صورة من الارشيف قضت محكمة الجنايات لمجلس قضاء ڤالمة بإدانة المتهم (ق.ع) البالغ من العمر 68 سنة، متقاعد من صفوف الجيش الوطني الشعبي، بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة القتل المؤدية إلى بتر أحد الأعضاء والحكم عليه بالإعدام. * ترجع وقائع هذه الجريمة الشنعاء التي ذهب ضحيتها زوجة المتهم وثلاث من فلذات كبده إلى ليلة السابع من أفريل سنة 2006 وبالتحديد حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا عندما، عاد المتهم إلى مسكنه العائلي المتواجد بقرية عين قطن ببلدية حمام النبائل الواقعة على مسافة 45 كلم أقصى شرق إقليم عاصمة ولاية ڤالمة، وبيده بندقية صيد معبأة، ودون سابق إنذار شرع في إطلاق عيارين ناريين أصاب بهما زوجته البالغة من العمر 49 سنة فأرداها قتيلة في عين المكان، وعندما تدخل إبنه (ق.م) في محاولة منه لإسعاف أمه أطلق عليه عيارا ناريا تسبب له في جروح خطيرة على مستوى الكتف أدت إلى بتر يده فيما بعد، وفي تلك الأثناء تدخلت البنت (ق.ح) لتهدئته ونزع البندقية من بين يديه، إلا أنه لم يتردد في دفعها وإسقاطها أرضا محاولا قتلها وإطلاق النار عليها مما تسبب في إصابتها على مستوى اليد، لكنها تمكنت من الإفلات منه جريحة والفرار إلى داخل الغرفة المجاور، أين أغلقت الباب واختفت رفقة شقيقتها الصغرى (ق.ه)، الوالد الذي كان في حالة هيجان قصوى لم يتوقف عند هذا الحد، بل حمل بيده ساطورا وشرع في تكشير باب الغرفة، محاولا العثور على ابنتيه للتخلص منهما، لكنه لم يتمكن من ذلك، فتوجه مباشرة إلى المقهى التي يملكها أسفل المسكن، أين وجد إبنه صالح الذي كان قد أطلق عليه النار قبل أن يصعد إلى المنزل لإكمال مجزرته الرهيبة لازال حيا فعاود إطلاق النار عليه مرة ثانية فأرداه قتيلا. ثم قام بتسليم نفسه لمصالح فرقة الدرك الوطني ببلدية حمام النبائل. * خلال جلسة المحاكمة، حاول الوالد المتهم تبرير مجزرته الرهيبة بالدفاع عن الشرف، مصرحا أمام هيأة المحكمة أن زوجته وابنته أدخلتا رجلين غريبين إلى مسكنه في غيابه، مما دفعه للانتقام منهما، بينما كانت شهادة إبنه الضحية (ق.ح) الذي بترت يده أكثر مأساوية وهزت مشاعر كل الحاضرين داخل قاعة الجلسات عندما بدأ يسرد الوقائع بعينين دامعتين، موجها عبارة (نوكل عليك ربي يا بابا) لوالده المتهم، النيابة في مرافعتها ركزت على بشاعة الجريمة المرتكبة والتمست معاقبة المتهم بالإعدام، بينما لم يجد الدفاع ما يقوله بشأن موكله، مركزا في مرافعته على الحالة النفسية للمتهم، ملتمسا تمكينه من أقصى ظروف التخفيف، وبعد المداولة نطق رئيس الجلسة بإدانة المتهم بالتهم المنسوبة إليه والحكم عليه بالإعدام.