قافلة غزة لحظة دخولها الأراضي الجزائرية تصوير يونس أوبعيش صنع أمس الفتح الاستثنائي للحدود الجزائرية المغربية أجواء استثنائية عاشها سكان مدينة مغنية الحدودية بحضور السلطات المحلية لولاية تلمسان وشخصيات سياسية وتاريخية ونواب في البرلمان وأعضاء اللجنة الشعبية لنصرة فلسطين ودعم المقاومة في غزة من العاصمة. * * قائد القافلة: "كلكم في الجزائر مناضلون، منكم أخذنا الدرس وأنتم القدوة" * * استقبال شعبي ورسمي غير عادي لمبادرة غير عادية، أبطالها شباب وكهول ونساء يقودون قافلة التضامن البريطانية إلى غزة ويتضامنون مع غزة على طريقتهم الخاصة عند المركز الحدودي العقيد لطفي. * بعد ساعات من الترقب والتأهب بالمركز الحدودي العقيد لطفي، اصطفت الشرطة المغربية في الجهة المقابلة على طول المركز الحدودي: "زوج أبغال" لأزيد من ساعة لترفع بعدها الحواجز وتلوح في الأفق القريب مجموعة من الشاحنات مغطاة بالعلم الفلسطيني ومدهونة برسومات مرفوقة بشعارات تناصر غزة وتتضامن مع أهلها، يقود اغلبها شباب بريطاني مسلم من عدة أصول منها العربية ومنها الباكستانية والهندية ومنها أيضا البريطانية. لم يسع أعضاء القافلة أمام تصفيقات وترحيب مستقبليهم إلا الانحناء والشكر باللغة الانجليزية واللغة العربية أيضا على لسان "ناصر كريم"، لاجئ لبناني إلى بريطانيا من أصل فلسطيني، قال انه سيزور فلسطين لأول مرة في حياته. * استقبلت السلطات المحلية لولاية تلمسان صباح المختاري، قائد القافلة بالنيابة عن جورج ڤالاوي الذي غادر من المغرب إلى لندن لأسباب يقول نائبه أنها سياسية بريطانية. * سهل المركز الحدودي العقيد لطفي الإجراءات الجمركية على كل أعضاء قافلة التضامن البريطانية وتمكنوا على كثرة عددهم ترخيص الجوازات في ظرف قصير جدا، حيث أكد رئيس ديوان والى ولاية تلمسان حسين أوفروخ في تصريحه للشروق على أن المدينة الحدودية كانت قد أعدت العدة منذ أيام لتوفير أجواء استقبال لائقة وهو ما وقفنا عليه، حيث تمكن الزائرون من تسوية وضعيتهم ومغادرة المركز إلى فندق "العزة"، أين نظمت لهم السلطات استراحة قبل أن يغادروا باتجاه مدينة عين تيموشنت ،وهران، ثم الشلف، حيث من المقرر الوصول اليوم إلى الجزائر العاصمة. * وحظي أعضاء القافلة باستقبال شعبي جد خاص تجاوز الموسيقى والطبول إلى العناق وأخذ الصور التذكارية مع من وصفوهم بالأبطا، في مشهد غمرته الدموع والزغاريد. تقربت "الشروق" من سيدة كانت تحمل كاميرا وسألتها عن وجودها في المنطقة الحدودية، فقالت "منذ قرأت عن القافلة وأنا متشوقة لرؤية من فيها وتحيتهم على شجاعتهم وتحملهم الصعاب من أجل غزة في وقت عجز فيه العرب عن فعل ذلك، قدمت خصيصا من تلمسان لمشاهدتهم يدخلون الجزائر"، في حين اعتبر أحد المواطنين "عمي صالح" حدث دخول قافلة التضامن البريطانية ثاني حدث بعد الحدث الرئيسي وهو فتح الحدود مع المغرب ولو استثنائيا. * قائد القافلة بالنيابة عن ڤالاوي وعميد المحامين العرب في لندن ولدى استقباله أكد على فرحته بالإنجاز، وتمنى لو أن الحدود بين البلدين تبقى دائما مفتوحة، وفي حديثه مع المجاهد بورقعة عضو اللجنة