يعقد الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله الخميس مؤتمرا صحافيا للتعليق على قرارات الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة فيما يتعلق بملاحقة شبكة الاتصالات التابعة للمقاومة، وإقالة رئيس جهاز أمن المطار.. وقررت الحكومة الثلاثاء في جلسة استمرت أكثر من عشر ساعات ملاحقة كل من يظهر له علاقة بشبكة الاتصالات التابعة للمقاومة، وكلفت الإدارات المعنية بمعالجة الموضوع. واعتبرت الحكومة ان الشبكة "غير شرعية وغير قانونية وتشكل اعتداء على سيادة الدولة، وللدولة اللبنانية الحق بإزالتها، رافضة اعتبار ان هدف الشبكة حماية المقاومة والتشويش على الأجهزة الإسرائيلية".. كما قررت الحكومة إعفاء رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير من مهامه وإعادته إلى مجال قيادة الجيش.وجاءت قرارات الحكومة هذه بعد ثلاثة أيام من اتهامات النائب وليد جنبلاط لحزب الله بإقامة شبكة اتصالات للمقاومة، الأمر الذي اعتبره حزب الله "بمثابة إخبار للعدو الإسرائيلي". كما قررت الحكومة في نفس الاجتماع رفع الحد الأدنى للأجور من 300 ألف ليرة لبنانية (200 دولار أمريكي تقريبا) إلى 500 ألف (330 دولار)، الأمر الذي رفضه الاتحاد العمالي العام، معتبرا انه "غير كاف وشكلي وملتبس"، مؤكدا الاستمرار بقرار الإضراب والتظاهر. وقد دعا حزب الله بدوره في بيان له اللبنانيين إلى المشاركة في الإضراب والتظاهر اللذين دعا إليهما الإتحاد العمالي العام احتجاجا على الأوضاع المعيشية الصعبة والسياسة الاقتصادية للحكومة. وقال الحزب في بيانه إن الاحتجاج هو أيضا "تعبير عن الرفض لاختزال المطالب ببعض القرارات العاجزة والقاصرة .."، وبالفعل فقد نظم أمس الإضراب الذي دعمه حزب الله وتسبب في شل العاصمة بيروت، حيث تحولت بعض الأحياء إلى مسرح لاشتباكات مسلحة بين مناصرين للمعارضة والموالاة التي تتهم الطرف الآخر باستخدام التحرك العمالي لتحسين موقعه. ويأتي الإضراب في ظل أزمة سياسية حادة بين المعارضة والموالاة. وجرت اشتباكات في مناطق "راس النبع" و"النويري" و"البسطة" بين أنصار لحزب الله وحركة أمل "معارضة" من جهة، ومؤيدين لتيار المستقبل وبعض أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي "موالاة" استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وبعض قذائف "الاربي جي". وقد تدخل الجيش بين الطرفين للحلول دون تفاقم الوضع. وفيما لم تتوفر معلومات من مصادر مستقلة عن وقوع إصابات تنقل بعض محطات التلفزة صورا حية لأشخاص مصابين ببعض الجروح بدون ان تحدد هويتهم. وكانت بيروت قد شهدت منذ الصباح الباكر قطع طرقات رئيسية، ومنها مطار رفيق الحريري الدولي بالسواتر الترابية والإطارات والسيارات القديمة المشتعلة ومستوعبات النفيات. وقد تعطلت الحركة بشكل كامل في المطار منذ الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر وفق قرار بعض النقابات العاملة في هذا المرفق الحيوي. وأفاد مصدر ملاحي ان بعض الموظفين تعذر وصولهم بسبب السواتر الترابية التي ارتفعت على طريقه الرئيسي.