أحبطت وحدات البحرية التابعة للمجموعة الإقليمية لحراس السواحل بعنابة في حدود الساعة الحادي عشرة من صبيحة أمس الجمعة محاولة للهجرة غير الشرعية قصد بلوغ الضفة المقابلة من المتوسط، كان 28 شابا "حراقا" من بينهم طفل قاصر عمره 17 سنة يعتزمون القيام بها انطلاقا من شاطئ سيدي سالم على متن قارب صيد تقليدي الصنع مزود بمحرك من نوع سوزيكي بقوة 40 حصانا بخاريا. هذه العملية التي تعد الثانية في ظرف أقل من أسبوع بعد توقيف 33 "حراڤا" من بينهم 6 أطفال قصر كانت موضوع ندوة الصحفية نشطها عشية أمس الجمعة رئيس المحطة البحرية الرئيسية لحراس الشواطئ بعنابة عبد العزيز زايدي، أكد فيها أن العملية تمت بعد اكتشاف القوات البحرية، أثناء دورية عادية، قاربا على متنه مجموعة من المهاجرين السريين متجهين نحو جزيرة سردينيا الإيطالية، ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في عملية ملاحقة أصحاب هذه الرحلة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 17 إلى 42 سنة وينحدرون من الأحياء الشعبية لمدينة "العناب"، ماعدا شابين أحدهما ينحدر من ولاية الطارف والآخر يقطن بالغرب الجزائري وبالتحديد ولاية معسكر، جاء إلى عنابة ليجرب حظه في "الحرڤة". وقد تكلفت الوحدتان العائمتان 346 الميزار و356 الوافي بمطاردة فوج الحراڤة، حيث اعترض مسار القارب في الوضعية المحددة ب 42 ميلا بحريا شمال رأس الحمراء ليسلم "الحراڤة" أنفسهم لفرق البحرية دون أية مقاومة أو ردة فعل، وخضعوا لتعليمات مصالح البحرية لاقتناعهم بفشل مغامرتهم. وأضاف ذات المسؤول أن الفوج المتكون من 28 عنصرا تم اقتيادهم إلى مقر المحطة البحرية الرئيسية لحراس السواحل بميناء عنابة، أين خضعوا للفحوصات الطبية، فقد كانوا في حالة يرثى لها وفي وضعية نفسية متدهورة. وذكر رئيس المحطة البحرية الرئيسية عبد العزيز زايدي في معرض حديثه أن التحقيقات الأولية مع الشباب الموقوف بعرض البحر بيّنت أن هذه الزمرة من الشباب المرشح قد دفع كل واحد منهم مبلغا ماليا يتراوح ما بين 3 إلى 10 ملايين سنتيم لمنظم الرحلة. وحررت بشأن هؤلاء محاضر سماع، على أن ييتم تقديمهم فيما بعد إلى وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة. جدير بالذكر أن تحسن حالة الجو قد بعث نشاط الهجرة انطلاقا من الساحل العنابي الذي عرف هدوءا نسبيا لمنظمي الرحلات السرية على متن قوارب الموت منذ نحو 6 أسابيع، لكن الرحلتين الأخيرتين جعلتا وحدات حراس السواحل بعنابة تشرع في اتخاذ كامل الاحتياطات لمواجهة الظاهرة، علما أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين تم توقيفهم وإنقاذهم على حد سواء منذ مطلع السنة الجارية قد بلغ 606 شاب من بينهم 23 طفلا قاصرا.