مبارك أبرز الغائبين عن قمة الدوحة ينطلق، الاثنين، بالدوحة القطرية اجتماع القادة العرب في القمة العربية 21، في وضع عربي تسوده كثير من الضبابية واختلاف الرؤى وتباين المواقف في كثير من القضايا. * ويبدو أن قمة الدوحة، التي تأكد مشاركة الرئيس السوداني فيها في حين سيغيب عنها كل من الرئيس الجزائري ونظيره المصري، ستواجه تحد جد صعب يتمثل في تحقيق الوفاق العربي الذي تزلزل بفعل العدوان على غزّة وانشطار الأمة العربية لدول معتدلة برئاسة مصر و دول ممانعة برئاسة سوريا، كما سيسلم الاثنين الرئيس السوري بشار الأسد الرئاسة إلى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. * وسيفتتح لقاء القادة الرئيس السوري في جلسة علنية، حيث سيلقي خطابا، ليلقي بعدها أمير دولة قطر خطابه عقب تسلمه الرئاسة، ثم يليه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، فالأمين العام الأممي بان كي مون، ثم رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي جون بنج، ثم الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين أوغلي، ثم رئيس البرلمان العربي جاسم الصقر. وفي جلسة العمل الأولى التي ستكون مغلقة سيتم فيها إلقاء كلمات لرؤساء الوفود العربية المشاركة حسب أولوية طلب دورها إلى سكريتاريا جامعة الدول العربية، ومن المحتمل أن تكون ثمة كلمة لرئيس الجمهورية يتلوها وزير الخارجية مراد مدلسي، حسب مصدر من سكريتاريا الجامعة، وفي جلسة العمل الثانية سيتم اعتماد مشروع جدول الأعمال ومناقشة البنود المدرجة عليه، أما الجلسة المسائية الثالثة فقد خصصت لرؤساء الوفود فقط بالإضافة لمرافق واحد لا أكثر. * وسيعكف القادة على مناقشة جدول أعمال طويل تتصدره ثلاث قضايا وصفها وزراء الخارجية بالأساسية، منها القضية الفلسطينية في ظل العدوان الآثم على غزّة، وتشمل 15 بندا ومذكرة توقيف الرئيس السوداني عمر البشير التي نجم عنها قرار وبيان مستقلين، والمصالحة العربية، وسيناقش القادة قضايا أخرى تشمل الأمن القومي وتعزيز وتطوير مجلس السلم والأمن العربي. أما بخصوص مبادرة السلام العربية، فقد علمت الشروق اليومي أنه تم رفع للقادة قرارين أولهما يتمثل في التأكيد على التمسك بمبادرة السلام العربية كخيار استراتيجي عربي لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقا للإطار السياسي الذي يقوم على أن مبادرة السلام المطروحة اليوم لن تبقى على الطاولة طويلا، وأن استمرار الجانب العربي في طرح هذه المبادرة مرتبط بقبول إسرائيلي لها، وأن تفعيلها مرتبط ببدء تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها في إطار المرجعيات الأساسية لتحقيق السلام العادل والشامل، وبأنه لا يمكن الوصول إلى هذا السلام طالما استمرت إسرائيل في تعنتها ورفضها لمبادرة السلام العربية. أما القرار الثاني فأكد على استمرار تكليف اللجنة الوزارية العربية الخاصة بمبادرة السلام العربية والأمين العام بإجراء تقييم شامل ومراجعة لخطة التحرك العربي إزاء جهود إحياء عملية السلام في المنطقة في ضوء المستجدات والتطورات الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجهها المنطقة خاصة في أعقاب العدوان الإسرائيلي العسكري على غزة. وسيناقش القادة كذلك قضية الجولان السوري المحتل والعقوبات الأمريكية على سوريا وتداعيات القضية اللبنانية فضلا عن تطورات الوضع في العراق واحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث. * * البشير ينفذ تحديه للمحكمة الجنائية ويحضر الى الدوحة * وصل الرئيس السوداني عمر البشير الأحد إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية بالرغم من مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه. ووصل البشير على متن طائرة سودانية وكان في استقباله أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ويأتي وصول البشير إلى الدوحة ليضع حدا للتكهنات حول مشاركته في القمة العربية التي يتوقع أن يصدر عنها موقف داعم للبشير ورافض للإجراءات القضائية الدولية بحقه. وكانت مسألة حضور البشير قد خيمت على الدوحة خلال الساعات الماضية، حيث تضاربت التكهنات بين من يؤكد حضوره ومن ينفي ذلك. وفي نفس الإطار لم تستبعد مصادر سودانية أن تقوم إسرائيل باختطاف طائرة الرئيس البشير أو القيام بأي تصرفات عدوانية. وذكر الدكتور قطبي المهدي، وهو مسؤول بارز في حزب المؤتمر الوطني في تصريحات صحفية أن إسرائيل قد تقوم بمغامرة من هذا النوع وخاصة بعد أن اعترفت بقيامها بقصف قافلتين وزوارق في شرق السودان في جانفي وفيفري الماضيين بزعم أنها تهرب أسلحة. ومن جهة أخرى وصل الأحد رؤساء وقادة الدول العربية تباعا إلى مطار الدوحة الدولي، وسبقهم بيوم الرئيس السوري بشار الأسد. وعلى صعيد آخر قال مصدر مسؤول في الأممالمتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون لن يتراجع عن مشاركته في القمة العربية بالرغم من حضور الرئيس السوداني. * * قطر: لا نأخذ إذنا من أحد بخصوص علاقاتنا مع إيران أو دولة أخرى * أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جير آل ثاني أن قطر تحترم قرار مصر بتحديد مستوى التمثيل في قمة الدوحة، وقال إن أغلبية الرؤساء العرب سيشاركون في قمة الدوحة، واستبعد وجود خلاف عربي حيال السودان، وأكد على وجود اتفاق عربي يقضي بتكثيف زيارات الرؤساء والمسؤولين العرب إلى السودان. وأشار إلى أن موضوع عقد قمة عربية في الخرطوم تم بحثها في الاجتماع الوزاري، وعبر عن الاعتقاد بالتزام رؤساء عرب كثيرين بزيارة السودان في القريب العاجل حسب ما فهم من الوفود. وبخصوص توجيه الدعوة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد والفصائل الفلسطينية، قال الشيخ حمد بن جاسم إن لا أحد يستطيع تصفية القضية الفلسطينية لأن وراءها شعب مكافح يدفع من دمه ودول عربية مساهمة، وقال إنه ربما يوجد خلاف في كيفية التعامل مع القضية، وأضاف: إن حجة مؤتمر الدوحة كانت "حماس" والرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وأضاف: "تبنا ..لن نأتي ب"حماس" أو غيرها ..تبنا"، وذكر ان المهم ليس دعوتهم بل الحفاظ على قضيتهم، لكنه عاد ليؤكد بحزم أن قطر لا تأخذ إذنا من أحد لعلاقاتها مع إيران أو مع أي دولة أخرى كما أنها لا تعطي موافقة لأي طرف في علاقاته. * * مصر: الظروف لا تسمح بمشاركة مبارك! * وكان الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية حسام زكي قد أكد في تصريح ل"الشروق اليومي"، أن وزير الشؤون القانونية في الحكومة المصرية الدكتور مفيد شهاب سيرأس وفد مصر إلى القمة العربية، وبرر غياب الرئيس المصري حسني مبارك عن القمة بالقول "الظروف الحالية للرئيس لا تتيح له أن يشارك في هذه القمة وإنشاء الله في المستقبل القريب تكون ظروف المصالحة العربية نضجت من أجل أن تسمح بتواصل عربي أفضل بين القادة"، مؤكدا على أن هذا القرار نهائي، لافتاً أن القمة ستأخذ قرارا عربيا واضحا بالتضامن مع السودان فيما يتعلق بالموقف من المحكمة الجنائية الدولية وقال "هذا أمر واضح لا غبار عليه". * * مشاورات مكثفة بين وزراء خارجية المغرب العربي * التقى وزراء خارجية المغرب العربي للمرة الثانية صباح الأحد، بعد لقائهم الأول الذي جمعهم ليلة الجمعة، وكانت الشروق اليومي قد أشارت طبقا لمصادرها أن ثمة اجتماع ثاني سيجمع الوزراء خلال الساعات القادمة في الدوحة. * وحضر اللقاء كل وزراء خارجية المغرب العربي، يتقدمهم وزير الخارجية مراد مدلسي ووزير خارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري ووزير خارجية تونس عبد الوهاب عبد الله، ووزير خارجية ليبيا موسى كوسا، ووزير خارجية موريتانيا محمد محمود ولد محمدو، كما حضر اللقاء الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحي، وهو الذي غاب عن اللقاء الأول، إذ أكد في تصريحات صحفية أن مثل هذه اللقاءات التشاورية التي يلتئم فيها وزراء خارجية المغرب العربي تعد بمثابة خطوة أولية وهامة لتنفيذ الإرادة السياسية لقادة دول المغرب العربي، وأشار إلى أن اللقاء تم التطرق فيه للاجتماعات القادمة الوزارية والتي تضم الخبراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والذي سيعقد بالعاصمة الجزائرية في العاشر والحادي عشر ماي القادم، إذ أشار في هذا الصدد إلى وجود 37 إتفاقية مغاربية، 19 منها ذات طابع إقتصادي و إجتماعي، وقال إن قادة دول المغرب العربي وأمام أزمات متزايدة من استراتيجية مغاربية منظمة ومنسقة، يعرفون أنه لا خيار ثاني سوى هذه التنسيقات. * وقالت مصادر حضرت الاجتماع إن لقاء وزراء خارجية المغرب العربي بحث بعض القضايا المشتركة بين الدول الخمس، في محاولة لإزالة الضبابية بين الخلافات الثنائية الموجودة بينها، لاسيما بين الجزائر والمغرب، في ما يتعلق بفتح الحدود بين البلدين المغلقة منذ 1994 بعد فرض المغرب للتأشيرة على الجزائريين من جانب واحد، وكذا قضية الصحراء الغربية التي لا تزال تشكل حجرة عثرة في استكمال مسار البناء المغاربي. * وكان وزير خارجية المغرب قد اكتفى الأحد في رده عن سؤال الشروق اليومي عن إمكانية التطرق للخلافات الجزائرية المغربية في هذه اللقاءات إلى الإشارة فقط إلى أن هذه الخلافات يعرفها الجميع من المحيط إلى الخليج. * من جهته أكد وزير الخارجية مراد مدلسي أن اجتماع الأمس الثاني من نوعه بعد لقاء ليلة الجمعة قد تم فيه التطرق إلى العمل المغاربي المشترك، ولتحضيرات الاجتماع الرسمي القادم بطرابلس الليبية في أواخر شهر أفريل بهدف إقرار ميزانية للإتحاد المغاربي، وأشار إلى أن لقاء الجمعة كان مفتوحا على جدول أعمال القمة العربية. *