تمكن الاثنين، أفراد المجموعة الولائية للدرك الوطني بتلمسان من إحباط عملية تهريب 116 لغم مضاد للأفراد وتوقيف مهربين اثنين يخضعان حاليا للتحقيق للكشف عن وجهة هذه الألغام التي تم انتزاعها من الشريط الحدودي، * * حادث مرور "يفضح" المهربين والعصابات تتحول الى المتاجرة بالمواد المتفجرة * * ولا يستبعد، استنادا الى تحقيقات أمنية سابقة، أن تكون موجهة الى ورشات صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة بالمعاقل الرئيسية للتنظيم المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة عبد المالك درودكال (مصعب أبو عبد الودود). * وتمت هذه العملية، حسب معلومات متوفرة لدى "الشروق اليومي"، على خلفية وقوع حادث مرور بمنطقة سيدي الجيلالي بعد انقلاب سيارة من نوع "أودي" بسبب إفراط سائقها في السرعة، ليتدخل أفراد الفرقة الإقليمية للدرك بسيدي الجيلالي، الذين كانوا في دورية على بعد أمتار لمعاينة الحادث، حيث مكن تدخلهم السريع من "ضبط" السائق ورفيقه اللذين ينحدران من مدينة الغزوات، حيث أسفرت عملية تفتيش السيارة على العثور على كمية من الألغام المضادة للأفراد، ليتم تكثيف التفتيش باستخدام الكلب البوليسي المختص في الكشف عن المواد المتفجرة، وبلغت الكمية المحجوزة 116 لغم مضاد للأفراد، يحوي كل لغم 100غ من مادة "تي آن تي" شديدة المفعول، وتم تحويل الموقوفين للتحقيق. * وتعد هذه العملية الثانية بعد حجز 186 لغم في وقت سابق كانت مهربة على متن دراجتين ناريتين بمدينة الغزوات بولاية تلمسان دائما (هي نفس المنطقة التي ينحدر منها المهربان الموقوفان)، وتم تحديد هوية رئيس شبكة تهريب هذه المادة وهو مغربي يقيم بمنطقة بني درار المغربية وهي منطقة حدودية، حيث يتم على مستوى ورشة سرية تنظيف الألغام واستخراج مادة "تي آن تي" منها لإعادة تهريبها. * واستنادا الى تحقيقات أمنية سابقة في هذا النوع من القضايا مع عناصر شبكات دعم وتمويل، فإن هذه الألغام تهرب الى ورشة صناعة المتفجرات بمنطقة الوسط التابعة للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية"، خاصة في ظل محدودية كمية المتفجرات لدى التنظيم الإرهابي بعد تدمير قوات الجيش العديد من المخابئ واسترجاع أطنان من المتفجرات آخرها في عملية تمشيط بواد يسر ببومرداس وأيضا فرض الرقابة على تسويق الأسمدة الفلاحية والمواد الكيماوية، مما دفع أتباع درودكال الى السطو على المستودعات، كما وقع بالمدية مؤخرا ورفع سقف اللغم الى أكثر من 6000 دج. * الى ذلك، تعد عملية حجز هذه الألغام الثانية في مجال مكافحة تهريب والمتاجرة بالمواد المتفجرة بولاية تلمسان، بعد حجز نهاية الأسبوع الماضي صواعق وفتيل وأسلحة كانت "الشروق اليومي" قد انفردت بنشرها، مما يعد مؤشرا بحسب متتبعين للشأن الأمني لمحاولة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" البحث عن مصدر تمويل بالمواد المتفجرة، خاصة في ظل تبنيه الاعتداءات الانتحارية بالأحزمة الناسفة والعمليات بالقنابل التقليدية وكذلك تفعيل النشاط الإرهابي بمنطقة الغرب وهو أيضا برأي مراقبين، مؤشر على تفعيل الخلايا النائمة بولاية تلمسان في ظل التنسيق بين شبكات التهريب والجماعات الإرهابية، كما أثبتته تحقيقات أمنية في تهريب الكيف والسلاح، وتكثيف هذا النوع من النشاط على الحدود الغربية مقارنة بالحدود الشرقية، حيث سجلت عملية واحدة على مستوى ولاية تبسة، وعلم من مصادر متطابقة، أن المجموعة الولائية للدرك بولاية تلمسان اعتمدت مخططا أمنيا "وقائيا" لإحباط تهريب المواد المتفجرة على خلفية هذه القضايا بتكثيف تفتيش المركبات والأشخاص والدوريات وتدعيم نقاط المراقبة والحواجز الأمنية بكواشف عن المتفجرات إضافة الى تفعيل العمل الإستعلاماتي. *