تسلق الظواهري على أكتاف بل دماء إخوانه في جماعة الجهاد، بعدما نهيتهم عن الصدام في مصر، فباعهم مرتزقة للمخابرات السودانية لتنفيذ عمليات قتالية بمصر من 1993، رغم علمه بعدم جدواها، إلا أنه ضحى بإخوانه ودفعهم إلى المشانق والسجون من أجل إثبات الذات والشهرة.. * * حتى أنه لما لم يرد اسمه في وسائل الإعلام بعد محاولة اغتيال عاطف صدقي (رئيس وزراء مصر الأسبق) سارع الظواهري للاتصال بالإعلام وأعلن عن نفسه في حوار أجراه بالفاكس مع صحيفة (العربي الناصري)، حتى لا تفلت منه فرصة الشهرة. وقد قام الظواهري في هذا الحادث بمنتهى الانتهازية، فترك مسؤولية اتخاذ قرار العملية لمجلس الشورى، وترك مسؤولية متابعة التنفيذ من خارج مصر لمجموعة من إخوانه كل هذا ليبعد عن نفسه المسؤولية القضائية، أما هو فله الظهور في وسائل الإعلام وتسلم الأموال من المخابرات السودانية. ثم لما انقطعت به السبل وعجز عن فعل شيء في مصر، طرده السودانيون في 1995، ولم يذهب الظواهري ليقاتل في مصر كما وعد إخوانه لأن هدفه لم يكن القتال في ذاته بل الشهرة وقد تحقق له شيء منها، وإنما لجأ إلى الهرب حرصًا على سلامته الشخصية ولم يتوقف إلا في أفغانستان حيث الملاذ الآمن. أي أن الظواهري قد حرض إخوانه على الصدام في مصر حتى سقطوا بين قتيل وسجين، ثم هرب هو ولم يقبل على نفسه ولا على أخيه ما حرضهم عليه، فإذا كان الجهاد في مصر واجبًا: فلماذا هرب الظواهري وأخوه من أداء الواجب؟ وإذا لم يكن واجبًا: فلماذا ضحى بإخوانه وعرّضهم للقتل والسجن في شيء غير واجب؟ اسألوهم عن ذلك، فإن مجلس شوراهم لم يسألهم بل هربوا كلهم من السودان في 1995 بعدما دفعوا صغار الشباب للقتل والسجن في مصر. * وأنا أذكر هذا الكلام لتتعلم الأجيال الناشئة من الشباب كيف تتم المتاجرة والمغامرة بهم، وحتى لا يُقدم مسلم على شيء إلا بفتوى من العلماء الأمناء. في كتابه (مختصر منهاج القاصدين) قال الشيخ أحمد بن قدامة: إن الناهي عن المنكر (إن علم أنه يُضرب معه غيره من أصحابه لم تجز له الحسبة، لأنه عجز عن دفع المنكر إلا بإفضائه إلى منكر آخر، وليس ذلك من القدرة في شيء). هذا كلام العلماء، أما الظواهري فإنه لا يتحمل الإيذاء مع إخوانه، بل يحرضهم على الصدام وهو يهرب، ليكون عليهم المغرم (الخسائر) وله المغنم (المكاسب من السلامة والشهرة والأموال). ومازال الظواهري يمارس هوايته في التحريض عبر وسائل الإعلام إلى اليوم، ولم يرتق الظواهري في الرجولة مع إخوانه إلى مرتبة اليهودي الكافر حُيَى بن أخطب، فمن هو حُيىَ هذا؟ * * حمل الحلقة كاملة من هنا