سامي أبوزهري مع صحفي الشروق خرج من غزة إلى دمشق ليناقش أطروحة الدكتوراه قبيل العدوان، لكن الجريمة اضطرته إلى التفرغ للعمل التعبوي لحشد التأييد لأبناء غزة وكانت وجهته الجزائر، الشروق اليومي استغلت زيارته المفاجئة لتجري معه حوارا مطولا تناول فيه آخر التطورات على صعيد المواجهة في غزة، والمواقف العربية المتخاذلة، وفيما كشف عن مزيد من التفاصيل بخصوص عمل الجوسسة الذي قامت به الأجهزة الأمنية التابعة لغزة في العواصم العربية لصالح الأمريكيين والصهاينة، فصل في مجريات المواجهة متوعدا بأيام سوداء على الإسرائيليين إذا قرروا خوض المواجهة البرية، وأن حماس في كامل جاهزيتها للمعركة وهي عازمة على أسر مزيد من الجنود الإسرائيليين لإنهاء حالة الوحدة التي يشعر بها جلعاد شاليط، على حد تعبيره. * فجعت حماس ومعها العالم الإسلامي في استشهاد القائد نزار ريان كيف كان وقع هذا الخبر عليكم؟ * بلا شك، فإن فقدان مثل هذا القائد هو أمر مؤلم، لأنه ليس من السهل تعبئة المكان الذي تركه، لكن نحن شعب محتل والحرية بحاجة إلى ثمن، ونحن في حماس بقيادتنا نتقدم الشعب الفلسطيني ولا نتأخر عنه، جاهزون لنقدم خيرة قادتنا لأجل قضية فلسطين وحرية الشعب الفلسطيني، وقد سبق لنا أن قدمنا الشيخ أحمد ياسين، والدكتور الرنتيسي وعددا من كبار قادة حماس، لذلك فليست المرة الأولى التي تقدم فيها حماس من قادتها السياسيين، وهذا دليل على أن حركة حماس موجودة في الشارع بين الشعب الفلسطيني وتتقدم هذا الشعب، على طريق العطاء والتضحية والشهادة، وهذا يبرهن للمواطن الفلسطيني على مصداقية الحركة وانتمائها بخلاف من يقود الوضع من الفنادق ومن خارج الوطن. * نحن تابعنا السيرة الذاتية للفقيد، الشهيد نزار ريان، ولاحظنا أن له مكانة تنظيمية كبيرة ومكانة تعبوية أكبر، فقد كان يقود المظاهرات ويحشد الجماهير، ألا تعتقدون أن فقدان هذا القائد تكون له آثار سلبية على الصف الداخلي في حماس؟ * الدكتور نزار ريان هو قائد سياسي في حركة حماس وهو عالم وقائد شعبي، وبالتأكيد سيترك مكانا كبيرا، لكن نحن لا نعتبر هذا خسارة، على العكس من ذلك، فإن استشهاد هذا القائد يزيد من التفاف أبناء الشعب الفلسطيني حول حركة حماس، وقد جربنا هذا مع استشهاد أحمد ياسين، فبقدر ما آلمنا فقدان الشيخ أحمد ياسين، بقدر ما زاد الشعب الفلسطيني التفافا حول حركة حماس. فهذا برهان على مصداقية الحركة، وأنها لا تغامر بأرواح أبناء الشعب الفلسطيني، وإنما هي تبرهن على مصداقيتها بتقديم قادتها للشهادة قبل أبناء الشعب الفلسطيني. * جاءت زيارتكم إلى الجزائر مفاجئة نوعا ما، هل كانت بدعوة من جهات رسمية، وهل في برنامجكم لقاءات مع المسؤولين الجزائريين؟ * أنا خرجت من غزة قبل أيام قليلة من العدوان، بهدف التحضير لمناقشة رسالة الدكتوراه بعد شهرين من الآن، وفي ظل انفجار الوضع كان لابد أن آخذ دوري لتفعيل الدور الشعبي المتضامن مع ما يجري في غزة، لذلك أنا أغتنم زيارة أي بلد عربي أو إسلامي لتفعيل قضية غزة وقد حضرت إلى هذا البلد بدعوة من حركة مجتمع السلم، ولكن بالتأكيد سأجري لقاءات مع الرسميين، ما أمكن خاصة في البرلمان ومع كل الأوساط، وبالإضافة إلى اللقاءات الجماهيرية، في عديد من الولايات. * كيف تقيمون الموقف الرسمي الجزائري مما يجري في غزة؟ * نحن في حركة حماس نعتز بالموقف الجزائري الرسمي والشعبي، والجزائر من الدول ذات المصداقية العالية في التعاطي مع القضية الفلسطينية، حيث لم يكن هناك في لحظة أي انفصام بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي، كما هو حادث في كثير من البلدان العربية والإسلامية، وهذا التزاوج والانسجام بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي يعطي دافعية للمواطن الجزائري ليتفاعل مع القضية الفلسطينية، ونحن كنا دائما نشعر أن قضية فلسطين تتمتع بأولوية كبيرة لدى المواطن الجزائري، وأنا شخصيا كنت أشارك من غزة عبر الهاتف في كثير من الفعاليات الشعبية التي تنظم في الجزائر. * لذلك نحن مرتاحون لحقيقة ومضمون الموقف الجزائري ونعتقد أنه ينبع من قناعة وليس مجاملة أو طبيعة الظرف. ومن الطبيعي أن تقف الجزائر مثل هذا الموقف، لأنها عانت ما يعانيه الشعب الفلسطيني، وقدمت أكثر مما قدمنا، قدمت أكثر من مليون ونصف مليون شهيد على مدار 7 سنوات ونصف السنة حتى نالت استقلالها، والنموذج الجزائري هو الذي يعطينا حجة على الذين يزايدون على مقاومة حركة حماس، على أساس أنه لا حرية بلا ثمن. * الجزائر كانت سباقة وهذا معلن في وسائل الإعلام في الوفاء بالالتزامات المالية إزاء الفلسطينيين، وهذا مقارنة مع الدول العربية الأخرى، حيث تصل حصة الجزائر المالية أولا عن أول، والسؤال المطروح هل وصل حماس أو على الأقل الإدارة في غزة جزء من هذه الأموال، خصوصا وأننا علمنا أن الرئيس بوتفليقة أوصى بإيصال جزء من الأموال إلى غزة؟ * نحن نعلم أن هناك أموالا خصصها الرئيس الجزائري للميزانية الفلسطينية، لكن بكل أسف هذه الأموال لم تصل لا إلى حماس، ولا إلى الميزانية الرسمية في غزة، حيث ذهبت لأطراف فلسطينية ولحسابات خاصة. * قال فوزي برهوم إن الرئيس الفلسطيني شكل خلية استعلامات مهمتها رصد تحركات قادة حماس ومعرفة أماكنهم، وهذه الخلية برئاسة الطبيب عبد الرحيم وتعطي المعلومات إلى الطرف الاسرائيلي ليتم استهدافهم، هل من تفاصيل حول هذا الاتهام الصريح للسلطة الفلسطينية؟ * أعتذر عن الإجابة عن هذا السؤال، ليس من باب أننا لا نمتلك معلومات، لكن نحن نريد من المواطن العربي أن يرى الصورة أجمل مما هي عليه، ولا نريد أن تغطي هذه التفصيلات جوهر الأزمة التي يعيشها سكان القطاع. * يصر الرئيس المصري حسني مبارك على عدم فتح معبر رفح، وقد صرح بذلك. ما هي خلفيات هذا الإصرار على عدم فتح المعبر، رغم المجازر، ورغم الجرائم المرتكبة، فالأمر يبدو غريبا فعلا، كيف تفسرون هذا الإصرار من وجهة نظر حماس على الأقل؟ * نحن كنا دائما نقول إن المعبر مغلق بقرار عربي وليس قرارا إسرائيليا، وكنا ندان حين نقول ذلك، وأخيرا جاءت التصريحات المصرية مؤكدة أن معبر رفح مغلق بقرار عربي، وليس بقرار إسرائيلي، أما قصة الانقسام بين حماس وفتح لا يمكن قبولها كحجة لإغلاق المعبر. الانقسام يعالج بالحوار، أما أن يعاقب شعب بأكمله لتصفية حسابات سياسية، فهذا أمر غير مقبول. * يقولون إن المعبر مرتبط باتفاقية مع الاحتلال، هذا أيضا أمر غير مقبول، لأن اتفاقية معبر رفح التي وقعت في عام 2005 مدتها القانونية، بحسب نصوص الاتفاق هي عام واحد. وقد وقع في نوفمبر 2005 ثم إن مصر لم تكن طرفا في هذا الاتفاق، فهذا الأخير كان بين السلطة والأوروبيين والصهاينة ومصر لم تكن طرفا. أما حكاية من هو موجود في غزة، فهذا ليس شأنا مصريا، الشعب الفلسطيني انتخب حماس بثلثي أصوات الناخبين، وهو من يقرر من يكون على المعابر ومن يحكم، وليس لمصر علاقة في التحكم في هذا الموضوع، وفرض أي جهة على الشعب الفلسطيني، المعبر له طرفان الجهة الفلسطينية والجهة المصرية، لتفتح مصر الجهة المصرية وهي ملزمة بذلك ونحن من جهتنا نفتح الجهة الفلسطينية، من حقنا أن ندير المعبر بالطريقة التي نراها. * أقام الرئيس بوتفليقة جسرا جويا بين الجزائروالقاهرة لإيصال مساعدات إنسانية، هل وصلت هذه المساعدات، وهل لديكم معلومات عن مكان وجودها الآن؟ * إلى اللحظة التي أجري فيها هذه المقابلة، فإن المساعدات الجزائرية لم تصل إلى غزة والأسباب واضحة، وتتمثل في العراقيل الإدارية على معبر رفح، هذا المعبر لا يفتح في اليوم إلا لساعات معدودة. وهذا يؤدي إلى تراكم المساعدات العربية في مدينة العريش المصرية وعدم وصولها السريع إلى الشعب الفلسطيني، إن غزة بحاجة إلى تخفيف الحصار عنها، لقد كان يدخلها من 600 إلى 700 شاحنة يوميا، تحمل بضائع كنا نشتريها من الاحتلال، الآن غزة لا تدخلها ولا شاحنة. والذي يدخلها فقط مساعدات تصل وكالة الغوث يستفيد منها جزء من الفقراء، ومساعدات أخرى يغلب عليها الطابع الطبي وهذا شيء ضروري للمستشفيات، أما التموين بالمواد الغذائية، فهو متوقف منذ إغلاق الاحتلال للمعابر. * وللأسف، فإن إدارة معبر رفح لا تسمح حتى بمرور المعدات الطبية، فكيف بالغذائية. * قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قال القيادي في حماس محمد نزال إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة تجسست على دول عربية لصالح إسرائيل، وذكر أمثلة ومن بينها الجزائر، وقال إن الوثائق موجودة، هل من تفاصيل حول هذا الاتهام؟ * أولا، يجب أن تفرق بين فتح والأجهزة الأمنية، نحن ليست لدينا مشكلة مع فتح، وأبناء فتح في الضفة الغربية هم ينزلون إلى الشوارع تضامنا معنا، أما الأجهزة الأمنية فهي تمثل أداة للإحتلال، وقد دربت وربيت لتكون صنعة من صنائع الاحتلال، ووكيلا أمنيا له، الوثائق التي عثر عليها في مقرات الأجهزة الأمنية السابقة بعد أحداث جوان 2007، هي وثائق أمنية خطيرة جدا ومن بين ما ورد فيها بتشكيل ما يسمى بمحطات أمنية في عدد كبير من العواصم العربية والإسلامية والأوربية، خاصة في أوربا الشرقية، وهذه المحطات الأمنية هي عبارة عن مراكز أمنية للتجسس وجمع المعلومات سواء عن المؤسسات والقيادات خاصة الإسلامية كالشخصيات الفلسطينية، المؤسسات الحيوية، وهذه المعلومات كانت تستفيد منها الأطراف الدولية، خاصة الإدارة الأمريكية، وأقدمت فعلا في استهداف جزء من المؤسسات وتسببت في اعتقال بعض الشخصيات استنادا لهذه المعلومات، وهي معلومات خطيرة للغاية. * وهل هذه الوثائق محفوظة في مكان آمن، خصوصا في ظل العدوان الذي طال كل قوات حماس؟ * الوثائق بها معلومات خطيرة وكلها صنفت ووضعت في أماكن آمنة. * كيف تنظرون إلى تعامل الإعلام الجزائري مع العدوان وآثاره؟ * الملاحظة البارزة على الإعلام الجزائري أنه إعلام محلي، والصوت الجزائري هو صوت مهم، وصارخ، لكنه لا يخرج خلف الحدود الجزائرية، الفضائية الجزائرية تقوم بدور جيد، لكنها تبقى ذات طابع محلي، أما الفضائيات العربية، فهي لا تنقل صورة التضامن الجزائري مع القضية الفلسطينية، وأنا كنت أشارك باستمرار عبر الهاتف مع فعاليات شعبية واليوم، حضرت جزء منها، وعبر التلفزيون الجزائري، هناك كثير من الفعاليات التضامنية التي تتضمنها مختلف الهيئات والأحزاب والقوى السياسية والشعبية، لكن هذا غير ملموس في الشارع العربي والشارع الفلسطيني. * وقد علمت أن قناة الجزيرة ليس لها مكتب في الجزائر، ربما هناك إشكالات متعلقة بذلك، لكن في جميع الأحوال، فإن القنوات التي تهتم بإيصال هذا الصوت من المهم أن تكون ممثلة في الجزائر، مع الأخذ بعين الاعتبار الضوابط التي تراعي مصلحة البلد، وقوانينه، لكن يجب البحث عن آلية لنقل الصوت الجزائري إلى الخارج، لأن الفعاليات التي تجري في الجزائر هي أكبر من بلدان كثيرة، ورغم ذلك نحن نشعر بالفعاليات التي تحدث في تلك البلدان ولا نشعر بالفعاليات التي تحدث في الجزائر بالقدر الكافي. * نعود إلى تداعيات العدوان...فقد فاجأت حركة حماس الجميع بما فيها إسرائيل، بصواريخ وصل مداها إلى مدن إسرائيلية، لم نكن نعتقد أنها تصل إليها، هل ننتظر مزيدا من المفاجآت؟ * الإحتلال الإسرائيلي، لا يمارس قتالا وإنما يمارس أعمالا جنائية، فهو يستخدم طائرات F16 التي لا تستخدم إلا في حروب نظامية، ضد طائرات مقاتلة، هو يستخدمها ضد البيوت والسيارات، والصيدليات والمساجد، وسيارات الإسعاف، وهذه أخلاق الجبناء، ليس هكذا القتال، ويظن الاحتلال أنه بهذه الطريقة يكسر شوكة حماس، لكنه لن يقوى على ذلك، فالاحتلال يقول في وسائل الإعلام إنه قضى على كل مقرات حركة حماس، وهذا الخبر موجود بكل أسف بشكل متداول في كل وسائل الإعلام، لكن الحقيقة أن الاحتلال عجز أن يستهدف مقرا واحدا لحركة حماس، ليس لدينا مقرات أو مكاتب خاصة بالحركة، المقرات والمؤسسات التي استهدفت هي مؤسسات حكومية للسلطة، وهي ملكا للشعب وليست ملكا لحماس. * فالاحتلال يحاول أن يسجل أهدافا وهمية، أمام العالم ليقول إني تفوقت، وإلى الآن لم يستهدف منصة إطلاق صواريخ واحدة تملكها القسام. * حماس لازالت بعافيتها ولازالت بقوتها على الصعيد الميداني، والسياسي، وقياداتها تتحرك في الشارع بين الناس، مع أخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة، لدرجة أن الأستاذ إسماعيل هنية يظهر بين الحين والآخر يخاطب الشعب، بطريقة تؤكد أن حركة حماس تدير المعركة بكل حكمة وذكاء. إن استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية دلالة على الفشل الأمني والسياسي، الاحتلال قال إنه سيغير الوضع في غزة، لكن حماس موجودة بكامل قوتها ولم يتغير شيء. على الصعيد الأمني هو قال إنه يريد وقف الصواريخ، لكن الصواريخ تنطلق في ظل كثافة القصف، لقد ضربت غزة في لحظة واحدة ب 60 طائرة وأطنان من المتفجرات التي ألقيت على غزة هي في الواقع أكثر من أطنان المواد الغذائية والصيدلانية التي تصلنا. * الصواريخ كانت تضرب سديروت قبل بدء الحرب، أما الآن، فإن المقاومة تضرب مشارف تل أبيب وبئر سبع وعسقلان وأماكن متقدمة تزيد عن 40 كلم، لذلك، فإن المساحة التي نزل أصحابها تحت الأرض على مدار الساعة هي مساحة مضاعفة لقطاع غزة، وهذا يؤكد أن الاحتلال فشل وهو يستطيع أن يحول جزء من غزة إلى ركام، لكن أيضا يدفع الثمن من الرعب، وفعلا جلب على نفسه حالة من الرعب، كان في غنى عنها لو لم يقم بهذه الحرب، وفي كل الأحوال نحن لا نراهن على هذه الصواريخ هي بالنسبة لنا مجرد أدوات، إنما نراهن على مدى صمود شعبنا ونجاحنا الحقيقي هو في قدرتنا على الصمود. * وفيما يتعلق بالعمليات الاستشهادية، أليست هناك تعليمات بالضرب في العمق الإسرائيلي؟ * المقاومة مطلقة اليد في استخدام كل وسائل المقاومة، وبخصوص العمليات الاستشهادية، فهي كانت تنطلق من الضفة الغربية، لكن الآن هناك اعتقالات واسعة تحدث بالتنسيق بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، على سبيل المثال نحن لدينا 650 معتقل من حماس وعشرات المعتقلين من الجهاد الإسلامي في سجون الضفة الغربية، يتم اعتقال كل من له علاقة بإطلاق نار أو تنفيذ عملية، حيث تتم ملاحقته واعتقاله، وإذا أفرج عنه سيتم اعتقاله من جديد مباشرة، ويستجوب على ذات المعلومات التي استجوب على أساسها في سجون رام الله وهذه العراقيل تحد من دور المقاومة في منصة العمليات الاستشهادية. * لكن العمليات الاستشهادية هي مجرد نمط، ونحن نحاول أن ننوع في عمل المقاومة ونطور أساليبها ولن نتخلى عن نمط العمليات الاستشهادية. * إن المظهر الذي يثلج صدور الشعوب العربية والإسلامية هو مظهر الصهاينة وهم يقتلون، سيعود حتما، والعراقيل الموجودة هي عراقيل مؤقتة وأصحابها لن يقدروا على الاستمرار فيها. * يتساءل كثيرون عن سر التراخي الأمني لدى حماس قبيل العدوان، مع أنه كانت هناك عديد من التهديدات ومن أبرز أوجه هذا التراضي أن الأجهزة الأمنية التابعة تنظم حفل تخرج عشرات ليكونوا هدفا سهلا للضربات الجوية؟ * الاحتياطات الأمنية قائمة، لكن نشير إلى أنه في الليلة التي سبقت الجريمة كان هناك اتصال من حلقة تنسيق رسمية من القاهرة مع الدكتور محمود الزهار وأبلغ بشكل رسمي تفاهما من الطرف الإسرائيلي بخصوص الحرب على غزة، وهذا خلق حالة من الاطمئنان لدى الأسلاك الشرطية، الشرطة ليست مقاومة، هي شرطة مرور وعمل جنائي، وكانت تمارس دورها بشكل طبيعي، لكن الاحتلال مارس الغدر وبطريقة ماكرة انتهز الفرصة وقام بضربة كبيرة لأفراد الشرطة الفلسطينية، وفي كل الأحوال ليس هناك استهدافا للمقاومين، فالمقاومون الآن بكامل قواتهم وقدراتهم. * أعطى الرئيس محمود عباس أوامره بتفادي المعارك الإعلامية في الفضائيات ما مدى صدق هذه التعليمات من وجهة نظركم؟ * الرئيس الفلسطيني الذي يقول إنه أوقف الحملات الإعلامية، هو أكثر من يمارس هذه الحملات الدعائية، حيث قال في اليوم الذي سبق العدوان إن صواريخ المقاومة عمل عبثي، ونحن نقول ليس هناك تحريضا إعلاميا أكثر من ذلك. والحديث بهذه الصفة يعطي للاحتلال غطاء للاحتلال بحجة الصواريخ، الرئيس يدين الصواريخ، فلماذا نحتج على الاحتلال عندما يقصفنا. * هو في خطابه الأخير قال إنه يتمسك بالنضال السلمي ووصف المقاومة بالعبث، واتهم حماس بأنها صاحبة "أجندة" إقليمية وحمّلها مسؤولية الأحداث التي تجري في غزة، لذلك هو الذي يمارس الحملات الإعلامية. * أعتبر أنه لا توجد مصداقية لهذا القرار، ودعني أشير إلى أن ياسر عبد ربه وهو يعلن هذا القرار، دعا حماس للعودة إلى رشدها في ذات اللقاء، كما اتهم حماس باعتقال نشطاء فتح وطالبها بالإفراج عنهم مع أنه لا يجد أي مقر في غزة يمكن أن نحتفظ فيه بالمعتقلين. * نحن لم يكن عندنا معتقلون، كان عندنا سجناء جنائيون متهمون بالإتجاز في المخدرات والعمالة والسرقة والقتل، وهؤلاء تم إخلاء سبيلهم حتى لا نتحمل مسؤولية المساس بحياتهم. * الآن بعد قصف كل المقرات يقول ياسر عبد ربه إن حماس لديها معتقلين، لذلك حتى وهو يعلن وقف الحملات الإعلامية كان يتهجم على حماس ويمارس حربا دعائية، وفي اللحظة التي سقط فيها نزار ريان. * كيف تقيمون الدور الذي يقوم به العرب؟ * القادة العرب عاجزون عن فعل أي شيء، ونحن فقدنا الأمل، هناك مفارقة عجيبة، رغم أن البحر يفصلنا عن اليونان، إلا أن هؤلاء استطاعوا كسر الحصار أكثر من مرة، بينما عجز العرب عن فعل ذلك، رغم أن ما يفصلنا عنهم سوى سلك معدني. * ماذا تقول لقراء الشروق؟ * أأقول لهم إننا نأخذ العبرة من كفاح الشعب الجزائري يتهمون حماس بالمغامرة بأرواح الفلسطينيين ونحن نقول إن الجزائريين الذين دخلوا حربا ضد فرنسا لمدة فاقت سبع سنوات وقدموا مليون ونصف مليون شهيد لم يغامروا بأرواح الجزائريين من أجل لا شيء، دائما فعلوا ذلك لأجل الحرية والاستقلال ونحن نفعل ذلك. * ومن هذا المنبر نقول للجميع إن حماس جاهزة للمواجهة البرية، وإننا عازمون على كسر الوحدة التي يشعر بها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وذلك بأسر جنود إسرائيليين سوف ينضمون إليه في مخبئه السري. * من هو سامي أبو زهري؟ * سامي حمدان أبو زهري من مواليد مدينة رفح جنوب قطاع غزة عام 1967، يبلغ من العمر 42 عاما، يعمل محاضرا في الجامعة الإسلامية بغزة بقسم التاريخ، حاصل على درجة الماجستير في التاريخ وعلى مشارف الانتهاء من رسالة الدكتوراه من جامعة دمشق في التاريخ الإسلامي الوسيط، خلال الشهرين القادمين، اعتقل في سجون الاحتلال 5 أعوام منذ العام 1989 في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، واعتقل في سجون السلطة الفلسطينية خمس مرات، وشغل منصب رئيس مكتب الطلاب بالجامعة الإسلامية في غزة 4 أعوام، ورئيس التنظيم الطلابي لحركة حماس في غزة لمدة 8 أعوام، ويشغل حاليا منصب الناطق الرسمي باسم حركة حماس، إضافة إلى دوره في الحركة.