لقطة من فيلم إيراني/ صورة: ح.م كتايون شيهابي منتجة إيرانية كانت على رأس الوفد السينمائي الهام الذي زار الجزائر مؤخرا على هامش الطبعة التاسعة لمهرجان الفيلم الامازيغي الذي احتضنت فعالياته سيدي بلعباس، وكان فرصة للجمهور الجزائري لاكتشاف سينما مغايرة وتجربة رائدة أصبحت يوما بعد آخر تفرض نفسها في المهرجانات الدولية. * الشروق" التقت بالمنتجة الإيرانية على هامش زيارتها الجزائر في دردشة تحدثت خلالها المنتجة عن سر نجاح السينما الإيرانية وسر تركيزها على الأطفال والنساء وكذا سر الحضور القوي للنساء في السينما الإيرانية. * * السينما الإيرانية تركز كثيرا على النساء والأطفال، هل لنا أن نعرف سر ذلك؟ * - بعد الثورة الإسلامية في إيران تمت إعادة النظر في السينما ودورها بعيدا عن النموذج الأجنبي الذي كان مطروحا في السابق، ومن ثَم فكان غير ممكن تناول بعض المواضيع والأشياء بنفس الطريقة التي كانت مطروحة في السابق فوجد المخرجون انه عبر المرأة والأطفال يمكن تمرير العديد من الرسائل وقول الأشياء الممنوعة. * * * لكن ما سر الحضور القوي للمرأة تحديدا؟ * - لأن للمرأة مكانة قوية في الثقافة الفارسية منذ العصور والحضارات القديمة والمرأة اليوم وإن كانت لم تصل لمراكز القيادة لكنها أكثر حضورا في المجتمع على مختلف الأصعدة، خاصة في الوزارات والوظائف الإدارية، و65 بالمائة من الطاقات الجامعية هي لنساء، وعادة النساء في إيران يشتغلن بقوة أكثر فعالية من الرجال. * * * بالرغم من ذلك ما تزال السينما الإيرانية غير قادرة على تحطيم عدة طابوهات؟ * - فعلا ليدنا 3 طابوهات أو محرمات في السينما الإيرانية، وهي الكحول والعنف والجنس، إذ يمنع تصوير النساء بدون خمار حتى لو كان داخل غرفهن، وهي تشكل جزءا من قوانين البلاد، ونحن كإيرانيين مجبرون على احترامها ولا نستطيع أن نكون ضد قوانين البلاد. * * * وهل تفكرون في تحطيمها يوما؟ * - لا أبدا فنحن كمخرجين وفنانين لا نشتغل بالسياسة ومطالبون باحترام القانون، وعلينا فقط أن نتعامل مع مشاكل المجتمع ولفت الانتباه إليها، وهو جزء من دور الثقافة والمثقفين، أما وضع القوانين وتغييرها فذلك دور السياسيين. * * * هل يمكن أن نتحدث اليوم عن نموذج إيراني في السينما العالمية؟ * - إلى حد بعيد نعم فالسينما الإيرانية اليوم أصبحت حاضرة في كل المهرجانات الدولية وصارت تقدم نفسها كنموذج أصبح يؤثر خاصة في أمريكا اللاتينية، ولعل سر نجاح هذه السينما هو اعتمادها على البساطة وقربها من السينما الوثائقية التي تعتمد بالدرجة الأولى على تصويرها للواقع أو استلهامه، فنحن نركز على جزئيات المجتمع أكثر من التركيز على البطولات الكبيرة؛ أي بمعنى آخر نركز على "سينما إنسانية بسيطة تستند على الواقع المتخيل". * * * أين يتموقع الجمهور الإيراني وسط هذه المعادلة؟ * - الجمهور الإيراني جمهور جاد ومطلع كثيرا لأنه تربي على السينما الوثائقية التي تعرضها القنوات التلفزيونية والتي كان لها دور كبير في تربية جمهور ذي ذوق فني رفيع المستوى، إذ لم يحدث أن عرض التلفزيون أفلام العنف والجنس، لكن هذا لا يعني أن السينما التجارية غير موجودة في إيران، فإذا كانت إيران تنتج بين 80 و100 فيلم طويل في العام، فحوالي 50 إلى 60 فيلما يمكن تصنيفها ضمن الأفلام التجارية ولها جمهور أيضا، لكن جمهور سينما المؤلف في إيران خاص وكبير أكثر من أية دولة أخرى.