الشعبية لنصرة فلسطين ودعم المقاومة في غزة حول النضال من أجل فلسطين، قال المختاري "كلكم في الجزائر مناضلون، ومنكم أخذنا الدرس فأنتم قدوتنا". * * رئيس جمعية العلماء البريطانيين قاضي شمس الحق مشتاق للشروق: * على الأممالمتحدة معاقبة إسرائيل لأنها دولة إرهابية * * طلب قاضي شمس الحق مشتاق رئيس جمعية العلماء البريطانية من الأممالمتحدة والمنظمات العالمية والإسلامية على حد سواء بمعاقبة الدولة الإسرائيلية باعتبارها دولة إرهابية، مؤكدا على أن ما اقترفته ضد الأبرياء والعزل من أبناء غزة لا يمكن أن يغض عنه الطرف، وأن مسلسل الهمجية الإسرائيلية ضد العرب والمسلمين ليس وليد اللحظة وإنما منذ الإعلان عن هذا الكيان الصهيوني المحتل، مذكرا بالعديد من الأحداث التي مارس من خلالها الصهاينة أبشع جرائمهم في حق العرب المسلمين. ولم يغفل قاضي شمس الحق مشتاق سياسة الكيل بمكيالين التي يعتمدها المجتمع الدولي كلما تعلق الأمر بالمسلمين، هو ما نلمسه -يقول محدثنا- مع غير المسلمين. وقد أكد على أن حضور جمعية علماء بريطانية ضمن القافلة البريطانية التضامنية مع غزة يعد انتصارا للقضية الفلسطينية ونصرة لغزة والدين الإسلامي الحنيف، معربا على سعادته في كون أن القافلة التي تضم أكثر من 270 مسلم وغير مسلم من جنسيات مختلفة باكستانية، هندية وبريطانية يعد في حد ذاته إنجازا وتحديا كبيرا للإحتلال الصهيوني الذي يريد أن يسلب الفلسطينيين ليس أراضيهم فقط وإنما الحياة أيضا وهو ما يجعلنا نقف في وجهه من خلال هذه المبادرات الإنسانية وحتى يعرف العالم أن غزةوفلسطين ليست وحدها. * * الفلسطينيون يستقبلون القافلة بدموع الشوق الى فلسطين: * مفاتيح بيوتنا لاتزال تنتظر عودتنا * * عرف مرور القافلة البريطانية التضامنية مع غزة عبر الحدود الجزائرية المغربية، إستقبالا حارا ومميزا من قبل رعايا من الجالية الفلسطينية الذين أبوا إلا أن يكونوا من الأوائل، حاملين الرايات الجزائريةوالفلسطينية، معبرين عن مشاعر امتزجت بالفرح والحزن في آن واحد، وهو ما لمسناه، ونحن نقترب منهم قبيل لحظات فقط من مرور القافلة إلى درجة عجز معها العديد ممن تحدثنا إليهم عن إبداء رأيهم كما كان الحال مع رضوان نجار وهو أحد الرعايا الفلسطينيين المقيمين بالجزائر الذي ذرف دموعا كثيرة قبل أن يقول لنا: "ماذا عساني أقول وأنا أرى هذه القافلة التي جابت العالم من أجل الوصول إلى غزة ونصرتها سوى القول أنه لايزال الخير في عالم موجود ولايزال في هذا العالم أناس يحبون الخير ويتنافسون من أجله، وبإذن الله لفلسطين عائدون، فمفاتيح بيوتنا وديارنا لاتزال تنتظر عودتنا". كما لم تخلوا عبارات وهتافات الحاضرين من أبناء فلسطين وإخوانهم الجزائريين من دعوة إلى نصرة القضية الفلسطينية وتحرير أرض الإسراء والمعراج المحتلة من الصهاينة القتلة. وكم كانت لحظات اللقاء والعناق مؤثرة في قلوب كل من شاهد مسلمي بريطانيا وهم يحتضنون إخوانهم من الجزائريينوالفلسطينيين وهم يرددون النصر لغزة والموت لإسرائيل. * * قائد القافلة المختاري ينفي عراقيل المغرب ويؤكد للشروق * ڤالاوي غادر إلى لندن احتجاجا