الفنانة ريم البنا نزلت الأربعاء صباحا الفنانة الفلسطينية الملتزمة، صاحبة الصوت الشجي والإحساس المرهف والمشاعر المنطلقة مع زخات هواء فلسطين المطربة الملتزمة برسالة الفن "ريما بنا" على منتدى الشروق. * ريم التي ستغني مساء الخميس في السابعة مساء بقاعة الموقار في حفلة صداحة لافتتاح برنامج القدس عاصمة للثقافة العربية بالجزائر، ومن تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام، تحدثت بعفوية وحرارة عن فلسطين، وعن الفن وعن أشياء أخرى معبقة بصراحة المكافحين القادمين من رحم المعركة، الرافضين للحديث من شرفات الغربة والاغتراب. * * غنيت لدرويش وهو الذي سماني "فيروز فلسطين" * عندما تحدثت عن محمود درويش، كانت الدموع تقترب من جفنيها، خاصة عندما تحدثت عن يوم وفاته: "كنت في دمشق محاطة بالأصدقاء وتغمرني حالة فرح، وعندما وصلني نبأ وفاته أحسست أني يتيمة مثل فلسطين، فخرجت أمشي في الشارع بمفردي ودموعي لا تتوقف، وتساءلت كثيرا: كيف سننهض يوم الغد في عالم ليس فيه درويش؟ ومن ذلك اليوم أدمنت قراءة أشعار درويش صباح مساء، واكتشفت فيه زاوية أخرى لم أكن أعرفها وهو حي. تربطني علاقة عائلية بهذا الرجل الأسطورة الذي سكنت أرواحنا كلماته. لقد التقيت به عدة مرات وفي أماكن مختلفة من العالم مثل موسكو، مدريد، وأذكر أنه سلمني جائزة تكريمية سنة 2004 في رام الله، وأنه هو من أطلق علي اسم "فيروز فلسطين". وأضافت: درويش وشعره مثل الحلم والحياة، غنيت له أغنية واحدة وهي "مطر ناعم في خريف بعيد"، وأعتقد أن الذي يريد أن يغني من كلمات درويش يجب أن يكون حذرا جدا في اختيار اللحن المناسب، لأن كلمات درويش تحتاج إلى ألحان فوق العادة. * * قدومي إلى الجزائر مغامرة قد تسجنني أو تنفيني إسرائيل بسببها * عندما دخلت مقر الجريدة لم يشك أحد من الزملاء في الأقسام الأخرى في جزائريتها؟ شعر أسود وعينان واسعتان ونظرات واثقة ولباس أمازيغي، اقتنته لشدة ولعها بالتقاليد الأمازيغية والتنوع الثقافي بالجزائر، كما قالت في دردشة على هامش وجبة الغداء، وأضافت إليه كوفية. هي الفنانة الفلسطينية ريما بنا التي فضلت البقاء في شمال فلسطين على الهجرة وفضلت زيارة الجزائر رغم المخاطر. * اعترفت الفنانة الفلسطينية الملتزمة ريما بنا بخطورة مغامرتها، عندما قبلت زيارة الجزائر ولكنها بالمقابل أكدت على استعدادها لتحمل التبعات، مادام الهدف هو إسماع الصوت الفلسطيني وتحقيق الانتشار العربي، قائلة "أنا فنانة عربية ويحق لي الغناء في كل البلدان العربية". وعبرت عن ولع غريب وشعور أغرب، انتابها منذ وطئت قدماها المطار الدولي هواري بومدين. ريما بنا اغتنمت الفرصة وتجولت في حي باب الواد الشعبي العتيق وأزقته، وأكلت "الڤرنطيطة"، وأضافت "وأنا أطل من نافذة فندق الشيراطون أحسست أنني في غزة". * وعن الغربة أو إبداع المهجر، تفضل ريما بنا البقاء في شمال فلسطين، أين تقطن على أن تبدع من خارج الأراضي الفلسطينية، والهدف -حسبها- نقل الواقع الفلسطيني ومعايشته ليكون الفن لسان حاله. وعليه فهي تفضل البقاء في أرضها مادامت مخيرة، أما في حال إجبارها على المنفى كما حدث مع الشاعر محمود درويش تقول: "ستزيد معاناتي من الإبداع حتما وفي شعر درويش دروس وعبر". * * ريم بنا ضد التطبيع وضد العمليات الانتحارية * أكدت الفنانة الفلسطينية ريم بنا، لدى نزولها ضيفة على منتدى الشروق أنها ضد أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، بما في ذلك التطبيع الفني والتعاون مع الفنانين اليهود، لأن هذا لا يمكن أن يقدم شيئا للقضية وللشعب الفلسطيني. وأضافت قائلة "إذا كان الإسرائيلي الذي يرغب في التعاون مع الفنان