صورة الشروق تفتح اليوم مصالح الشرطة القضائية بشاطوناف غرب العاصمة، تحقيقا في ملابسات انتحار عبد القادر حمري، 45 سنة، ضابط الشرطة بمصلحة المحفوظات الوطنية بحيدرة الاثنين الماضي بالموازاة مع التحقيق الأولي الذي فتحته ذات المصلحة، ويفيد بأن مقتل الضابط ناجم عن حادث مهني من خلال إطلاق النار عن طريق الخطأ. * تحدث مصادر الشروق اليومي، عن ترك الضابط المنتحر عبد القادر حمري، لرسالة فوق مكتبه، يجهل فحواها قبل دخوله لاجتماع، الا أن مقربين من التحقيق قالوا بأن الرسالة اختفت مباشرة بعد الحادث وهو ما يرجّح أن تكون قد تضمنت الضغوطات التي تعرض لها في وسطه المهني. * وكشفت الجهات التي تباشر التحقيق بمصلحة المحفوظات الوطنية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني للشروق اليومي، بأن البحث في عنصر الانتحار سيركز على الاجتماع الذي دعا إليه المدير العام للمحفوظات الوطنية وحضره الضابط المنتحر وتمحور بحسب مصادر الشروق، حول منع تولي أعوان مدنيين مناصب حسّاسة داخل جهاز المحفوظات الوطنية، وهو ما أثار غضب بحسب من حضر في اللقاء الضابط عبد القادر كون هذا سيؤثر على السير الحسن لمهام أهم جهاز في الشرطة، فضلا أن بعض الضبّاط في الشرطة غير مؤهلين في الوقت الحالي لتولي مناصب حسّاسة في هذا الجهاز، عكس بعض الأعوان المدنيين الذين يشهد لهم المدير العام للأمن الوطني العقيد علي تونسي، بكفاءتهم في إدارة هذه المؤسسة الأمنية، التي تتولى مهمة البحث والنشر والتوزيع في هوية الأشخاص المبحوث عنهم من طرف العدالة أو جهاز الشرطة. * * التقى مسؤوله المباشر مدة 6 دقائق وأجرى اتصالا قبل أن ينتحر * تقول مصادر الشروق في شأن انتحار الضابط عبد القادر، بأنه بعد الاجتماع مباشرة استدعاه نائب مدير المحفوظات وبقي في مكتبه مدة لم تتجاوز 6 دقائق. * ليخرج بعدها من المكتب ويجري اتصالا مع زوجته، يطلب منها أن تسامحه وأن تعتني بأمه كثيرا ليقوم بإخراج مسدسه بيده اليمنى ويصوّبه باتجاه قلبه ويطلق رصاصة أردته قتيلا بعدما خرجت تلك الرصاصة من ظهره، وحدث هذا في ثوان على مستوى بهو الإدارة. * الطلق الناري، أدخل حسب مصادر الشروق مديرية المحفوظات الوطنية في حالة طوارئ في محاولة لنقل المصاب على جناح السرعة إلى المستشفى، لكن تبين فيما بعد بأن المعني أصبح جثة هامدة الأمر الذي خلف حالات إغماء في صفوف عدد من زملائه في المصلحة التي كان مسؤولا فيها عن السكرتارية منذ 1998. * وقد تمّ نقل الضابط المنتحر إلى مستشفى المديرية العامة للأمن الوطني "عيادة دجلسين سابقا"، ومنه إلى مخبر الشرطة العلمية بشاطوناف، ونقل بعدها إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي لإجراء تشريح الجثة، عند الطبيب الشرعي، قبل أن يوارى الثرى عصر الثلاثاء بمقبرة القطار بباب الواد. * * زار أمه قبل وفاته وطلب من زوجته أن تسامحه * ويروي مقربون من الراحل الضابط عبد القادر حمري للشروق اليومي، بأنهم شعروا بشيء ما كان يخفيه عنهم عبد القادر، كونه قام بزيارة لأمه وطلب السماح منها ونفس الشيء قام به مع زوجته، خصوصا وأنها حامل وكان ينتظر الفقيد بفارغ الصبر ولي العهد، كما تحدث أبناء حيّه بالقصبة عن خصاله. فعبد القادر، شخص طيب ومحل احترام الجميع وخدوم، متسائلين ما الذي دفع عبد القادر إلى الانتحار؟!