ح.م تسببت رداءة الأحوال الجوية التي تشهدها مختلف جهات الوطن منذ أسبوع في انقطاعات كهربائية متكررة ودخول عديد من القرى والمداشر النائية في ظلام دامس بعد أن تعذّر على فرق "الصيانة" التابعة لسونلغاز التدخل لتصليح الأعطاب نتيجة قطع الثلوج للطرقات وعزلها للقرى والمداشر. * وأوضحت الثلاثاء، السيدة "آيت ميقداش" المكلفة بالاتصال في المديرية العامة ل"سونلغاز" أن عشرات القرى والمداشر في شرق وغرب البلاد تعذّر على فرق "الصيانة" الوصول إليها لإصلاح الأعطاب في الشبكات الكهربائية المتضررة نتيجة لعزل "الثلوج" هذه القرى والمناطق النائية في قمم الجبل، مؤكدة أن المدن الكبرى والتجمعات السكنية لا تعاني إلا من انقطاعات كهربائية عادية نتيجة لرداءة الأحوال الجوية باعتبار شبكة الكهرباء في الجزائر شبكة "سطحية" معرضة لمختلف التغيرات المناخية ويتم إصلاح الخلّل المتسبب في الانقطاع بصورة سريعة بعد التبليغ عنه من قبل فرق "الصيانة" التي تدعّمت بأعوان ودوريات إضافية قصد ضمان أحسن متابعة و"خدمة" في ظل الاضطرابات الجوية المتعاقبة. * كما سجّلت مئات المؤسسات ومجمعات التبريد والمحلات خسائر مادية كبيرة إثر الإنقطاعات المتكررة ما تسبب في تعطل عدد من الآلات والماكنات الصناعية كما تكبّد أصحاب مجمعات ومحلات التبريد للحوم والمواد الغذائية خسائر جمّة بعد أن فسدّت أغلب المواد المحفوظة لانقطاع الكهرباء لأزيد من ساعة وأكثر من مرة، واعتبرت المكلفة بالاتصال في سونلغاز أن الإنقطاعات الكهربائية أمر "عادي" بسبب الإضطراب الجوي وخارج عن نطاق المؤسسة التي توفر الصيانة والتدخل في الوقت المطلوب على حد تعبيرها. * وشهدت عدة تجمعات سكنية وأحياء بالعاصمة كالحراش وبابا علي وحي الجبل و"فوردلو" وبرج الكيفان، انقطاعات كهربائية متكررة طيلة الأسبوع الجاري حيث طالب السكان وأصحاب المؤسسات والمحلات التجارية في هذه المناطق بضرورة ضمان متابعة أفضل وتفعيل تدخلات فرق "الصيانة" فضلا عن استيائهم من انخفاض شدة التيار الكهربائي حيث أرجعت آيت ميقداش، هذا الانخفاض لارتفاع الطاقة الاستهلاكية بسبب استعمال المسخنات الكهربائية بصفة مفرطة وفي الوقت واحد. * * الاضطرابات الجويّة حوّلت المساكن بالغرب إلى غرف تبريد * * صبّ مواطنون من مختلف ولايات الغرب، جام غضبهم على مؤسّسة سونلغاز بفعل الانقطاعات المتكرّرة للكهرباء في الفترة الأخيرة التي شهدت اضطرابات جويّة عنيفة تسبّبت في سقوط الأعمدة وأعطاب تقنية متعدّدة، بينما دفع البرد آخرين إلى الخروج إلى الشارع مطالبين بالاستفادة من غاز المدينة. * لم تفلح مؤسّسة سونلغاز، في تهدئة العاصفة التي أجّجتها جملة الانقطاعات في الأشهر الأخيرة لأسباب تقنية، خصوصا في شهر رمضان، الأمر الذي خلّف استياء كبيرا لدى سكّان الأحياء وشكاوى بالجملة على مستوى مختلف الولايات، إذ ما فتئت هذه المشاكل التقنية والمتعلّقة بالطاقة الإنتاجية، تعرف طريقها إلى الحلّ حتّى طفت إلى السطح مجدّدا بفعل الاضطرابات الجويّة المستديمة طيلة الأيّام الماضية، بشكل لافت للانتباه إلى المناطق الغربية والجنوبية الغربية، إذ تسبّبت قوّة الرياح العاتية في سقوط عدّة أعمدة كهربائية تجاوزت 45 عمودا بأدرار على سبيل المثال، ما خلّف عزلة ببعض المناطق، مثل تيميمون وزاوية كنتة، التي شهدت انقطاعات متكرّرة للكهرباء لساعات مطوّلة، بينما تسبّب الانخفاض القياسي في درجة البرودة في استعمال مضاعف للكهرباء عن طريق المدفئات ومختلف الأجهزة الكهرومنزلية، ما أدّى إلى ارتفاع الضغط على المولّدات ذات الطاقة الإنتاجية المحدودية.. * وأخلط حسابات سونلغاز بولايات وهران، أدرار، سيدي بلعباس وغيرها، تفشّي ظاهرة سرقة الكهرباء التي ألحقت خسائر معتبرة بها، فضلا عن ارتفاع الضغط على المولّدات، ففي أدرار لجأ المواطنون على مستوى بعض الأحياء إلى إخفاء الكوابل المسروقة تحت الرمال غير مبالين بخطورة ذلك، وبوهران تستفيد مجمّعات سكنية واسعة على الطاقة الكهربائية عن طريق السرقات مثلما يحدث بعين البيضاء وسيدي الشحمي. يضاف إلى ذلك تدخّلات سونلغاز لقطع الكهرباء عن الذين لم يدفعوا الفواتير، في حين تتواجد أحياء كاملة من دون كهرباء أو غاز، رغم أنّها مبرمجة ضمن مشاريع لم تر النور بعد، على غرار حيّ التفاح بتيارت وقرى أخرى وتعاونيات عقارية، وبهذه الولاية تحديدا، خرج سكّان مهدية في غضون هذا الأسبوع إلى الشارع تعبيرا عن غضبهم من عدم استفادتهم من الغاز، وتحوّل مساكنهم إلى غرف تبريد، وتمّ تسجيل انقطاع آخر بحيّ المحطّة وسط المدينة الأوّل. * أمّا بسيدي بلعباس، فقد تمّ تسجيل انقطاع لمدّة 9 ساعات بحيّ سي الياسين هذا الأسبوع، ولا يستبعد أن تتواصل هذه الوضعية موازاة مع سوء الأحوال الجويّة وعدم قدرة سونلغاز على التغطية الشاملة للخدمات في ظلّ هذه الظروف.