ظاهرة الحرقة لا نهاية لها تمكن حراس السواحل التابعين لقيادة القوات البحرية من توقيف 1153 شخص منهم 10 نساء كانوا مرشحين للهجرة السرية خلال السنة الماضية، أغلبهم كانوا على متن قوارب صيد أو نزهة ب1052 شخص مقابل 157 "حراڤة" تم توقيفهم بموانئ الغزوات، بني صاف، وهران، أرزيو، مستغانم، تنس، عنابة، القالة إضافة الى حوالي 20 بالمائة تم ضبطهم داخل سفن تجارية. * وكشف تحليل للإحصائيات، أن عديدا من "الحراڤة" ينحدرون من ولايات داخلية منها الأغواط، تبسة، قالمةوالبليدة عكس السنوات الماضية التي كان أغلب الحراڤة ينحدرون من الولايات الساحلية، مما يؤكد وجود شبكة مختصة في الهجرة السرية تقوم بتنظيم رحلات الموت وإغراء هؤلاء الراغبين في الهجرة، وتتراوح أعمار أغلبهم بين 23 و25 عاما لكن اللافت في التقرير، أنه تم توقيف أطفال قصر تقل أعمارهم عن 14 عاما وكهول تتجاوز أعمارهم 56 عاما، ويبلغ عمر أصغر "حراڤ" 4 سنوات كان رفقة والدته في رحلة خطيرة قبل إنقاذه من طرف حراس السواحل . * * "حراڤة" يفضلون السفن التجارية بدل قوارب الموت * * أشار تقرير عن نشاط حرس السواحل خلال سنة 2008 في مجال مكافحة الهجرة السرية الذي عرف تكثيفا وتم تجنيد كافة الوسائل لإحباط محاولات الإبحار بناء على تعليمات وجهها الفريق قايد صالح رئيس أركان الجيش خلال لقائه بمسؤولي الجيش بوهران، جيجلوعنابة إلى انتشال أكثر من92 جثة حراڤة أغلبها بمنطقة الغرب ب38 جثة تليها المنطقة الشرقية ب34 جثة ثم 20 جثة وسط البلاد، ولفت العقيد سليمان دفايري رئيس خلية الاتصال بقيادة القوات البحرية الانتباه الى أن هذا الرقم لا يعكس العدد الحقيقي للحراڤة الذين لقوا حتفهم غرقا في البحر "ولا تزال عملية تحديد هوياتهم جارية" لأنهم قد لا يكونون جميعا جزائريين"، وأضاف في لقاء ب"الشروق اليومي"، أن عدد القوارب التي تم استرجاعها من طرف حرس السواحل أثناء دوريات المراقبة في عرض البحر بلغت 53 قاربا سنة 2008 منها 19 قاربا بالجهة الشرقية مقابل 12 قاربا غربا و10 قوارب بالواجهة الوسطى، موضحا أنه تم العثور عليها خالية ليبقى عدد الضحايا الحقيقي مجهولا وغير دقيق في ظل وجود عديد من المفقودين. * وسجلت أكبر عمليات الإنقاذ في فصل الصيف بالنظر لاستقرار الأحوال الجوية وهدوء البحر، مما يساعد على الإبحار، لكن اللافت أيضا أنه سجلت أيضا إحباط عمليات إبحار في شهري جانفي وفيفري، حيث أصبح الشباب يغامرون ويستغلون المناسبات ونهاية السنة وانشغال مصالح الأمن للتسلل والإفلات، وتم في هذا الإطار إنقاذ 1153حراڤ سنة 2008 على المستوى الوطني منهم 474 في شهر أوت، وكانت أكبر حصيلة في شهر جويلية بتوقيف 632 شخص. ويأتي شهر جوان في الترتيب الثالث ب370 "حراڤ" موقوف، وسجلت مصالح حرس السواحل في شهر جانفي توقيف 384 "حراڤ"، وتم إحباط رحلات طيلة أشهر السنة الماضية بأعداد متفاوتة أغلبها على مستوى السواحل الشرقية التي تحول إليها "الحراڤة" بعد تشديد الرقابة على السواحل الغربية ب539 رحلة بعنابة، وسجل ميناء العاصمة 66 حراقا مقابل شخص واحد بميناء تيبازة في السنة الماضية، وتحول أغلب "الحراڤة" الى الإبحار عبر السفن التجارية بنسبة 13 بالمائة مقارنة 11بالمائة عام 2007 كونها أكثر ضمانا للوصول في ظل تشديد الرقابة على القوارب في عرض البحر. * * "الحراڤة" تحولوا الى عنابة لقربها من السواحل الإيطالية * * وتكشف الولايات التي ينحدر منها الحراڤة الموقوفون عن وجود شبكة مختصة تنشط في مجال تنظيم رحلات الموت، وقال المقدم دفايري في هذا الإطار، إن الموقوفين في قضايا سابقا كانوا ينحدرون من الولايات الساحلية "لكننا اليوم أمام أشخاص من ولايات داخلية وقرى لا علاقة لهم بالبحر ومخاطره"، يتم إغراؤهم من طرف عناصر هذه الشبكات مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 10 و20 مليون سنتيم دون أدنى ضمانات، حيث تشير الإحصائية الى أن الموقوفين ينحدرون بشكل لافت من عنابة، الشلف، وهران، سكيكدة، قسنطينة إضافة الى آخرين ينحدرون من أم البواقي، غليزان، خنشلة، ڤالمة، سطيف، تبسة، سوق أهراس، البليدة، برج منايل، عين البيضاء، باتنة، وبالعاصمة وحدها تم توقيف 89 شخصا كان مرشحا للهجرة تم توقيفهم من طرف حرس السواحل في جهات مختلفة. *