أكدت مصادر قريبة من التحقيق في قضية حجز 50 قنطارا من الكيف المعالج داخل 3 حاويات من طرف الكتيبة الإقليمية بالرويبة شرق العاصمة، أن الحاويات كانت قد استخدمت في وقت سابق في عملية استيراد فاكهة التفاح، ويشتغل المحققون على تحديد مكان تهيئة المبردات وإخفاء الكمية الكبيرة من المخدرات التي تكون قد استغرقت وقتا كبيرا على خلفية أنها تمت باحترافية كبيرة. * وفي هذا السياق، أشارت مصادرنا أن أفراد الدرك الذين تنقلوا إلى حظيرة الحاويات الفارغة الواقعة بإقليم الرويبة شرق العاصمة بناء على معلومات وردت إليهم بشأن وجود كمية كبيرة من المخدرات داخل مبردات موجهة للتهريب إلى الخارج عبر ميناء الجزائر، قاموا بتفتيش الحاويات المشبوهة 3 مرات بتمريرها عبر جهاز السكانير التابع لإدارة الجمارك ولم تتمكن أشعة السكانير في البداية من تحديد والكشف عن تواجد المخدرات، ولفت سمك محركات التبريد داخل هذه الحاويات انتباه المحققين، حيث لم يكن عاديا وكان كبيرا مقارنة بالسمك العادي مما دفعهم لفتح المخابئ وضبط طرود المخدرات التي كانت من أوزان مختلفة وتم توزيعها بطريقة انتقائية لعدم إثارة أية شكوك. * وقال مصدر مسؤول في المديرية العامة للجمارك ل"الشروق"، إن الحاويات تخضع للتفتيش على مستوى الميناء ويتم إفراغ السلعة من طرف صاحبها بمستودعاته قبل تحويلها مجددا إلى حظائر الحاويات المختلفة التي تخضع لتسيير شركات تجهيز السفن، وتوجد حوالي 110 شركة في الجزائر منها شركات تركية، لبنانية، فرنسية، مالطية، إيطالية، إسبانية، مكلفة بتسيير الموانىء الجافة. * * مافيا الحاويات تستغل إجراءات الرقابة السطحية بحظائر الحاويات الفارغة * * وتتمثل الإجراءات في دخول الحاويات الى الحظيرة أو الميناء الجاف مفتوحة الأبواب لإمكانية مراقبتها وتفتيشها، لكن بعض الأوساط تؤكد أن هذه الإجراءات الرقابية غير ناجعة وسطحية خاصة في ظل الوضع الأمني الراهن وتهريب السلاح والمخدرات وحتى "الحرڤة" على خلفية أن الحاويات الفارغة تحول مباشرة الى البواخر بعد استصدار إدارة الجمارك وثيقة إعادة تصديرها الى صاحبها أو الشركة التي قامت بكرائها للمستورد، وقد تكون الثغرة التي استغلتها الشبكة الإجرامية المختصة في تهريب المخدرات، حيث تم إخفاء المخدرات جيدا بطريقة لا يمكن لجهاز السكانير ضبطها. * ويقول مصدر مطلع في هذا الشأن "كان يمكن أن يقوم أحد عناصر الشبكة بكراء الحاويات بحجة تصدير مادة قابلة للتلف للتضليل مع الاتفاق على استعادتها من طرف عنصر آخر في العصابة خارج الوطن"، ويشتغل المحققون في هذا الاتجاه على هوية الشركة صاحبة هذه الحاويات مع وكلاء العبور لتحديد مسؤولية مستورد التفاح.