استغل وزير خارجية المغرب، الطيب الفاسي الفهري، فرصة اجتماع وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي بطرابلس، أول أمس، لتجديد طلب الرباط بتطبيع العلاقات مع الجزائر، وإعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ قرابة 15 سنة، وقال الفهري على هامش اللقاء بنبرة أقل حدة وأكثر لينا وتوددا: ''نعلق الآمال جميعا في المغرب على إمكانية إتمام التطبيع مع الجزائر في أقرب وقت ممكن''• وابتعد الفاسي (على غير عادته) عن لغة الاتهام، وانتهج اللين فيما يخص قضية الصحراء الغربية لاستمالة الجانب الجزائري واستعطاف الدول المغاربية، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية قوله: ''اقترحنا منذ أكثر من 3 سنوات أن يتم حل مشكلة الصحراء الغربية عبر الأممالمتحدة، وأن لا يكون لهذه المسألة تأثير مباشر على العلاقات الثنائية أو على آفاق بناء اتحاد المغرب العربي''، وأوضح ''أنه حل يرضي الكل وعلى جميع المستويات''، وأضاف قائلا: ''لا أحد يجادل في أن اتحادنا لا زال يعاني من عثرات وصعوبات دون خلق تجمع فاعل قادر على تجسيد الأهداف، التي وضعت لحظة إنشائه بمراكش في فبراير ,''1989 متناسيا أن المغرب كان السباق إلى غلق الحدود بفرض التأشيرة، واتهام الجزائر بعرقلة بناء صرح المغرب العربي رغم أن الجزائر البلد الوحيد الذي وقع على أكبر عدد من الاتفاقيات، كما أن المغرب طالما عبر عن رفضه لانتهاج الشرعية الدولية في حل أزمة الصحراء الغربية، وظل يتلاعب بالمصطلحات تهربا من صراحة القرارات الأممية• من جهتهم، أكد وزراء خارجية كل من الجزائر، ليبيا، وتونس وموريتانيا على ''أهمية الدفع بالاتحاد المغاربي''، موضحين أن ''التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عميقة الأثر التي يشهدها العالم تحتم على الدول المغاربية أكثر من أي وقت مضى العمل من أجل تنشيط وتوسيع آفاق العمل المغاربي''• وحث المتدخلون على مزيد من تنسيق السياسات المغاربية الاقتصادية والمالية والإسراع في إقامة المنطقة المغاربية للتبادل الحر تيسيرا لانسياب السلع والخدمات في المنطقة، داعين إلى الإسراع في تأمين انطلاق المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية•