الناطق الرسمي باسم حماس سامي ابوزهري أكد سامي أبو زهري، الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ل"الشروق"، أن استئناف العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الإسرائيلي أصبح واردا وليس هناك خيار آخر أمام الفلسطينيين للدفاع عن أنفسهم في ظل العدوان المستمر الذي يتعرضون له من طرف الاحتلال وبتواطؤ دولي وعربي. * * العرب متواطئون مع إسرائيل وأبو مازن جزء من الحصار * وفيما يتعلق بالأخبار التي تحدثت الاثنين عن تهديد حماس بالعودة إلى العمليات الاستشهادية إذا ما شنت إسرائيل عملية واسعة النطاق على قطاع غزة، قال أبو زهري في مكالمة هاتفية مع "الشروق": "نعم، كل الوسائل متاحة أمام المقاومين الفلسطينيين بما فيها العمليات الاستشهادية، لأن الموقف الدولي ظالم ومنحاز للاحتلال، وغزة محاصرة ولكن العالم لا يتحرك، وبالتالي لم يترك لنا المجتمع الدولي ولا إسرائيل أي خيار آخر للدفاع عن النفس". * وشرعت إسرائيل في حملة دبلوماسية لحشد الدعم الدولي لأي هجوم عسكري كبير في مسعى لوقف إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية من القطاع الفقير، حيث أمرت زعيمة حزب "كاديما" الحاكم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني السفراء الإسرائيليين في أنحاء العالم بالتأكيد على أن إسرائيل "لن تتردد في الرد عسكريا إذا اضطر الأمر".وجاءت تصريحات "أبو زهري" ل "الشروق اليومي" في الوقت الذي نقلت وكالات الأنباء العالمية عن القيادي في حماس أيمن طه قوله: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي عدوان إسرائيلي، ومن حقنا كشعب محتل الدفاع عن أنفسنا ومقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة بما فيها العمليات الاستشهادية".وبخصوص تصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول التصعيد المرتقب في قطاع غزة بعد انتهاء التهدئة، أوضح مسؤول حركة حماس أن الاحتلال ينفذ غارات يومية ويقتل النساء والأطفال والشيوخ دون هوادة. وأشار أبو زهري في الاتصال الهاتفي مع "الشروق اليومي" إلى أن التهدئة التي كانت مبرمة مع الاحتلال الإسرائيلي انتهت، لأنه لم يكن هناك أي جهد عربي ودولي لإلزام الطرف الإسرائيلي بالالتزام بشروط تلك التهدئة. واستبعد محدثنا في رده على سؤال "الشروق اليومي" تكرار التهدئة التي انتهت عمليا بانتهاء مدتها في التاسع عشر من الشهر الجاري. * ومن جهة أخرى، انتقد القيادي في حماس مواقف السلطة الوطنية الفلسطينية وخاصة رئيسها محمود عباس الذي قال أنه "جزء من الحصار من المفروض على غزة"، وهو يعبر عن ذلك أي محمود عباس بانتقاده على سبيل المثال للسفن الأوروبية المتوافدة على قطاع غزة من أجل المساهمة في فك الحصار والتعبير عن تنديدها ورفضها لسياسة الاحتلال إزاء القطاع. * وفي نفس السياق رحب سامي أبو زهري بالجهود العربية لفك الحصار عن غزة، ولكنه قال أنها غير كافية، والفلسطينيون ينتظرون رفع وتيرة التضامن مع الفلسطينيين المحاصرين داخل القطاع على المستويين الشعبي والرسمي، متهما "أطرافا" عربية بالتواطؤ مع الاحتلال وبعض القوى الغربية في فرض هذا الحصار. * وتجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة يشهد توترا ملحوظا بعد انتهاء التهدئة الهشة التي دامت أشهرا بوساطة مصرية ورفض الفلسطينيين لتجديدها، وأبلغت عبر مندوبها لدى الأممالمتحدة الأمين العام للمنظمة الأممية بان كي مون تصميمها على الرد على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. * وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يسعى رئيس السلطة محمود عباس من خلال جولة غربية قادته إلى واشنطن وموسكو إلى الحصول على دعم لمواصلة المفاوضات مع إسرائيل. كما يؤكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن عباس يطالب بضرورة إنهاء الاستيطان الإسرائيلي من أجل الدفع بالمفاوضات قدما. ولكن تبقى هذه المفاوضات التي يبحث عنها محمود عباس مرهونة بما ستسفر عنه الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها في العاشر من فيفري القادم، حيث يتخوف الفلسطينيون داخل السلطة من أن يعود اليمين الإسرائيلي إلى الحكم ويعصف بالمفاوضات الجارية.