الإعلامية الجزائرية فاطمة بن حوحو من يصدّق ان الإعلامية الجزائرية فاطمة بن حوحو، التي نجحت بتميز كبير في فرض وجودها عبر تلفزيونات رائدة في العالم العربي وأن تصبح من أهم نجمات الفضائيات ومن أقوى مؤسسي المنابر الإعلامية وكانت أول جزائرية ظهرت عبر أقوى القنوات الفضائية العربية، رفضها التلفزيون الجزائري في يوم من الأيام ولم تحظ مثلما كشفته لنا في حوار حصري للشروق بفرصة لقاء أبسط مسؤول بمبنى شارع الشهداء بحثا عن وظيفة لها، هي فعلا كذلك وبصراحة أكبر أخبرتنا فاطمة بن حوحو أنها تعتبر تأسيسها لقناة "الخليفة نيوز" تجربة ايجابية.. * * * أسست"الخليفة نيوز" ومستعدة للتبرع بجهدي في قناة جزائرية قوية * * الطعن في زواجي من سامي البدر كلام فارغ وقد رعيته حتى وفاته * * السيدة فاطمة.. أنت اليوم من أهم الإعلاميات العربيات بعد ان كنت أول إعلامية جزائرية أحدثت الطفرة وحلقت نحو الغربة وحققت شهرة كبيرة بالرغم من انك لم تشتغلي في التلفزيون الجزائري، كيف تقيمين ذلك؟ * * فعلا، تعثرت في الجزائر بعد ان رفضني التلفزيون كما أني لم أظفر بفرصة مقابلة مسئوليه، "لم يعبّنري" منهم أحد، ربما لأني كنت آنذاك قد تخرجت حديثا من الجامعة، ولكن حلمي لم ينته عند ذاك الحد، بعد ان سافرت إلى لندن مدفوعة بثقة كبيرة في النجاح وظفرت سنة 1991 مثلما لم تظفر إعلامية عربية في سني بفرصة الظهور والتقديم عبر فضائية كبيرة مثل "آم بي سي"، رغم عدم امتلاكي لخبرة في الميدان الإعلامي آنذاك إلا أني أثبت وجودي وأظن أني قدمت صورة مشرفة للجزائر عبر تلك القناة، لا أدري ربما كان من حسن حظي ان التلفزيون الجزائري لم يتقبلني. * * اشتغلت ب "الآم بي سي" مدة طويلة، فكيف تقيمين تجربتك ضمن هذه القناة سيما وأنها كانت معبرك نحو النجومية الإعلامية؟ * * في الحقيقة تجربتي مع "الآم بي سي" كانت أحسن تجربة إعلامية في مشواري المهني، فقد تعلمت الكثير في تلك القناة التي لازلت اعتبرها مدرسة علمتي أصول الاحتراف والمهنية الإعلامية، وكنت كفيلة بتغيير انطباعهم عن الجزائريين بأنهم لا يتخاطبون إلا بالفرنسية. * * ربما ظهورك عبر "الآم بي سي" فتح شهية عدد من صحفيي التلفزيون الجزائري للتحليق نحو قنوات فضائية مختلفة ورائدة، وقد أثبتوا فعلا جدارتهم في هذا المجال، لكن الأكيد ان تلك الطاقات الإعلامية لم تعرف تألقها إلا عندما غادرت أسوار مبنى شارع الشهداء، ما رأيك في هذا الطرح؟ * * كنت دائما أقول ان الجزائر أنجبت كوادر إعلامية قوية ومميزة والأمثلة كثيرة ومتوفرة عبر الفضائيات العربية، لكن مشكلتنا في التلفزيون الجزائري هو غياب هامش للحرية فالإعلام الرسمي والحكومي لا يوفر عامة للصحفي جوا مناسبا لحرية التعبير، كما أن الرقابة الذاتية لا تساهم في بلورة أفكار الإعلامي ولا تساعده على التطور. وفي هذه الجزئية دعيني أعبر عن فخري الشديد كوني الإعلامية الجزائرية الوحيدة التي لم تتأثر بهذه الأجواء واستطعت في ظل الحرية التي ميزت مساري الإعلامي أن أعطي صورة جيدة للشمال الإفريقي دون تزييف للحقائق، رغم اني كنت اشعر بالحزن والأسى وأن انقل الأخبار المأساوية عن الجزائر. * * لكن مسألة هجرة الإعلاميين الجزائريين أو بالأحرى هروبهم إلى البلدان العربية باتت ظاهرة تزداد في السنوات الأخيرة، والكل مدفوع بالرغبة في البحث عن فرص وظيفية تحسن * * نعم هذا مؤسف فعلا، لأن ظروف الإعلاميين في الجزائر غير ملائمة لاستمرارهم في مؤسساتهم التي لا توفر لهم فرصا وظيفية مناسبة وهو ربما ما يدفعهم إلى الهروب نحو دول العالم التي تستقطب غالبا، الكفاءات العلمية وأصحاب الخبرات الوظيفية ممن يسعون نحو إرضاء طموحاتهم وقدراتهم الصحفية، وأظن أن لا أحد منهم كان ليفكر في ترك وطنه لو كانت ظروفه المادية