أمراء الموت تعد عملية اغتيال 9 أعوان حراسة بزيامة منصورية بولاية جيجل، الأعنف منذ بداية العام الجاري، والثانية من نوعها خاصة بمنطقة الشرق بعد اغتيال 11 فردا من الجنود وأفراد الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية في كمين بواد زكار بولاية سكيكدة. * وتنسب هذه الجريمة الى أتباع "كتيبة المرابطين" التي يتمركز أتباعها على مستوى السلسلة الجبلية بمنطقة زيامة منصورية إلى غاية منطقة العوانة، وتقدر مصادرعددهم بحوالي 20 إرهابيا. * ويلفت متتبعون للشأن الأمني الانتباه الى التصعيد الخطير في الاعتداءات الإرهابية في الأسابيع الأخيرة التي توسعت خريطتها وسجلت اعتداءات بولايات بومرداس، تيزي وزو التي شهدت حرق شاحنة خاصة بنقل تلاميذ القرى المعزولة، والتفجير الذي استهدف قطار بضائع بعين الدفلى، وقبلها سلسلة من العمليات الإرهابية التي سجلتها ولاية تبسة واستهدفت مدنيين وأفراد من قوات الجيش وآخرها اعتداء أول أمس بولاية جيجل التي شهدت اغتيال قائد القطاع العملياتي العسكري برتبة رائد نهاية العام الماضي. * ويربط هؤلاء التصعيد بالرد على العمليات النوعية التي قامت بها قوات الجيش بولاية بومرداس وأسفرت عن القضاء على اثنين من أبرز وأخطر أمراء التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية"، وهما أيضا من المقربين من الأمير الوطني "عبد المالك درودكال" الذي كان يراهن عليهما لتفعيل النشاط الإرهابي إضافة الى القضاء على العديد من الإرهابيين منذ بداية السنة الجارية، لكن مصادر أخرى تذهب في اتجاه أن التصعيد الإرهابي بمنطقة الشرق مرتبط بتعيين أمير جهوي جديد للشرق الجزائري كما نقلت ذلك "الشروق" في عدد سابق استنادا الى شريط فيديو أعده التنظيم الإرهابي بعنوان "أسود الشرق" ويتعلق الأمر بالمسمى "محمد أبو صلاح" الذي ظهر في الشريط الذي نقل العمليات التي استهدفت دوريات للدرك بجيجل وأفراد الحرس البلدي الذي كانوا بالزي المدني وغير مسلحين بولاية سكيكدة، ويسعى أمير منطقة الشرق الجديد الى تفعيل النشاط الإرهابي بكل من ولايات سكيكدة، جيجل، تبسة، وهو ما يكون الهدف من اعتداء جيجل، حيث تم الاستيلاء على السلاح والمؤونة إضافة الى أنه استهدف قاعدة تابعة لشركة أجنبية لإثارة الرعب مجددا والتأكيد على قدرة الضرب والخطر. * وكان الإرهابي الموقوف بجيجل "ح.مراد" الذي نقلت "الشروق اليومي" اعترافاته قبل أسبوعين، قد نقل الوضع المزري للجماعة، وقال إنه يتم السطو على المواد الغذائية وتجمع الأموال بالإكراه، ويوجد عدد محدود للأسلحة. * وتفيد المعطيات المتوفرة عن اعتداء جيجل، أن الأمير الجديد لمنطقة الشرق في ظل التعيينات الجديدة التي قام بها "درودكال" مؤخرا، "يسعى اليوم لإثبات وجوده والسيطرة على المنطقة السادسة" بتنفيذ اعتداءات أكثر عنفا ودموية لضمان استمراره وفرض زعامته بمنطق الجماعات الإرهابية. * كما يفيد مراقبون، أن استهداف قاعدة حياة تابعة للشركة الإيطالية التي تعززت مؤخرا بعدد إضافي من أفراد الحراسة، يعكس عجز أتباع التنظيم الإرهابي في جيجل عن تنفيذ اعتداء ارهابي ضد مركز أمني أو قافلة عسكرية بهدف السطو على السلاح، حيث سبق له استهداف مركز للجيش في منطقة جبلية معزولة بجيجل وبعدها مركبتين تابعتين لأفراد الدرك وتم استخدام أسلحتهم في هذا الاعتداء الذي يؤكد ملاحظون أنه مؤشر على "إعادة هيكلة التنظيم الإرهابي" وتفعيل النشاط الإرهابي في المنطقة تنفيذا لأوامر "درودكال" لفك الحصار عن معاقله الرئيسية بمنطقة الوسط. * * الاعتداء الإرهابي بجيجل لم يخلف ضحايا ايطاليين * أكدت، أمس، السفارة الإيطالية في الجزائر "عدم وقوع ضحايا إيطاليين" في الاعتداء الإرهابي الذي شهدته منطقة جيجل أول أمس. * ونقلت مواقع إخبارية أمس في الجزائر وإيطاليا، عن السفارة الإيطالية نفيها لسقوط أي ضحية من العمال الإيطاليين، وكان الإرهابيون قد استهدفوا مقر شركة خاصة مختصة في الأمن متعاقدة مع شركة سونلغاز وهي المكلفة بتأمين ورشات شبكات التوصيل منها ورشة المجمع الإيطالي "اسطالدي" المختص في الأشغال العمومية والسدود، وذلك بالمكان المسمى "تيزرارن" على بعد 300 متر عن مقر الورشة.