أعرب رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري امس عن "يقينه" بأن مؤتمر رؤساء برلمانات الدول العضوة في منظمة المؤتمر الاسلامي الذي ستحتضنه اسطنبول الأربعاء المقبل لدراسة الوضع في قطاع غزة سيسفر عن نتائج "ايجابية". وفي لقاء جمعه برئيس المجلس الوطني التركي الكبير السيد كوكسال توبتان أكد السيد زياري أنه على يقين بأن هذا المؤتمر "سيتوج بنتائج ايجابية" مشيدا في السياق بالمبادرات التي تقوم بها تركيا لوقف العدوان الممارس على أهالي غزة وتكريس التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني. كما جدد رئيس المجلس الشعبي الوطني التأكيد على استعداد الجزائر لتكثيف الجهود وتفعيل المبادرات التي يفرضها الوضع الراهن والمسؤولية الدولية. ولفت السيد زياري النظر الى ما يواجهه العالم الاسلامي من استراتيجية اسرائيلية "تشكل خطرا كبيرا على كل دول المنطقة وتعرقل إقامة شراكة أورو - متوسطية وإنشاء فضاء متوسطي يسوده السلم". وفي مجال التعاون الثنائي ثمن السيد زياري الديناميكية التي تشهدها المبادلات التجارية بين البلدين حيث أضحت تركيا من أوائل الشركاء الاقتصاديين للجزائر. وفي هذا الإطار ذكر رئيس المجلس بالحجم الذي بلغته المبادلات التجارية التي قفزت من ثلاثة ملايير دولار سنة 2007 الى أربعة ملايير السنة الفارطة. وتعد تركيا بالنسبة للجزائر "شريكا استراتيجيا في كل المجالات" رسخته اتفاقية التعاون والصداقة التي أبرمها البلدان سنة 2005 لتصادق عليها الجزائر في جوان الماضي حيث يجري الانتظار حاليا ليصادق عليها الطرف التركي يضيف المتحدث. كما استعرض السيد زياري الآفاق الجديدة للتعاون الجزائري -التركي التي جاء بها فضاء الاتحاد من أجل المتوسط اللذان تشتركان في عضويته مؤكدا على ضرورة التشاور للوصول الى مبادرات ثنائية تخدم مصالح البلدين. وبدوره اعتبر السيد كوكسال توبتان أن آراء الجزائر وتركيا "متوافقة" في الكثير من المسائل وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي يشترك في ادانتها الموقف الرسمي والشعبي. ووصف رئيس المجلس الوطني التركي ما يحدث في غزة من عدوان اسرائيلي ب"العمل الاجرامي (...) فالقضية لا تعني فلسطين فحسب وانما هي قضية انسانية" يقول السيد كوكسال توبتان. وفي هذا السياق تطرق السيد كوكسال توبتان الى المؤتمر الذي ستحتضنه اسطنبول الأربعاء المقبل والذي "أكد 23 برلمانا من العالم الاسلامي مشاركته في أشغاله". ومن جانب آخر نوه المسؤول التركي بالتطور الذي عرفته العلاقات الثنائية بين البلدين والتي "بلغت مستوى عالي جدا من التعاون الوطيد" خاصة من خلال اللجان الموجودة في المجلسين الجزائري والتركي وكذا مجموعة الصداقة. وخلال زيارة قادته امس إلى المتحف الوطني للمجاهد والمتحف المركزي للجيش أعرب رئيس المجلس الوطني التركي الكبير عن اعتزازه بالتاريخ الجزائري التركي المشترك في العهد العثماني "الذي يحفظ العديد من البطولات والانتفاضات في وجه الوجود الأجنبي الإسباني والفرنسي" مؤكدا أن "التاريخ نسج علاقات أبدية" بين البلدين والشعبين على السواء. وأبرز المسؤول اعتزازه بمشاركة تركيا (خلال العهد العثماني) في تاريخ الشعب الجزائري الذي أصبح -كما قال- "مثالا في البطولة والشجاعة والكفاح من أجل الحرية" مؤكدا اعجابه بما "أفرزه نضال الشعب الجزائري من بطولات وتضحيات جعلت منه مرجعا لكافة حركات التحرر العالمية". وخلال زيارته لمتحف المجاهد تلقى المسؤول التركي شروحا حول مراحل كفاح الشعب الجزائري خلال الحركة الوطنية وأثناء الثورة التحريرية من أجل استرجاع الاستقلال الوطني وذلك قبل أن يوقع على السجل الذهبي بقبة الترحم للمتحف. فيما كانت زيارة الوفد التركي إلى المتحف المركزي للجيش فرصة للتعرف عن قرب على مدى التقارب الذي يربط الشعبين الجزائري والتركي "خاصة في العادات والتقاليد واللباس" حسبما لاحظه المسؤول التركي في الجناح العثماني بالمتحف حيث قدمت له شروحا وافية حول المراحل التاريخية للعهد العثماني. كما قدمت له أيضا العديد من التوضيحات والشروحات حول مراحل تاريخ الثورة التحريرية قبل أن يوقع على السجل الذهبي للمتحف المركزي للجيش. كما قدمت لرئيس المجلس الوطني التركي الكبير هدايا رمزية تتمثل في تحف من إنجازات كبار الفنانين الجزائريين ومجموعة من الكتب التاريخية من إصدارات متحفي المجاهد والجيش. وقبل ذلك زار المسؤول التركي مقام الشهيد بالجزائر العاصمة حيث وضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري لشهداء الثورة المجيدة ووقف دقيقة صمت وقرأ فاتحة الكتاب الكريم ترحما على أرواحهم الطاهرة. وقد حل رئيس المجلس الوطني التركي الكبير السيد كوكسال توبتان اول امس بالجزائر على رأس وفد برلماني في إطار زيارة رسمية تستغرق أربعة أيام بدعوة من رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري.