استمر تساقط الثلوج على مدار 72 ساعة كاملة على المرتفعات الداخلية والساحلية للوطن، مصحوب ببرد شديد أدى إلى انقطاع الطرقات والكهرباء وتضرر البناءات الهشة في المدن والقرى، حيث شهد بعض سكان ولايات الشرق بأن موجة الثلوج هذه لم يشهدوا مثلها منذ السبعينيات، مع تسجيل حوادث مرور كانت خطيرة في بعض الولايات. ولاية البويرة كانت بين أهم الولايات تضررا بمنطقة الوسط حيث سجلت 7 قتلى وعدد من الجرحى منهم عائلة كاملة تتكون من 4 أخوات وأخ في حوادث مرور بمنطقة آث منصور على الطريق الوطني رقم 05 الذي أغلق تماما في عدة مستويات بسبب تراكم الثلوج، بينما بقي الجزء المفتوح منه زلجا بسبب البرد والجليد. وتسبب تساقط الثلوج على ولاية البويرة في قطع الطريق الوطني الرابط بين بلديتي بئر غبالو وعين العلوي وكذا الطريق الوطني الرابط بين البويرة وتيزي وزو على مستوى تيكجدة بلدية الأصنام، وقطعت الثلوج الطريق الوطني الرابط بين البويرة والمسيلة على مستوى الخرط بلدية سور الغزلان. وفي نفس الولاية تسبب تساقط الثلوج في قطع الطريق الولائي بين بلديتي البويرة وسور الغزلان والطريق الولائي الرابط بين سور الغزلان والدشمية والطريق الرابط بين بلدية الدشمية وريدان وبين بلديتي تاقديت وسيدي عيسى (المسيلة)، ونتيجة للتقلبات الجوية، تم اسعاف وايواء 150 شخص بالمؤسسات التربوية لولاية البويرة. وفي ولاية تيزي وزو، قطع الطريق الوطني الرابط بين تيزي وزو والبويرة على مستوى الممر الجبلي لتيروردة بلدية ايفرحونن، والطريق الوطني الرابط بين تيزي وزو وبجاية على مستوى تكمة بلدية اعكورن، كما تسببت الثلوج في قطع الطريق الوطني بين بجايةوسطيف والطريق الوطني الرابط بين بجاية وتيزي وزو على مستوى قرية تانديت بلدية قنديرة وقرية شرفة بلدية توجة. كما قطع الطريق الوطني الرابط بين بلديتي عين الحمام وآيت يحيى على مستوى آيت يحيى والطريق الولائي الرابط بين الطريق الوطني رقم 12 وبلدية زكري. وفي البليدة قطعت الثلوج الطريق الوطني الرابط بين بلديتي سوحان والأربعاء. أما بولاية بجاية، تسبب تساقط الثلوج في قطع الطريق الوطني الرابط بين الولاية وولاية تيزي وزو على مستوى أفولاذ، بلدية أدكار وأيضا على مستوى الممر الجبلي لشلاتة بلدية شلاتة. وفي نفس الولاية، تم قطع الطريق الولائي الرابط بين شلاتة وأوزلاقن والطريق الولائي الرابط بين آبي يوسف (تيزي وزو) وشلاتة والطريق الرابط بين بلديتي ايغرام وبني مليكش والطريق الولائي الرابط بين بلديتي إيغيل علي وبرج بوعريريج والطريق الرابط بين بلديتي بن جليل وفراوح وبني موحيل (سطيف). وقد بلغت الثلوج سمك متر واحد بمنطقة أدكار وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 80 ألف زبون بثماني دوائر منها بجاية، تيشي، أدكار إلى جانب انهيار بعض الجدران بفعل الفيضانات بمدينة سيدي عيش، كما أغلقت جل المؤسسات التعليمية أبوابها في 15 بلدية بسبب صعوبة التحاق التلاميذ. وبولاية بومرداس، التي تكثر فيها الشاليهات، فقد ألحقت العواصف الثلجية والأمطار الغزيرة أضرارا معتبرة بالبناءات الجاهزة حيث انقلبت بعضها بفعل سرعة الرياح وتسربت المياه إلى داخل بعضها الآخر، وحتى من سلم من سكان البناءات الصلبة فقد عرت العواصف عيوب الترميمات والأشغال التي أجريت على المباني، حيث سدت بالوعات الأحياء ومن قوة ما جرفته المياه مع ارتفاع منسوب بعض الأودية النائمة. وفي الوقت الذي لم تتسبب فيه التقلبات الجوية بتراب ولاية الأغواط في أي حوادث تذكر، إلى غاية الساعات الأخيرة من أمسية يوم أمس، إلا أن السكان عادوا للباسهم الشتوي وتشغيل المدفآت وكان للجو تأثير بائن مرة أخرى على شبكة الكهرباء، حيث يعرف التيار الكهربائي انقطاعات متكررة بعديد من بلديات الولاية بشكل زاد من استياء وتذمر السكان. من جهتها عاشت أحياء بلديات مقرة وبرهوم بالجهة الشرقية لولاية المسيلة في ظلام دامس استمر إلى غاية الجمعة، على اثر انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة بسبب سقوط أسلاك الكهرباء من ثقل الثلوج والرياح القوية. ورغم العزلة التي تسببها موجة الثلوج لمدن وقرى الوطن، إلا أن الجو العام كان للفرح والسرور في جميع جهات الوطن بهذه الثلوج المتأخرة التي حلت بعد شهرين كاملين من الجفاف، حيث تتوقع مصالح الأرصاد الجوية أن يعرف الطقس تحسنا ابتداء من صباح اليوم.