الحدود لا تزال مغلقة.. استغل وزير الخارجية المغربي، الطيب الفاسي الفهري، فرصة وجود نظيره الجزائري، مراد مدلسي، في أشغال الدورة العادية الثامنة والعشرين لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لدول اتحاد المغرب العربي التي انعقدت ليلة الأحد بليبيا، ليوجه رسائل مباشرة، تحمل الجزائر تبعات غلق الحدود بين البلدين وأثرها على واقع اتحاد المغرب العربي الذي يعيش حالة انسداد. * * * المسؤول المغربي أضفى على كلامه في البداية رغبة بلاده في تجاوز خلافاتها مع الجزائر بما يقود إلى فتح عاجل للحدود المغلقة بين البلدين منذ 1994، وتطبيع جاد للعلاقات الثنائية "في أسرع وقت ممكن"، لكنه سرعان ما انتقل إلى مهاجمة الجزائر بشأن موقفها من القضية الصحراوية. * وقال وزير الخارجية المغربي "نعلق الآمال جميعا في المغرب على إمكانية إتمام التطبيع مع الجزائر في أقرب وقت ممكن"، غير أنه لم يكشف عن تطور جديد في موقف بلاده بشأن الخلاف مع الجزائر حول حل جملة من المسائل العالقة وفي مقدمتها قضايا التهريب والمخدرات والتعاون الأمني وتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، التي مددت من عمر هذا الخلاف، الذي تسبب في تجميد نشاطات الاتحاد المغاربي. * وحاول المسؤول المغربي إيهام غير المتتبع للخلاف الجزائري المغربي بأن الجزائر ترفض حل النزاع الصحراوي عن طريق هيئة الأممالمتحدة عندما قال "اقترحنا منذ أكثر من ثلاث سنوات أن يتم حل مشكلة الصحراء الغربية عبر الأممالمتحدة"، لكن الجميع يدرك أن موقف الجزائر من هذه المسألة ثابت، وهو ضرورة احترام قرار إجراء استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي الذي قبلت به المغرب في بداية الأمر قبل أن تنقلب عليه بطرحها مشروعا جديدا للعاهل محمد السادس يتراجع فيه عن الاستفتاء مقابل مقترح جديد يقضي بمنح ما يسميه المغرب بالأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا يستثني شؤون الدفاع والخارجية، الأمر الذي رفضه الشعب الصحراوي المتمسك بقرارات الشرعية الأممية وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره بيده، وهو المطلب الذي تتبناه الجزائر، انطلاقا من جهودها الرامية إلى محاربة الاستعمار انطلاقا من تجاربها المريرة والقاسية مع ظلم ومعاناة شعبها من هذه الظاهرة طيلة أكثر من قرن. * وفي موقف صار مألوفا لدى المغرب، ألمح الفهري إلى إمكانية مقايضة القضية الصحراوية برفع الجمود عن اتحاد المغربي العربي، وقال "طلبنا أن لا يكون لهذه المسألة (قضية الصحراء الغربية) تأثير مباشر على العلاقات الثنائية أو على آفاق بناء اتحاد المغرب العربي"، لكنه تحاشى التطرق إلى المطالب الجزائرية التي تعتبر قضية الصحراء جزءا من جملة من المسائل العالقة مثل مسائل التهريب والمخدرات الآتية من المغرب والتعاون الأمني. * وبدل البحث عن تجاوز هذه المسائل، راح المسؤول المغربي يتحدث عن ما يجب أن يكون عليه اتحاد المغرب العربي، بالرغم من أن ذلك يعتبر نتيجة وصيرورة لوفاق مغاربي لا زال مفقودا، بسبب قفز المسؤولين المغاربة على واقع يتطلب الوقوف عنده.