طالب الثلاثاء وزير البترول السعودي علي النعيمي عند وصوله إلى وهران بخفض الإنتاج بمليوني برميل في اليوم، وهي المرة الأولى التي تطالب فيه أكبر دولة منتجة للنفط في العالم بخفض صريح وبهذه الحدة للإنتاج. وأكد علي النعيمي أن الأسواق متوترة جدا وتحتاج إلى إشارات قوية لوقف تهاوي الأسعار التي فقدت 100 دولار في ظرف قياسي. * وقالت فنزويلا أمس إنها ستدعم خفض إنتاج أوبك بمقدار مليون برميل على الأقل، وذلك من اجل وقف تدهور سعر النفط الخام بحسب رافاييل راميريز وزير النفط الفنزويلي لدى وصوله إلى وهران للمشاركة في اجتماع وزراء الأوبك، مضيفا إن بلاده "ستدعم انضمام روسيا" إلى أوبك التي تضم 13 بلدا وتضخ حوالي 40 بالمائة من النفط الخام في العالم. * ومن المتوقّع أن توافق أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم على خفض إنتاجها النفطي بصورة ملحوظة، في محاولة لاتّقاء التراجع المرتقب في الطلب العالمي على النفط السنة المقبلة، وكانت الأسعار قد فقدت أمس حوالي 5 دولارات كاملة، فضلا عن تراجع جديد للدولار الأمريكي، وهو ما أصاب وزراء الأوبك بنوع من التوتر الذي برز أمس على ملامح بعض الخبراء الذين حضروا جلسة المتابعة إلى غاية ساعة متأخرة من مساء أمس. * وفي محاولة لرفع أسعار النفط المستمرّة في الهبوط، ينتظر أن يتقرر خفض للإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا، بحسب ما يتوقّعه المحللون، فضلا عن مطالبة روسيا وغيرها من الدول الكبيرة المصدرة للنفط خارج المنظمة بخفض إنتاجها بواقع يصل إلى 300 ألف برميل يوميا، للمساهمة فعلا في إعطاء إشارة قوية للأسواق المتوترة جدا، حيث يتوقّع أن تتراجع أسعار الخام إلى 30 دولارا للبرميل أو إلى مستويات أدنى في مطلع السنة المقبلة. * وقال رئيس منظمة "أوبك" شكيب خليل إن تراجع الاقتصاد العالمي قد يؤدي إلى هبوط الطلب على النفط ب1.4 مليون برميل يوميا خلال النصف الأول من السنة المقبلة، وذلك إثر ارتفاع معدّل البطالة في أمريكا وإغلاق العديد من المصانع الصينيّة، وقد شهدت مخزونات النفط المُستخدمة لغايات تجاريّة ارتفاعا حادا إلى 400 مليون برميل، متخطية المستوى المطلوب لخمس سنوات، على حدّ تعبير خليل شكيب، مضيفا أنه يتمّ على الأرجح تخزين خمس هذا العدد اليوم في ناقلات النفط العاطلة عن العمل. * وفي استعراض غير اعتياديّ للقوّة، أرسلت روسيا وفدا كبيرا لحضور اجتماع وهران وصل مساء أمس، بقيادة وزير الطاقة ونائب رئيس الوزراء إيغور سيشن، فضلا عن رؤساء مجمل شركات النفط الكبرى تقريبا في روسيا، بما فيها شركتا "روزنفت" و"لوكويل" العملاقتان. * وتعود المرة الأخيرة التي نسّقت "أوبك" فيها خطواتها مع روسيا وغيرها من الدول الكبيرة المصدرة للنفط تعود إلى سنة 2001، علماً أن هذا التعاون كان وجيزاً ولم يأتِ سوى بنتائج محدودة حينها، غير أن السؤال الكبير المطروح حول ما إذا كان باستطاعة المنظمة الإقدام على خفض إنتاجها النفطي بصورة ملموسة تكفي لتنشيط السوق ودفع أسعار النفط إلى مستويات أعلى، لكن جميع القراءات تشير إلى أن السوق قد تنتظر لوقت طويل جدا قبل أن يتغيّر الوضع في الميدان بسبب التراجع الكبير للاقتصاد العالمي الذي سيحول بلدان الأوبك إلى مجرد متفرجين على مسرح الأحداث.