الفلسطيني في الغرب، من أجل أن يقول للعالم أننا نتضامن مع الشعب الفلسطيني، فلماذا لا يذهب هذا الإسرائيلي للغناء أو العمل في بلده من أجل القضاء على عنصرية هذا المجتمع، مؤكدة في نفس السياق أن عملية التعاون التي يروج لها الإسرائيليون هي جزء من اللعبة الإعلامية اليهودية للتغطية على سياسة الغطرسة اليومية التي تمارسها إسرائيل. لهذا تقول ريم بنا أنها "ضد فكرة التعاون من أساسه مع الإسرائيليين". من جهة أخرى أوضحت المتحدثة أنها مع كل أشكال وسبل المقاومة المتاحة للتعبير عن عدالة القضية الفلسطينية، بما في ذلك العمليات العسكرية، شريطة أن لا تستهدف العمليات المدنيين، لذا فهي ضد العمليات الاستشهادية التي تستهدف المدنيين في إسرائيل، لأن هذا حسبها لا يخدم القضية الفلسطينية التي تفتقر إلى سند إعلامي. * من جهة أخرى، قالت ريم بنا أنها ليست ضد الفيديو كليب، لكنها ضد الأغاني الساقطة التي تعمل على إفراغ الذوق العربي من إطاره الفني الحقيقي وتعبئة المستمع بتفاهات الحياة اليومية، التي تكون مفرغة من أية أبعاد جمالية. وفي نفس السياق تعتبر الفنانة أن الأغنية الملتزمة اليوم لها جمهورها من الشباب شريطة أن تكون هذه الأغنية تتماشى وروح العصر وقريبة من الهموم اليومية للشباب. * * تأسفت على إجهاض إسرائيل لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية * علاقتي مع حماس جيدة.. وأدعم المقاومة * أشادت الفنانة الفلسطينية ريم بنا بجهود حركة حماس وصمودها المتواصل في وجه الاحتلال الصهيوني، وأضافت "لدي علاقات طيبة تجمعني بأشخاص من حركة حماس، وهم يحسنون معاملتي بشكل لافت عندما أغني لفلسطين". * وشككت ضيفة الشروق في أن تكون حماس قد منعت الاحتفالات بفعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية بغزة على إثر ما صرح به الرئيس الفلسطيني محمود عباس أول أمس، وقالت: "الأمر يتعلق ربما بالظروف السيئة التي تعاني منها غزة، والتي لا تسمح بقيام هذه الاحتفالات من جهة، وربما بسبب رفض حماس لبعض الأسماء ممن لا ترغب في أن يقدموا عروضهم بالقطاع لفنهم غير المرغوب فيه"، وأكدت بثقة أنها لن تتعرض لمثل هذا الرفض إذا أرادت الدخول إلى قطاع غزة. * * سنحتفل بالقدس عاصمة الثقافة العربية رغم أنف إسرائيل * أكدت ريم بنا أن منع إسرائيل لاحتفالات القدس عاصمة الثقافة العربية أثر على تنسيق وتنظيم المهرجانات بالقدس، نظرا لقرار إسرائيل بمنع كل النشاطات التي تقام في مدينة القدس القديمة "كل الثكنات الإسرائيلية تجري تحقيقا صارما مع كل داخل إلى القدس القديمة". وأضافت ريم أن القدس على حافة الانهيار، لذا فإن احتضان الدول العربية لفعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية يعني نقل صوت فلسطين إلى الدول العربية، من أجل التعريف بالفنانين المقاومين القادمين من عمق الحصار. * * اعترافات * - قناة الجزيرة كانت الأقرب إلى الحقيقة في تعاطيها مع العدوان الإسرائيلي على غزة وفي تناولها لفصول القضية الفلسطينية بشكل عام. * - تلقيت دعوات كثيرة من غزة وأتمنى الغناء هناك. * - لا ننتظر من الأنظمة العربية أي شيء على العكس لازال الأمل في الأنظمة الأوروبية قائما. * - لايمكنكم تخيل الإسرائيليين... ذكاء الشياطين لدرجة تقمص أكثر من دور في نفس الوقت، فلا تصدقوا كثيرا "مدعي" السلام. * - أتمنى أن تجد الأنظمة العربية حلا دبلوماسيا حتى يتمكن مثقفو 48 كسميح القاسم من المشاركة. * - لا أتناول وعائلتي أي نوع من اللحوم لمدة سنوات فنحن نباتيين 100 بالمائة. * - أتعجب من الشطحات الفنية التضامنية التي توقعها نانسي عجرم وهيفاء وهبي ومثيلاتهما عند حدوث مجازر في فلسطين. *