يختار اليوم الجزائريون رئيس الجمهورية في رابع انتخابات رئاسية تعددية، وقد أحصت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، أكثر من 20 مليون ناخب مسجل، مدعوين إلى ممارسة حقهم وواجبهم والتصويت لأحد الفرسان الستة المرشحين لكرسي القاضي الأول في البلاد. * * بوتفليقة يريد أغلبية ساحقة، يونسي وتواتي يريدان الدور الثاني، حنون ورباعين يقترحان نفسيهما كبديل والسعيد يبحث عن المستقبل * * كلمة الفصل في هذا التاسع أفريل، للصندوق والإرادة الشعبية، بعد ما صال وجال المترشحون ومساندوهم عبر مختلف الولايات، حيث نشطوا خلال الحملة الإنتخابية التي استمرت 19 يوما، 2300 نشاط، فيما شارك نحو مليوني مواطن في مهرجانات هذه الحملة التي كانت مناسبة لعرض البرامج والبدائل ولإقناع الناخبين بجدوى المشاركة القوية وإنجاح الإقتراع. * إنتهت الحملة وسكت المترشحون، والصوت الوحيد الذي سيُسمع اليوم هو اختيار الشعب، لتفتح الأبواب بعد الثامنة من مساء اليوم، وقبل إعلان وزير الداخلية غدا الجمعة عن أرقام ونتائج وترتيب المترشحين وعن رئيس الجمهورية الجديد. * ولوحظ خلال أشواط الحملة الإنتخابية، أن مترشحين قرأوا الفنجان السياسي، وجزموا بأن الرئاسيات ستكون بدورين، أول وثاني، وأطلقوا إتهامات قبل أن يقول الناخبون كلمتهم، مفادها أنه في حال فوز مترشح معين بالدور الأول وبالضربة القاضية أو بالأغلبية الساحقة أو المطلقة، فإن ذلك معناه أن الإنتخابات طالها "التزوير" ولم تكن لا شفافة ولا نزيهة!. * الحالمون بالدور الثاني، هم في الحقيقة يبحثون برأي مراقبين، عن "المرتبة الثانية" في قائمة وترتيب الإقتراع أو ضمن كشف نقاط الإنتخابات، فمن يا ترى سيفوز بالمرتبة الثانية، مرشح الإصلاح، جهيد يونسي، أم مرشح الأفانا، موسى تواتي، اللذان أقسما إنتخابيا وتوقعا بأن الدور الثاني حتمية لا مفرّ منها، وبالتالي فكلاهما يعطي لنفسه المرتبة الثانية، لكن مع إجراء دور ثان من الإنتخابات!. * وإذا كان التركيز على الدور الثاني، إقتصر حصريا على يونسي وتواتي، فإن مترشحين من عيار لويزة حنون (حزب العمال) وفوزي رباعين (عهد 54) والمترشح الحر محمد السعيد (الذي يفكر في المستقبل من خلال حصوله على إعتماد حزبه)، أبقوا على المنافسة مفتوحة ولم يختزلوها لا في الدور الأول ولا الثاني، فيما طلب المترشح المستقل، عبد العزيز بوتفليقة، من الناخبين إختيار رئيسهم بكل حرية والمشاركة بقوة يوم الإقتراع والتصويت حتى إن كان ضده، لكنه لم يخف رغبته و"شرطه" في الفوز بالأغلبية الساحقة، وهي الدعوة التي ميّزت بوتفليقة عن أغلب باقي المترشحين، في أغلب مراحل الحملة الإنتخابية، حيث دعا المترشحون الخمسة، إلى إختيارهم والإنتخاب عليهم كبديل و"طوق نجاة" لإنقاذهم من الأزمة!. * المناداة والمغالاة بالدور الثاني، والتنافس على "المرتبة الثانية"، تدفع "5 مترشحين" بإستثناء "المترشح الفائز" بمنصب رئيس الدولة، إلى "التهرّب" من ذيل القائمة وترتيب الصندوق، ففيما ستصبح المرتبة الثانية "حلما جميلا" بالنسبة لمترشحين، فإن "المرتبة الأخيرة" تشكل "كابوسا مزعجا" بالنسبة لمترشحين آخرين، قد يكون من بينهم الحالمون بالمرتبة الثانية!. * التنافس حول المراتب، تكرسه تنبؤات وإستطلاعات المترشحين أنفسهم، ممن قاسوا درجة حرارتهم و"وزنهم" بتيرمومتر الحملة الإنتخابية، التي كانت بمثابة المرآة العاكسة التي قرأت مسبقا حجم كل مترشح والمرتبة التي سيحتلها في سباق الرئاسيات، وهنا ينبغي التذكير بإنتقال بعض المترشحين إلى النشاطات الجوارية بالأسواق والمقاهي، بعد ما "فشلوا" في "تجميع" المناصرين والمتعاطفين في مهرجانات جماهيرية، كان بعضها مكرّرا، حيث شارك "مناصرون" في تجمعات لأكثر من مترشح، وربما حضر البعض منهم كل اللقاءات وصفق لكل المترشحين، لكن قلوبهم وعقولهم كانت لمترشح واحد فقط!. * بين المرتبة الثانية والأخيرة، يشتد التنافس، علما أن أغلب المترشحين لم يتردّدوا خلال الحملة عن "إعلام" مسانديهم بأن الفوز بكرسي رئيس الجمهورية "مفصول فيه" وأن المرتبة الأولى "محسومة"(...)، لكن بعضهم "فقد شهية" الفوز بالمرتة الأولى، وبعضهم الآخر يبحث عن الدور الثاني، والمرتبة الثانية، وآخرون يعملون على تجنّب "صدمة" المرتبة الأخيرة، التي ستتحوّل أرقامها إلى "نكت" كاريكاتورية وهزلية تتدوالها السياسة مستقبلا!. * ساعات فقط، ويتكرّس الإنتصار بالنسبة لمترشح واحد، ويتحقق "الحلم" بالنسبة لمترشحين، فيما سيُفزع آخرون "كابوس" نسبة أو "كوطة" أصوات الناخبين المعبرّ عنها، وبداية من مساء الجمعة، ستتغيّر الأرقام والتوقعات والحسابات، سواء بالنسبة للمواطن الذي تحدث عن البطاطا خلال الحملة أكثر من حديثه على الإنتخابات، أو بالنسبة للرئيس الجديد فيما يتعلق بتوزيع "المكافآت" توزيعا عادلا بين "الحلفاء والشركاء"، أو بالنسبة "للخاسرين" وأولئك الذين راهنوا على "أحصنة فاشلة"، حيث ستكون "الغنائم" معدومة وتدخل الوعود والعهود والأحلام الوردية في خبر كان.. في إنتظار سباق قادم بعد 5 سنوات سيقضيها هؤلاء في الكهف والمعارضة و"الهف" أو الإلتحاق بالسرب تحت شجرة المبايعة!. * *