ستكون مدينة سيدي بلعباس على موعد مع الفن السابع وجماليات الصورة السينمائية، وذلك ابتداء من الحادي عشر جانفي المقبل، حيث ستكون ديكورا حيا لفعاليات المهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي في طبعته التاسعة الذي ينظم هذه السنة تحت شعار "من أجل تنقل حرّ للأفكار من خلال الكلمة والصورة" بمشاركة 43 فيلما. ... ومن المنتظر أن تشهد المسابقة الرسمية للمهرجان مشاركة 19 فيلما، منها أربعة أفلام طويلة وتسعة أفلام قصيرة وأربعة أفلام وثائقية وفيلمان ترفيهيان، لتتنافس على "الزيتونة الذهبية" خلال هذا اللقاء السنوي، المخصّص للسينما الناطقة باللغة الأمازيغية والذي ينظم تحت رعاية وزارة الثقافة. إلى جانب المسابقة الرسمية، ستشهد التظاهرة أيضا عرض العديد من الأفلام عبر نوافذ المهرجان المختلفة بداية ب"بانوراما الأفلام الأمازيغية" التي تشهد عرض ستة أفلام، إلى جانب عروض الشاحنات المتنقلة التي ستقدّم هي الأخرى ستة أفلام، ثالثا وأخيرا نافذة العروض الأجنبية التي يعرض من خلالها 12 فيلما أجنبيا من جنسيات مختلفة. وبعد إيرلندا في 2005، لبنان في 2007 وسويسرا في 2008، ستكون السينما الإيرانية ضيفة الدورة التاسعة للمهرجان، وذلك بهدف اكتشاف هذه السينما التي فرضت نفسها بتميّزها لتكون في الجانبين الفني والتقني الأكثر تتويجا في المحافل الدولية خلال السنة الجارية، وإلى جانب إيران ستكون الطبعة فرصة لاكتشاف السينما المغربية، من خلال برمجة ثلاثة أفلام قصيرة منتجة في الفترة ما بين 2004 و2008 على غرار "طاولة العقاب" لعبد اللطيف فضيل، "زواج على الشاطئ" لمحمد أمين و"التبرك" لرشيد أزمير. بالإضافة إلى عروض الأفلام، ستعرف الطبعة على غرار سابقاتها تنظيم مائدة مستديرة تعالج هذه المرة ثلاثة محاور أساسية، تتم مناقشتها من طرف مختصين جزائريين وأجانب برئاسة المخرج علي موزاوي، أوّلها "تحويل النص الروائي إلى فيلم سينمائي" و"ما هي الموسيقى بالنسبة للسينما الوطنية" و"النقد والصحافة المتخصّصة في السينما". وإلى جانب هذه المائدة المستديرة، يقدّم المهرجان نظرة على الفيلم المدبلج والمنتج باللغة الأمازيغية من طرف التلفزيون الجزائري، حيث ستنظّم جلسة بالاشتراك مع مسؤولي التلفزيون تكون على شكل أرضية تحضيرية للقناة الأمازيغية المنتظر انطلاقها مستقبلا. كما سيحافظ المهرجان على مسابقة أحسن سيناريو التي أطلقت في الطبعة السابقة، حيث سيتم اختيار فائزين من بين ستة نصوص تمّ انتقاؤها من مجموع ما وصل إلى محافظة المهرجان من طرف لجنة تحكيم ضمّت كلا من أحمد بن علام، رواش بلقاسم، زير أحمد وسيريا علي. وستخصّص الطبعة أيضا تكريما لمساهمة المرأة في تفعيل السينما الأمازيغية من خلال تكريم ثلاث نساء من السبّاقات في تجسيد التميّز اللغوي على الشاشة الكبيرة، ويتعلّق الأمر ب"أشان جميلة"، "هجيرة أوباشير" و"جميلة أمزال". وعلى هامش النشاطات السينمائية، برمجت محافظة المهرجان العديد من النشاطات الفنية الترفيهية، على غرار أمسيات شعرية بمختلف اللغات (الأمازيغية، العربية، الإنكليزية، التركية والفرنسية)، إلى جانب حفلات موسيقية تشارك في تقديمها كلّ من الأوركسترا السيمفونية، فرقة الرقص والغناء لسيدي بلعباس، وفرقة الغناء القبائلي من بجاية. وسيشهد هذا الحدث الثقافي الموجه إلى ترقية السينما الجزائرية الناطقة باللغة الأمازيغية، تشجيع الإبداع الفني في هذه اللغة، تحسيس الجمهور بالسينما في تنوّعه، إعطاء المبدعين فرصة التعريف أحسن بأعمالهم، واستحداث إطار لتبادل التجارب والخبرات بين الفنانين والمبدعين والمتعاملين الثقافيين الجزائريين والأجانب، سيشهد حضور العديد من الأسماء المتميزة على غرار ناديم قرسال من تركيا، كاتايون من إيران، جون بول قارسيا وعزوز بقاق من فرنسا وسامية شافي من المغرب... يذكر أنّ المشاركين في المهرجان الذي ستحتضن فعالياته كلّ من قاعة سينماتيك سيدي بلعباس ومدرسة الفنون الجميلة ودار الثقافة لسيدي بلعباس، سيتنافسون على ست جوائز إلى جانب "الزيتونة الذهبية"، هي جائزة أحسن فيلم طويل، أحسن فيلم قصير، أحسن فيلم وثائقي، أحسن فيلم متحرّك، أحسن أداء رجالي، أحسن أداء نسائي، جائزة الجمهور، بالإضافة إلى جائزة السيناريو التي ستمنح في نهاية الطبعة المنتظرة في 15 جانفي المقبل.