجع التبرع في حدود ما تسمح به الشريعة الإسلامية .