المجازر متواصلة في حق الابرياء دعمت مصادر دبلوماسية تصريحات وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي المؤكدة أن أحداث غزة ستلقي بتأثيراتها على موقف الجزائر من مسار الاتحاد من أجل المتوسط، خاصة بعد الامتعاض الذي عبرت عنه من تشكيل أمانة سياسية عوض أمانة فنية مصغرة، وأسرت مصادرنا أن الدبلوماسية الجزائرية ستعبر عن موقفها في أول لقاء سيتم عقده على خلفية أن موافقتها المبدئية وجلوسها إلى الشركاء في مبادرة الإتحاد من أجل المتوسط في كل اللقاءات المنعقدة، كان من قناعة أن هذا التكتل الجديد عبارة عن هيأة تعنى بدرجة أولى بالمشاكل الإنمائية في المنطقة دون الاهتمام بالمشاكل السياسية، أو السعي إلى تشكيل هيأة سياسية. * وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة في اتصال هاتفي "للشروق اليومي"، أمس، أن قناعة الجزائر ويقينها بتأثر مسار المتوسط تبرره مجريات الأحداث في غزة، وما يقترفه الكيان الصهيوني في حق الأبرياء من الفلسطينيين، إضافة إلى ما خرج به اجتماع مرسيليا الأخير من قرارات لم تكن أبدا ضمن حسابات الجزائر، كما لم تكن ضمن الأهداف التي تحملها الأجندة التي سطرتها للانضمام لهذا المسار الذي يشكل مشروع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وقالت مصادرنا أن موقف الجزائر من مسار الإتحاد من أجل المتوسط ظل واضحا منذ ظهور الفكرة والدعوة إليها، على اعتبار أنها أكدت في عديد من المرات موافقتها على المشاركة في انتظار الإطلاع على فحوى المشروع. * وأكد محدثنا أن الجزائر تراقب ما يحصل في غزة باهتمام، غير أنها لم تنتظر أن تحصي شهداء وضحايا غزة، حتى تعبر عن موقفها من مسار الإتحاد من أجل المتوسط، هذه التصريحات تأتي لتؤكد ما ورد على لسان وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي الذي أكد خلال اللقاء الذي خصصه لبحث سبل تنسيق الجهود لدعم ضحايا قطاع غزة أن الأحداث التي يشهدها قطاع غزة "ستؤثر على الأرجح على سير الاتحاد من أجل المتوسط". * كما قال بخصوص الموقف الذي ستقدم عليه الجزائر لإبراز رفضها لما يحدث ضمن أطر هذه الهيأة، كان مدلسي قد قال "نحن لم ننتظر أحداث غزة للتعبير عن عدد من القضايا التي ينطوي عليها الاتحاد من أجل المتوسط"، موضحا أن الجزائر "عبرت بكل وضوح ومنذ البداية عن موقفها من أن الاتحاد ليس هيأة سياسية وإنما هو هيئة تم إنشاؤها لحل المشاكل الإنمائية" في المنطقة، غير أن لقاء مرسيليا "عرف حدوث انزلاق أدى إلى تشكيل أمانة عامة /// ثقيلة وسياسية، غير أن القرار حيال ما أفضى إليه لقاء مرسيليا مازال لم يتبلور بعد". * كما وصف وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي القرارات التي اتخذها وزراء خارجية الإتحاد من أجل المتوسط في نوفمبر الفارط بمرسيليا بأنها "غريبة"، قائلا "لقد خرجنا بمرسيليا بطموحات جديدة بدت لنا غريبة، فعوض تشكيل أمانة فنية مصغرة كما تم الاتفاق عليه خلال قمة باريس وجدنا أنفسنا أمام أمانة متكونة من سبعة أمناء عامين مساعدين، وتم توزيع الأدوار فيها بسخاء"، مضيفا أنه "عوض أمانة فنية تأخذ بعين الاعتبار خيار الدول وجدنا أنفسنا أمام أمانة سياسية". * موقف الجزائر الرسمي المعبر عنه من قبل وزير الخارجية، من مسعى مرسيليا والقائل أن ما خرج به من قرارات يتناقض وتصريح باريس، وكذا ما يحدث في غزة، والموقف غير المؤثر الذي بدى به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والصورة غير المجدية التي طبعت زيارته "الفاشلة" إلى المنطقة، واستخفاف الإدارة الإسرائيلية من مسعاها كلها تشكل عوامل مؤثرة في إجهاض مسعى الإتحاد من أجل المتوسط، في انتظار الموقف الذي ستتخذه الجزائر للتعبير عن امتعاضها الكبير من هذه الهيأة التي يبدو أنها ولدت ميتة، ومعلوم أن رئيس الجمهورية هو المخول الوحيد للبت في هذه الهيأة التي يفترض أن تكون أمانتها عملية ابتداء من الفاتح جانفي الجاري.