يتناول أئمة مساجد الجمهورية للأسبوع الثاني على التوالي في خطبهم والدروس قضية الاعتداء الهمجي الإسرائيلي على الفلسطينيين، بأمر من وزارة الشؤون الدينية مثلما قررت تخصيص ربع محصلة الزكاة للسنة الحالية 2009 إلى الضحايا في غزة. * وجاءت تصريحات وزير الشؤون الدينية والأوقاف غلام الله بمناسبة إطلاق الحملة السابعة للزكاة بدار الإمام الأسبوع الماضي كأول رد فعل من وزير جزائري على الاعتداء الهمجي الإسرائيلي على سكان قطاع غزة، وكانت الهجمات الإسرائيلية وقتها قد بدأت منذ يومين حيث عبر الوزير عن تأثره الشديد لتقتيل الفلسطينيين بطريقة "لا تقتل بها حتى الحيوانات.."، وذهب غلام الله إلى اعتبار السكوت على تلك المجازر تواطؤا حيث قال "العرب والمسلمون اتفقوا على تطهير غزة من البشر". * وذهبت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على تجسيد موقف التضامن مع الشعب الفلسطيني في نكبته هذه بما تمليه الدرجة المتوسطة من الإيمان لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"، حيث أعطيت تعليمات لكافة أئمة مساجد الجمهورية البالغ عددها 15 ألف مسجد بالحديث عن العدوان الإسرائيلي في خطب الجمعة وكذا في الدروس الأسبوعية التي يلقيها الأئمة على المصلين، إلى جانب الدعاء لأهل غزة بالنصر والثبات. * كما تتناول خطبة الجمعة القادم أيضا الموضوع بعدما أخذ أبعادا خطيرة وارتفاع عدد الشهداء وتأزم الوضع الإنساني بتواطؤ الجميع أولها القيادات العربية. * وتعدت الخطوات العملية للوقوف إلى جانب أهل غزة عتبة الخطب، حيث قررت الوزارة تخصيص 25 بالمائة من محصلة الزكاة لسنة 2009 لضحايا غزة، وتقدر حسب المسؤولين عن الملف بنحو مليوني دولار، ستقدم حين الانتهاء من جمعها شهر مارس المقبل. * وقد اقتطع نصيب غزة من زكاة الجزائريين من سهم الغارمين وكذا سهم في سبيل الله وهما ما كانا يخصصان للعائلات الفقيرة ومشاريع الشباب. * ولا يتعلق الأمر بالمزايدة في مثل هذه المواقف حيث ستكون كل المساعدات التي تصل فعليا سكان غزة مفيدة ومهمة مهما كانت قليلة، بالنظر إلى المأساة الحقيقية التي يعيشها سكان غزة جراء قطع اشتغال الآلة العسكرية اليهودية في كل مكان إضافة إلى الحصار الذي تحرص دول الجوار على الحفاظ عليه على سكان غزة المرابطين.