على رفض السلطات المغربية دخول القافلة إلى الدارالبيضاء * أكد صباح المختاري، قائد قافلة غزة بالنيابة قافلة التضامن البريطانية في تصريح للشروق اليومي أن السبب الرئيسي والوحيد الذي دفع بجورج ڤالاوي للعودة إلى لندن من الرباط المغربية هو الوضع السياسي في بريطانيا، أي أن طارئا سياسيا حال دون بقائه، وأكد أن ڤالاوي سيكون حاضرا في العاصمة الجزائرية اليوم بعد أن أكد حجزه في أول رحلة جوية من بريطانيا إلى الجزائر، نافيا بذلك ما روجته وسائل الإعلام المغربية عن تطرق بعض أعضاء القافلة إلى قضية الصحراء الغربية ومشاكل البلدين، مما جعل السلطات -حسب جريدة المساء المغربية- ترفض استقبال القافلة في الدارالبيضاء، وهو الأمر الذي أثار غضب ڤالاوي والذي عبر عنه - حسب ذات المصدر- بالمغادرة الفورية من الرباط، عائدا إلى لندن. نائبه أكد حتى كتابة هذه الأسطر أن لا سبب غير الطارئ السياسي يكون وراء اتخاذه قرار المغادرة. * مصادر أخرى من القافلة لم تخف استياءها من إلغاء محطة الدارالبيضاء بعد أن كانت في البرنامج، ولكنها تحفظت في هذا الشأن، وصنفت الإجراء ضمن "العادي" في إطار سياسة ربح الوقت التي انتهجتها القافلة منذ انطلاقها مع مراعاة اللقاءات الشعبية بمختلف المناطق والنقاط للمحافظة على رمزية المهمة. * * * أصداء * - بدت الأجواء في الجهة الغربية بالتراب المغربي باردة وشبه خالية إن لم نقل خالية تماما من المغاربة، حيث لم نشاهد سوى عناصر من الأمن المغربي وقد اصطفوا في الجهة المقابلة، عكس التراب الجزائري الذي كانت فيه الأجواء جد معبرة من لافتات معلقة تحمل عبارات تدعو لنصرة غزةوفلسطين وجوق موسيقي وورود حمراء تحملها طفلة وهي ترتدي الزى التقليدي التلمساني. * - طلب مسلمو بريطانيا ممن رافقوا القافلة التضامنية من جميع الشعوب الإسلامية والعربية دعوة الله لهم، حتى يتمكنوا من الوصول إلى غزة، وهو الحلم الوحيد الذي يريدون تحقيقه غير مبالين بالصعوبات والتعب والمسافة الطويلة وقلة النوم، كما قالها "روح الأميان" وهو أحد التجار البريطانيين. * - استقبل رئيس اللجنة الشعبية لمناصرة غزة المجاهد لخضر بورقعة والمستشار الإعلامي لجريدة الشروق علي ذراع إستقبالا مميزا، حيث مباشرة بعد وصولهما أخذا قسطا من الراحة بالقاعة الشرفية للمركزى الحدودي العقيد لطفي قبل أن يتوجها لإستقبال القافلة. * - صنع سكان مدينة مغنية وبالأخص المقيمين بالقرب من الحدود الجزائرية المغربية الحدث من خلال الحضور المكثف للشباب رافعين الأعلام الوطنية وصور الرئيس بوتفليقة... فمن قال أن المغانوة ليسوا جزائريين؟. * - حضور رئيس اللجنة الشعبية لمناصرة غزة أحبط تحركات العديد من ممثلي الأحزاب التي كانت تريد استغلال الحدث لتأكيد حضورها وتمرير بعض الرسائل عبر وسائل الإعلام المرئية والسمعية والمكتوبة، بعدما تفطنت السلطات الرسمية لذلك، حيث فضلت أن تكون التصريحات للمجاهد لخضر بورقعة، حتى لا يستغل الحدث سياسيا. * * أعضاء قافلة التضامن البريطانية يثورون ضد "البي بي سي" في مغنية * استنكر أعضاء قافلة التضامن البريطانية ثوان قبل عبور الخط الفاصل بين الحدود الجزائرية والحدود المغربية وجود قناة "بي بي سي"، حيث وبمجرد أن لمحوا ميكروفون مراسلهم من الجزائر حتى ثارت ثائرتهم وراحوا يتناقلون الخبر بينهم في استغراب، مرددين "لماذا حضرت؟ ماذا تريد "بي بي سي"؟ ما أغربها من قناة! ظنا منهم أنها الطبعة الانجليزية. وتقدم احد الأعضاء إلى الميكروفون وقالها عاليا أمام كل الحضور "لا يشرفني ولا أريد الحديث إليكم، ونحن هنا لإيصال المساعدات لا لمقابلة البي بي سي". * مراسل القناة بالجزائر من جهته "ب.ل" بذل جهده لتفسير الوضع الذي فهم كما فهم الحاضرون انه تحصيل حاصل لموقف القناة من القافلة البريطانية ورفضها تغطية الحدث، حاول المراسل أن يوضح انه مراسل القناة العربية وليس الانجليزية. * * هذا ما قاله مسلمو بريطانيا في مغنية * روح الأميان -تاجر-: أنا جد سعيد بوجودي بالجزائر، أول مرة تطأ فيها قدماي التراب الجزائري، لا أجد ما أقوله لكم سوى أنكم أنتم الجزائريين رائعون.. رائعون جدا. * محمد جبار -مدرس-: أشتاق لرؤية الجزائر، وأملي أن أدخل غزة، وأسلم على تراب فلسطين، كما فعلته مع التراب الجزائري، لا أشعر بالتعب عندما أرى كل هؤلاء الجزائريين جاءوا فقط من أجل استقبالنا. * * الشروق تلتقي نساء القافلة * أول ما يثير انتباهك والشاحنات تعبر الحدود إلى جانب تزيينها بالشعارات المساندة لغزة وطغاء عنصر الشباب والمراهقين على أعضائها ...تثير فضولك حتما تلك الفتيات الراكبات في مقدمة شاحنات ضخمة وهن يدخلن الجزائر بابتسامة عريضة تعبر عن سعادتهن بقرار الانضمام إلى الرحلة رغم قساوة السفر. اقتربت الشروق من بعضهن بمجرد نزولهن ورغم التعب لم تمانعن بل أصرين على إسماع صوت المرأة المسلمة الواعية بأهمية المشاركة في نصرة الأبرياء في غزة ففتحن قلوبهن ولكل منهن حكاية خاصة. * * عائشة حسين تفتخر بتركها المسيحية إلى الإسلام :تركت أولادي الخمسة وحدهم من أجل غزة * عائشة حسين بريطانية وعائلتها التي لا تزال تعتنق المسيحية من جميكا وهي الأم الوحيدة في القافلة دخلت الإسلام في سن الثانية عشر بفضل كتاب أعاره إياها زميلها المسلم...تقول للشروق "كم كنت في جاهلية وأنا أظن أنني كنت حرة لأكتشف بعد دخولي الإسلام أن الحرية المسؤولة أحلى بكثير"...اغرورقت عيناها بالدموع عندما سألتها هل لك أطفال فردت بنبرة المتألمة "خمسة أطفال..اشتقت كثيرا إليهم، اضطررت إلى تركهم عند بعض الأقارب من أجل رحلتي إلى غزة، أتحدث إليهم بالهاتف ولكن لوعة البعد أطفئها بنبل المهمة وأهمية الرسالة إلى شعب غزة". * * صوفيا جانجوا: "المرأة أكثر تحملا للمشاق من الرجل أحيانا" * من أصل باكستاني قررت هي ووالدها خوض التجربة، تقول في لقائها مع الشروق "بعد رؤية تلك الممارسات البشعة في حق أطفال رضع ونساء عزل وبعد أن فقدنا الأمل في قرار عربي ينصف القضية للأبد وبمجرد سماعنا عن رحلة القافلة توجهت أنا وأبي إلى المنظمين ورافقتهم". وعن صعوبات السفر تقول "المرأة أكثر تحملا من الرجل أحيانا والحمد لله تعاونا فيما بيننا وتعايشنا مع إخواننا وها نحن نقطع مسافة كبيرة في سبيل الوصول بالمساعدات إلى أهلها المحتاج في غزة".