لم يترك الإسرائيليون وسيلة لاستفزاز المسلمين إلا واستعملوها وآخر خرجاتهم الاستهزاء الذي طال المسيح عليه السلام وأمه الطاهرة * وواضح أن إسرائيل التي تستعد لاستقبال بابا الفاتيكان الشهر القادم لم تكن تريد تعكير صفو زيارته، فالرجل أضاف إلى أسفار الإنجيل جزءا (معنويا) من أسطورة الهولوكوست وجعل الذين حرقوا اليهود أشد كفرا من الذين صلبوا المسيح كما يعتقد البابا والمسيحيين، فكيف لإسرائيل أن تتهجم على المسيح الذي يؤمن به البابا؟.. وكل المسلمين يعلمون أن القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة إنما كانت تقصد التهجم على سيدنا عيسى، النبي البشر المذكور في القرآن الكريم في ثلاث عشرة سورة وثلاث وثلاثين آية، والسيدة مريم الوارد ذكرها في القرآن بالإسم دون نساء العالمين، والإسرائيليون يعلمون أن بلفور الذي وعدهم بأرض الميعاد مسيحي، وأن إيدن الذي هندس العدوان الثلاثي مسيحي، وأن كارتر الذي أجبر العرب على الاستسلام مسيحي، وأن بوش الذي بارك عدوانهم على لبنان وعلى غزة مسيحي، لأجل ذلك لا يمكنهم أن يستفزوا أو يعادوا المسيحيين الذين أوجدوا دولتهم وحافظوا عليها وضحوا بأنفسهم وبأموالهم ومازالوا لأجلها. * المشكلة أن الفاتيكان يمارس السياسة وبياناته جميعا وتحركات البابا ذات أبعاد سياسية، وعندما يهان المسيح من الإسرائيليين يصدر الفاتيكان بيانا بحبر غير مرئي، والمشكلة الأكبر أن الأزهر ومختلف المرجعيات الإسلامية تمارس أيضا سياسة تمجيد الرؤساء والملوك، وتحركات الشيوخ والسماحات كلها ذات أبعاد سياسية، وعندما يهان السيد المسيح أو خاتم الأنبياء لا تكاد تصدر بيانا ولو بالحبر غير المرئي. * قد يكون الخميني أخطأ في حكمه بالإعدام على صاحب الآيات الشيطانية، حيث أصبح سلمان رشدي أحد أشهر كتاب الدنيا.. وقد يكون بعض المسلمين أخطأوا في ثورتهم على الجريدة الدانماركية التي أساءت لخاتم الأنبياء، حيث أصبحت »جيلاند بوست« واحدة من أشهر جرائد الدنيا.. لكن الصمت على ما فعلته القناة الإسرائيلية العاشرة سيجعلنا أشهر الأذلاء في الدنيا.