أفادت مصادر محلية متطابقة، أن الجماعة الإرهابية التي اغتالت أعوان الحراسة بزيامة منصورية بجيجل، استهدفت عمالا كانوا يقيمون في بناية في أعالي منطقة جبلية، كانت بحوزتهم 3 أسلحة تقليدية وهي عبارة عن بندقيتي صيد وبندقية مضخية فقط تم السطو عليها إضافة الى كمية من المؤونة. * * درودكال ينفذ خطة طريق "الخوارج" ويتفادى المواجهة المباشرة * وقدم الضحايا من مختلف الولاياتالشرقية المجاورة وجازفوا بحياتهم في ظل الظروف الأمنية الصعبة لضمان قوت أطفالهم على اعتبار أن أغلبهم أرباب عائلات، منهم المدعو صالح بولعيون أكبر الضحايا سنا الذي يبلغ من العمر 61 عاما. * وتفيد التحقيقات الأمنية الأولية في الجريمة، أنه تم رصد تحركات هؤلاء الأعوان قبل تنفيذ الاعتداء والتأكد من عدم امتلاكهم عتادا عسكريا في ظل حيازة الأعوان على عدد محدود من الأسلحة (3 قطع فقط)، حيث قام الإرهابيون برمي المقر ب"الهبهاب" مما أدى الى اندلاع النيران ووفاة بعض الضحايا، وهو ما دفع الإرهابيين الى تقطيع أجسادهم باستعمال خناجر والتنكيل بها حتى وهم أموات، وهي الطريقة البشعة التي انتهجها في سنوات سابقة أتباع تنظيم "الجيا" بإمارة عنتر زوابري، وكان من بين هؤلاء طباخين فقط. * * جماعة "درودكال".. خرق ميثاق السلفية وضربات ارتجالية * ويؤكد متتبعون للشأن الأمني في الجزائر في الأشهر الأخيرة، أن العمليات الأخيرة التي نفذها أتباع درودكال في عدة مناطق من الوطن، تؤكد "الانحراف الخطير للتنظيم الإرهابي" الذي تحول الى تنفيذ ضربات عشوائية وغير مدروسة، قد يكون أبرزها حرق حافلة لنقل تلامي القرى النائية و المعزولة بولاية تيزي وزو في حاجز مزيف ليحرم عشرات التلاميذ من الإلتحاق بمؤسساتهم التربوية البعيدة عن مساكنهم، ويأتي هذا العمل الإرهابي برأي مراقبين "انتقاما" من تراجع الدعم والإسناد، بينما تدرجه مصادر أخرى في "سياق الضربات العشوائية والارتجالية" التي يقوم بها أتباع "درودكال" فقط لإثبات الوجود، وأيضا كرد فعل على العمليات النوعية التي نقوم بها قوات الجيش، وهو ما يعكس على صعيد آخر برأي العديد من الملاحظين، غياب أية استيراتيجية أو مخطط يعتمدهما التنظيم، ويفيد إرهابيون موقوفون وتائبون أن "الأمير الوطني أعطى أوامر لجميع أتباعه لتنفيذ وتكثيف الاعتداءات الإرهابية" دون تحديد ضوابطها، وهو ما يفسر الى حد بعيد طبيعة العمليات الإرهابية الأخيرة التي تحمل بصمات تنظيم "الجيا" في أوج انحرافه بحسب متتبعين لشؤون الجماعات المسلحة في الجزائر، ويستند هؤلاء إلى أحدث وآخر الاعتداءات الإرهابية الأخيرة بتبسة كما سبق ل"الشروق اليومي" أن أشارت إليه، إضافة الى بومرداس وجيجل، حيث انتشرت عمليات السطو والنهب في الحواجز المزيفة، كما حول أتباع "درودكال" عجزهم عن تنفيذ اعتداءات ضد الثكنات العسكرية والمراكز الأمنية والقوافل العسكرية بالنظر للإجراءات الأمنية المشددة وحيازة أفراد الأمن على أسلحة ليتم استهدافهم بالزي المدني في الحافلات وعن طريق تفجير قنابل عند مرور دورياتهم إضافة الى استهداف الأعوان المدنيين العاملين في سلك الأمن لترهيب المواطنين لقطع تعاملاتهم مع أجهزة الأمن. *