مهربو المخدرات في خدمة الإرهابيين كشفت للشروق مصادر قريبة من التحقيق في القضية الأخيرة التي قام بها أفراد المجموعة العاشرة لحرس الحدود ببشار، وأسفرت عن إحباط عملية تهريب أكثر من 3 أطنان من الكيف المعالج بحاسي خبي.. * * أن المهرب الذي تم توقيفه وادعى أنه ينحدر من مدينة برج باجي مختار بولاية أدرار هو في الأصل من أصل مالي، وكان ينشط في شبكة دولية مختصة في تهريب المخدرات وكانت مهمته نقل المخدرات لإدراكه مسالك التهريب وخبرته في هذا المجال. * واعترف في التحقيقات، أن شبكات تهريب المخدرات تعمل بالتنسيق مع الجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل وتعمل "تحت رعايتها" بضمان أمن القافلة من "قطاع الطرق" في الصحراء الشاسعة مقابل مبالغ مالية معتبرة لتسهيل مرورها. * وأضاف أن جميع الشبكات المختصة في التهريب بأشكاله من مخدرات، سلاح، وقود التي تنشط على الحدود الجنوبية، خاصة على صلة بالجماعات الإرهابية، مشيرا الى التنسيق مع كتيبة "الملثمين" تحت إمارة "مختار بلمختار" (خالد أبو العباس) المعروف بالأعور أمير المنطقة التاسعة في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذي انسحب منه بعد تولي "عبد المالك درودكال" الإمارة، واستقر بمنطقة الخليل شمال مالي مع أتباعه أغلبهم من مالي وموريتانيا وظل "راعيا" لشبكات التهريب بحكم معرفته بالمنطقة جيدا، ومنه لا يستبعد أن يكون هذا المهرب المالي من "أتباعه" المكلفين بالتهريب. * وكانت مصالح الدرك قد ضبطت في وقت سابق مبلغا ماليا يتجاوز 700 مليون لدى مهربي مخدرات داخل سيارات "ستايشن"، توصلت التحقيقات الأمنية لاحقا الى أنه عبارة عن "حق الطريق" الذي يسدده المهربون للإرهابيين مقابل السماح لهم بالمرور والتنقل وهي مبالغ مالية من عائدات التهريب. * وتكشف هذه القضية مجددا العلاقة بين الجماعات الإرهابية وشبكات التهريب التي تشكل مصدر تمويل وقاعدة دعم لوجيستيكية للجماعات الإرهابية وأصبحت مؤخرا مسلحة بأحدث الأسلحة الحربية. * * المصلحة المركزية للتحريات الجنائية تحقق في حجز 50 قنطارا بالعاصمة * وفي موضوع ذي صلة، علمت "الشروق اليومي"، أن المصلحة المركزية للتحريات الجنائية وهي مصلحة مختصة في التحقيقات في قضايا الإجرام المنظم تابعة لقيادة الدرك الوطني، هي التي تشرف على القضية النوعية التي قامت بها الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بالرويبة شرق العاصمة وأسفرت عن ضبط حاويات بها 50 قنطارا من الكيف المعالج كانت مخبأة بإحكام في حاويات بميناء جاف بإقليم الرويبة، وتقدر قيمتها المالية الإجمالية ب25 مليون أورو ما يعادل500 مليون دج، وعلم في هذا الإطار أنه يجري الاستماع الى وكيل عبور على صلة بهذه الحاويات لتحديد صاحبها والبحث في "سوابق" العمليات التي قام بها في وقت سابق لتحديد طبيعة نشاطه، ويتحفظ المحققون عن كشف أية معلومة، لكن معلومات مؤكدة متوفرة لدى "الشروق اليومي" تفيد أن هذه القضية "حساسة جدا" وسيؤدي التحقيق الى الإطاحة بمن وصفتهم مصادرنا ب"رؤوس كبيرة" على خلفية أن التحقيقات تشمل تحديد هوية مهربي المخدرات و"شبكات الدعم في الخارج"، وكلاء العبور والأطراف المكلفة برقابة وتفتيش الحاويات، وستتم متابعتها بالإهمال وغياب الرقابة وحتى المشاركة.