والاجتماعية مناسبة، ولكن مع ذلك لا تنسي أن عددا هاما من الصحفيين الجزائريين هربوا إبان العشرية السوداء عندما تصاعدت حالات الاعتداء الإرهابي، ودعيني في هذه الجزئية أذكر أن هجرة الكوادر في الجزائر لا تقتصر فقط على فئة الإعلاميين لوحدها لأني أرى وأسمع أن كفاءات عالية في مجالات مختلفة باتت تهجر الوطن أيضا، فليس بالخفي أن الجزائر تملك أحسن الطيارين والأطباء مثلما تملك أحسن الصحفيين. * * قبل أن أتطرق معك إلى الحديث عن مشروعك الإعلامي الجديد، دعيني أسألك عن تجربتك في قناة الخليفة؟ * * في الحقيقة أنا من أسس قناة "الخليفة نيوز" وكانت فعلا تجربة إيجابية جدا، ولا نستطيع إنكار أن قناة الخليفة هيئت فرصا وظيفية لكوادر إعلامية جزائرية عديدة وهذا أمر مهم بالنسبة لي، وأردنا أن تكون القناة الجزائرية مهنية بتوظيف أشخاص يتمتعون بقدر معين من الخبرة. ولا شك ان "الخليفة نيوز" استطاعت في ظرف قياسي ان تحدث ضجة إعلامية، لكنها في النهاية سقطت لأسباب أخرى، وأنا اليوم انتهز فرصة حواري هذا مع الشروق لأعلن عن تبرعي بجهدي ضمن مؤسسة إعلامية جزائرية جديدة تكون في مستوى اسمي حتى يكون لنا صوت قوي في الساحة الإعلامية. * * قلت إنك أسست قناة الخليفة، بأي صيغة تم ذلك هل كنت شريكة لمالكي المجموعة؟ * * لا لم أكن شريكة لأحد بحكم أني أملك شركة خاصة أطلقت عليها اسم "عكة للاتصال" نسبة إلى اسم والدتي رحمها الله، دوري يقتصر على تهيئة الأرضية المناسبة لبعث قناة فضائية، فعلت مع الخليفة مثلما قمت به في قنوات أخرى مثل "العقارية" التي أسستها وكنت كفيلة بكسر مجالها الجامد والمتمثل في العقار. * * تطلّين اليوم عبر قناة فضائية جديدة اسمها "الساعة" هل أنت من أسسها؟ ثم ماذا ستفيدك مثل هذه القناة في معالجة الأخبار الجزائرية علما انها قناة مصرية؟ * * دعيني فقط أصحح لك معلومة خاطئة، لأن قناة "الساعة" ليست مصرية، نحن فقط اتخذنا مصر مكانا لبثها بعد ان أسسناها وانطلقت رسميا منذ شهر في قلب مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة، والواقع أنها قناة عربية سياسية اجتماعية موجهة بالدرجة الأولى للشمال الإفريقي مثلما أردت، كما انها تنطوي على قائمة هامة ومشرفة من الصحفيين الجزائريين إلى جانب إعلاميين من مختلف الجنسيات، هي أيضا قناة تهتم بكل قضايا الوطن العربي وأتمنى أن تنقل هذه القناة صوتا صادقا للشمال الإفريقي وأن تكون منبرا يخدم القضايا العادلة للأمة العربية باتجاه قومي، فالفكرة من البداية كانت بعث قناة حوارية أو مثلما هو معروف ب "التوك شو" لأن هذا التخصص غير مطروح كثيرا في الساحة الإعلامية العربية. * * ذكرت أن قناة "الساعة" انطلقت رسميا منذ شهر بمعنى أنها تزامنت مع الأحداث الدموية في غزة، كيف تعاملتم مع الحدث؟ * * كانت تغطيتنا للأحداث في غزة مستمرة على مدار الساعة، وأظهرت قناتنا أداءها المهني الرفيع باستضافة وجهات النظر المختلفة اتجاه ما حدث في القطاع، من محللين سياسيين من داخل غزة ومن مختلف الدول، وكانت القناة تؤكد في نقلها للأحداث الدموية في غزة بعدها العربي القومي وقد اتخذنا موقفا واضحا من خلال مادتنا الإخبارية اتجاه العدوان، كنا نبدي رفضنا للانتهاك على مدار الساعة بالتنسيق مع "وكالة رامتان" وننقل كافة الأحداث من قصف متواصل ومؤتمرات تنظمها حركة المقاومة "حماس"، ورصد التصريحات التي انطلقت من رام الله على لسان حركة فتح وكذا مداخلات الرئيس محمود عباس أبو مازن، إلى جانب متابعة كافة التطورات على الساحة الحربية، سواء فيما يسمى "محور الممانعة" أو "محور الاعتدال".. تابعت القناة عن كثب تفاصيل المشاورات التي أجريت في العاصمة القطرية الدوحة، وكافة الفعاليات التي شهدتها قمة الكويت الاقتصادية وإذاعتها على الهواء مباشرة لخطابي الرئيس المصري "حسني مبارك" ودعوته عقد قمة عربية في شرم الشيخ كما تابعت الاتصالات التي أجرتها مصر سواء مع حركة حماس أو مع إسرائيل والولايات المتحدة والعالم الغربي بوقف النار.. قناة "الساعة" عينت في قلب الأحداث بغزة مراسلا وهو "مؤمن الزيرافي" والذي لعب دورا كبيرا في نقل الأحداث على الهواء مباشرة وسط القصف ساعة بساعة على مدار الليل والنهار. * تميزت قناة الساعة بأنها فتحت الباب للجمهور العربي لمشاركة المباشرة للتعبير عن موقفه من العدوان وتركت الآراء تتفاعل بحرية شاملة دون قيود حتى لو اختلفت، ولا استثني الجهود الكبيرة التي بذلها رئيس التحرير مصطفى البكري في إعطاء نشراتنا الإخبارية كفاءة ودقة في المعالجة الإعلامية. * * علمنا أنك فقدت زوجك السنة الماضية ونحن بالمناسبة الأليمة نعزيك، لكننا قرأنا عبر عدد من الجرائد المصرية أن أهل زوجك المرحوم سامي البدر طعنوا في زواجك منه حتى لا تدخلي في حصة الإرث، هل هذا صحيح ؟ * * رغم أني أكره الكلام عن حياتي الشخصية لكني أقول إن ما روج كلام فارغ وليس صحيحا فقد تزوجته بوثيقة رسمية والكل يعلم، وزوجي رحمه الله مات بعد معاناة مريرة مع السرطان ولازمته لمدة سنتين ورعيته في مرضه وكنت له بمثابة الممرضة التي تسهر على تطبيبه، لكن القدر كان أقوى وتوفي بعد أن تمكن المرض منه. * * ماذا عن أبناءك هل لهم نفس الميول المهنية مع والدتهم؟ * * في الحقيقة عندي بنت وولد، الأكبر هو جبران 18 سنة يدرس إعلام في الجامعة وهي رغبته التي أرى أنه يميل إلى تحقيقها بالفطرة، أما آية 12 سنة فلازت بحكم صغر سنها لم تحدد ميولها لا أدري ربما ستتبع سبيل أمها من يدري؟ * * في الاخير، وقبل ان انهي لقائي معك دعيني الفت انتباه القارئ إلا أنك تحدثت معي بلهجة جزائرية واضحة رغم انك عشت سنوات طويلة في الخارج؟ * "تبتسم".. لم تتأثر لهجتي كثيرا هذا صحيح وإن شئت أخاطبك باللهجة البوسعادية، ثم إني لم انقطع يوما عن زيارة بلدي.. وبوسعادة وجهتي كلما حللت بالجزائر لأن منزل العائلة لازال قائما هناك، وأزروها أيضا لأقرأ الفاتحة على قبر أمي. * * بن حوحو في سطور * * الإعلامية فاطمة بن حوحو من مواليد بوسعادة او كما تعرف بمدينة السعادة، كان انتقالها للعيش رفقة عائلتها بالعاصمة في سن الثالثة من عمرها، لكنها ظلت وفية لزيارة المنطقة التي نشأت بها.. فاطمة فتاة نشأت دون قصد منها على حب المجال الإعلامي وعوالم التلفزيون، ذهبت بحبها للإعلام إلى الجامعة التي اختارت أن تتخصص ضمنها في ميدان الصحافة السمعية البصرية أين استطاعت بجدارة ان تكون من الاوائل في دفعتها سنة 1988، تخرجها بحماس من الجامعة جعلها تطمح الى العمل في التلفزيون الجزائري لكنها رفضت من قبل مسؤولي هذا الجهاز قبل أن يتعرفوا على موهبتها الخارقة في الوقوف أمام الكاميرا بكاريزما عالية باعتبار أنها تملك عناصر الاعلامي الناجح من فصاحة لغوية وجرأة في مواجهة الكاميرا ووجه بشوش جميل يزداد بهاء مع ملامسة أضواء التصوير له، عملت لفترة قصيرة في وكالة الانباء المصورة أين شاركت في إعداد أشرطة وتغطيات استفادت منها كثيرا في تجاربها الاعلامية الناجحة والتي قادتها بجدارة الى العاصمة البريطانية اين فتحت لها القناة الرائدة «آم بي سي» كل الابواب نحو النجاح والنجومية، توجت من قبل اليونيسيف بتكريم خاص بعد ان أنجزت شريطا مصورا حول تنظيم النسل وكانت اول اعلامية استطاعت أن تجمع شيخا من الازهر مع بابا من الكنيسة المصرية، ظفرت بتكريم أيضا من وزارة الاعلام المصرية، ونالت المركز الاول في صبر آراء أجرته الصحافة السودانية كونها اكثر اعلامية حصدت نسبة عالية من المعجبين على المستوى العربي والدولي، ونالت نفس التكريم من خلال جريدة الشرق الاوسط.