رهان على مشاركة شعبية قوية لقطع الطريق أمام دعاة المقاطعة يختار، اليوم، أزيد من 20 مليون ناخب رئيسهم لقيادة البلاد للسنوات الخمس المقبلة، وهو المنصب الذي يتنافس عليه ستة مترشحين في رابع انتخابات رئاسية منذ ميلاد التعددية السياسية والحزبية، ثلاثة منهم يملكون خبرة في خوض المنافسة والباقون يدخلون مضمار المنافسة لأول مرة، وسط رهان مشاركة شعبية قوية أملا في قطع الطريق أمام دعاة المقاطعة، هذا الموعد الذي يجري في ظل ظروف أمنية وتنظيمية مشددة وبمشاركة 200 مراقب أجنبي وحضور مكثف للصحافة الدولية• ينتظر أن يتوجه اليوم أزيد من 20^5 مليون ناخب مسجل في القوائم الانتخابية لاختيار رئيسهم، من بين 6 متنافسين على منصب القاضي الأول في الجزائر، منهم 900 ألف مسجل بالخارج، شرعوا في عملية التصويت بداية الأسبوع الأخير، شأنهم في ذلك شأن المواطنين البدو والرحل القاطنين بمناطق مختلفة من الولايات الداخلية والجنوبية، الذين شرعوا في الإدلاء بأصواتهم الإثنين الأخير• وتفيد المعلومات الواردة بأن المشاركة كانت قوية ووصفها البعض بالاستثنائية• وحسب نفس المعطيات، تحتل الفئة العمرية مابين 31 و40 سنة صدارة الهيئة الناخبة، بنسبة 24 بالمائة، فيما تمثل فئة النساء 55 بالمائة من إجمالي هذه الهيئة، يقابلها 45 بالمائة من فئة الرجال• ويشارك في سير هذا الموعد وضمان نزاهته، بالإضافة إلى مراقبين من ممثلي المرشحين الستة، 200 مراقب دولي يمثلون منظمة الأممالمتحدة والجامعة العربية، بالاضافة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الإفريقي، إلى جانب حضور تغطية إعلامية أجنبية ممثلة في أكثر من 50 مؤسسة• وقد شرع القائمون على المراكز الانتخابية، البالغ عددها 11115 مركز، يشمل 471540 مكتب، في تهيئتها لاستقبال الهيئة الناخبة، حيث تم إيفاد المكلفين بتأطير هذه العملية من قوات الأمن والحماية المدنية وأعوان الإدارة منذ مساء أمس الأول الثلاثاء، حيث تم تسييج محيطاتها بحواجز أمنية لمنع وقوف وتوقف المركبات بها، مع تكثيف نشاط مصالح الأمن المختلفة لضمان حالة من الأمن والطمأنينة، والتي تدعمت بوسائل الكشف عن المتفجرات للاحتياط لأي طارئ أو تشويش على هذا العرس السياسي• وقد تباينت الآراء بين المتنافسين وممثليهم حول توقع نسبة المشاركة الشعبية، فمنهم من يتوقع بارتفاعها، استنادا إلى ارتفاع عدد الهيئة الناخبة في هذا الموعد مقارنة بالمواعيد السابقة، آخرها التشريعيات والمحليات، بالإضافة إلى الحملات التحسيسية التي كانت السابقة إليها وزارة الداخلية والجماعات المحلية ووزارة التضامن، من خلال فرقها المتنقلة، قبل أن تنضم الى نفس العملية وزارة التربية عبر مؤسساتها التعليمية، وكذا وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، التي خاضت حملات تحسيسية للحث على ضرورة المشاركة في الانتخابات عبر كل المساجد الوطنية• فيما يذهب بعض المرشحين إلى توقع انخفاضها، منهم المرشح الحر، محمد السعيد وكذا فوزي رباعين، نظرا لعدة معطيات، آخرها ارتفاع الأسعار، وما نجم عنه من غليان في الطبقة الشعبية، إلا أنهم يحثون الجميع على ضرورة المشاركة الشعبية الواسعة لقطع الطريق أمام دعاة المقاطعة• ويخوض هذا المعترك ثلاثة مرشحين يملكون خبرة المنافسة على منصب القاضي الأول في البلاد، منهم المرشح الحر، عبد العزيز بوتفليقة، الذي يسعى إلى الظفر بمنصب رئيس الجمهورية لثالث عهدة على التوالي، منذ فوزه الأول في ثالث رئاسيات تعددية جرت وقائعها في أفريل 1999، تحت شعار ''الاستمرارية'' لمختلف البرامج التنموية التي عرفتها الجزائر طيلة عشر سنوات من اعتلائه السلطة، وكذا زعيمة حزب العمال، لويزة حنون، التي دخلت المنافسة لثاني رئاسيات في مسارها السياسي، بالإضافة إلى عديد الاستحقاقات المحلية والتشريعية، حيث كانت لها أول تجربة سنة 2004، وتمكنت من حصد نسبة 1 بالمائة من أصوات الناخبين• وركزت السيدة حنون في خطابها خلال حملتها الانتخابية على المعالجة النهائية لملف العشرية السوداء بالحوار والطرق السلمية وترقية حقوق المرأة، بالإضافة إلى تعهدها بمكافحة الخوصصة الفاحشة ورفض الهيمنة الأجنبية واستعادة السيادة الوطنية على المقدرات الوطنية• رئيس حزب عهد 54 ومرشحه لهذا الموعد، علي فوزي رباعين، هو الآخر يدخل معترك الرئاسي المقرر اليوم، ببرنامج شعاره ''التغيير'' لثاني مرة على التوالي، منذ مشاركته في أفريل 2004، وتمكن من حصد 0^63 بالمائة من أصوات الناخبين• فيما يخوض المنافسة ثلاثة وجوه جديدة تدخل لأول مرة المعترك الرئاسي، منهم الأمين العام لحركة الاصلاح الوطني، محمد جهيد يونسي، وهو أصغر المتنافسين الستة سنا، يمثل التيار الإسلامي، وعد في حال وصوله لقصر المرادية بإقرار عفو شامل وإعادة النظر في المنظومة الجامعية والعلمية والاجتماعية• مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، هو أيضا يشارك في أول رئاسيات منذ تأسيس حزبه سنة 1999، الذي برز بقوة بعد الانتخابات المحلية الأخيرة، حيث احتل المرتبة الثالثة بعد تشكيلتي الأفالان والأرندي، وعد الشعب في حالة فوزه ببناء اقتصاد قوي لا يرتكز على المحروقات• محند أوسعيد بلعيد أو محمد السعيد، الصحفي والدبلوماسي السابق، يخوض أول تجربة سياسية في حياته، بعيدا عن حضور طالب الإبراهيمي، رفع هو الآخر في حملته الانتخابية شعار التغيير، وعد بإعادة التوزيع العادل للثروات الوطنية والاستمرار في مسار المصالحة الوطنية، وإن كان أعرب أن هدفه من خوض هذه التجربة، وهو التعريف بأفكاره الجديدة التي سيجسدها في حزبه الجديد باسم ''العدالة والحرية'' الذي يقدم أوراق اعتماده بعد الرئاسيات•