وسعت الحكومة التركية مساعيها العربية والإسلامية لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ففي موقف جديد يعكس متانة العلاقات الجزائرية التركية، اختارت حكومة أنقرة إطلاق مبادرة جديدة من الجزائر، كشف عنها رئيس المجلس الوطني الكبير (البرلمان) كوكسال توبتان، الذي يوجد في زيارة رسمية للجزائر. * تركيا على لسان موفدها للجزائر، دعت إلى عقد اجتماعين طارئين لمنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد البرلماني الإسلامي يوم 14 جانفي الجاري، بمدينة اسطنبول التركية، محاولة منها لتدارس التطورات المأساوية في قطاع غزة، وهي الدعوة التي جاءت في تصريح صحافي مباشرة بعد وصوله إلى الجزائر. * ويهدف الاجتماعان الطارئان إلى بحث موقف إسلامي موحد تجاه الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ولفت انتباه دول العالم حول ما يحدث في غزة من تقتيل وجرائم ضد الإنسانية، وهي الاعتداءات التي وصفها المسؤول التركي بأنها "مخالفة للأعراف الإنسانية والقوانين الدولية، ما تستدعي تحركا إسلاميا سريعا وعاجلا وفعالا". * في هذا الصدد، علمت "الشروق اليومي" من مصادر مسؤولة بالمجلس الشعبي الوطني، أن البرلمان استجاب للمبادرة التركية، وقرر المشاركة في اجتماع اسطنبول، بوفد هام من الغرفة السفلى، يقوده عبد العزيز زياري، الذي سيطير باتجاه الأراضي التركية يوم الأربعاء المقبل، وقد استقر الأمر على مشاركة الغرفة السفلى دون العليا، لكون البرلمان التركي يتكون من غرفة واحدة، بعد إلغاء العمل بنظام الغرفتين مؤخرا. ويكشف تنقل رئيس البرلمان التركي الكبير، كوكسال توبتان، للجزائر، لدعوة نظيره عبد العزيز زياري، عن الأهمية التي توليها أنقرة للدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في الوقوف إلى جانب مبادرتها الجديدة، سيما بعد أن لقيت مبادرة الوزير الأول، رجب الطيب أردوغان، الداعية إلى الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على غزة، برودة من طرف دول الطوق العربي، وفي مقدمتها مصر مبارك، التي ترفض أن تزاحمها أي دولة في الوصاية على السلام في المنطقة، مخافة أن تخسر وزنها في نظر الولاياتالمتحدةالأمريكية. * وتزامنت زيارة المسؤول التركي للجزائر، مع زيارة رسمية أخرى لمسؤول كبير بدولة معروفة بمواقفها المبدئية من القضية الفلسطينية، ممثلا في شخص نائب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين دهقان، الذي حل قبله بيوم واحد، بصفته "مبعوثا خاصا" من الرئيس احمدي نجاد يحمل رسالة إلي نظيره الجزائري، تتعلق بالوضع في قطاع غزه الفلسطينية، وسبل تنسيق الجهود لمساعده الفلسطينيين. * وقال دهقان في تصريحات صحفية لدى وصوله الجزائر، إن "الدول الإسلامية والعربية أمام امتحان كبير"، ودعا الجميع إلى "الوقوف موحدين أمام الهجمة الصهيونية الشرسة ضد الفلسطينيين، وتنسيق كل الجهود من اجل إنقاذ الشعب الفلسطيني من هذه الكارثة". * وتتفق كل من الجزائر وتركيا وإيران على أن ما يجري في قطاع غزة، عدوان غاشم وعمل بربري لا يمكن تبريره تحت أي شكل من الأشكال، غير أن الجانب التركي يعتبر الأنشط من بين الدول الثلاث، وهو أمر يمكن تفسيره بوجود علاقات دبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب، وهو المعطى الذي يسعى رجب الطيب أردوغان إلى توظيفه في مساعيه الرامية إلى وقف العدوان بالتعاون مع دول معروفة بثقلها في العالمين العربي والإسلامي، وذلك بداية بمحطة أسطنبول يوم الأربعاء المقبل.