استبعد وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل لجوء منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" خلال اجتماعها اليوم بفيينا إلى أي قرار يقضي بخفض إنتاج البترول مرة أخرى أو اتخاذ أي إجراء في هذا الشأن، مشيرا إلى أن عمل المنظمة منصب في الوقت الحالي على متابعة تطبيق القرارات المتخذة منذ 9 أشهر في لقاء وهران. واعتبر السيد خليل في تصريح صحفي أول أمس الإثنين أنه لا يوجد أي مبرر لإقرار تخفيض جديد في حجم إنتاج منظمة الأوبك خلال اجتماع اليوم بفيينا، متسائلا في هذا الشأن "كيف للمنظمة أن تذهب إلى قرار جديد بتخفيض الإنتاج في الوقت الذي لم يتم فيه بعد تطبيق القرار المتخذ في وهران بنسبة 100 بالمائة". وأوضح الوزير في سياق متصل أن تحديد سقف إنتاج المنظمة يتخذ بإجماع أعضائها ويأخذ بعين الاعتبار تقلبات السوق ومستوى الأسعار، ومتغيرات الاقتصاد العالمي التي ينبغي تطويرها على حد تعبيره. ونفس الموقف عبر عنه ممثل إيران في المنظمة السيد محمد علي الخطاب الذي أوضح أن حصص الإنتاج ينبغي أن تبقى على ما هي عليه، معتبرا السعر الحالي للنفط المتراوح بين 66 و67 دولارا للبرميل بمثابة السعر التحفيزي، وذلك بالمقارنة بمعدل السعر الذي ميز المرحلة الممتدة بين 2000 و2008، والذي لم يتجاوز 49 دولارا للبرميل. من جهته اعتبر وزير النفط السعودي لدى وصوله أمس إلى فيينا، أن "السوق النفطية مستقرة والأسعار جيدة وفي مستوى المرجع المحدد من قبل المنظمة والمتراوح مابين 68 و73 دولارا للبرميل، وهو ما يعني حسبه أن الأوبك ستبقي على مستوى الإنتاج الحالي. وبدوره أكد وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد العبد الله الصباح أن الدول الأعضاء في أوبك متفقة بشكل عام على الإبقاء على مستويات إنتاج المنظمة في اجتماعها المقرر في فيينا اليوم، مشيرا إلى أن بلاده ودول خليجية أخرى من أعضاء المنظمة ستدفع باتجاه التزام أكبر بمستويات الإنتاج المتفق عليها في لقاء وهران الأخير، وأضاف أن توقعات أسعار النفط لهذا العام تتراوح بين 60 و75 دولارا للبرميل. وعشية اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط بفيينا، عرفت أسعار الخام ارتفاعا طفيفا في المعاملات الإلكترونية لأسواق آسيا، حيث بيع برميل النفط "لايت سويت كروت" لتسليمات شهر أكتوبر ب68 دولارا و22 سنتا، فيما بيع برميل "برنت" لتسليمات نفس الشهر ب66 دولارا و90 سنتا. وتتزامن هذه الوضعية المشجعة بالنسبة للمنظمة مع إعلان شركة النفط الروسية "لوك اويل" أول أمس أنها ستعتمد سعر 60 دولارا للبرميل الواحد كمعدل محتمل في حسابها خلال الفترة من 2010 الى 2020. ويرجع المتعاملون تحسن أسعار النفط في الآونة الأخيرة إلى بوادر انتعاش الاقتصاد العالمي، وكذا إلى مواصلة تراجع سعر الدولار أمام العملات الأخرى. للإشارة فإن المستوى الحالي لإنتاج منظمة أوبك يبلغ 24,84 مليون برميل يوميا، وهذا منذ جانفي المنصرم، أي بعد القرار التاريخي المتفق عليه في اجتماع مدينة وهران بالجزائر في شهر ديسمبر الماضي، والقاضي بخفض المنظمة لإنتاجها بمستوى 2,2 مليون برميل في اليوم، غير أن هذا القرار الذي كانت له تأثيرات نسبية على الأسعار بالنسبة للمنظمة، لم يتم احترامه بشكل كامل، حيث لازالت بعض الدول لم تنفذ التزامها بخفض إنتاجها من النفط. وفي هذا الصدد يعتبر السيد شكيب خليل أن النتائج المرجوة والمنتظرة من قرار وهران لن تتجلى بشكل تام وإيجابي إلا عندما تطبق كافة الدول التزامها بشأن تخفيض حصصها المقررة في الإجتماع.