المجرمون يعيشون زمن التيه والحيرة تراجع النشاط الإرهابي بشكل لافت في المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود) بولايتي بومرداس وتيزي وزو، خاصة في الأسابيع الأخيرة. * * حيث اقتصرت الاعتداءات الإرهابية على بعض العمليات بتفجير قنابل تقليدية استهدفت دوريات الأمن، كان مفعولها ضعيفا ولم تكن برأي مراقبين إلا محاولات فقط لتأكيد استمرار النشاط الإرهابي بالمنطقة. * * * حطاب .. في "موقع قوي" بعد خطاب بوتفليقة * يرى متتبعون للشأن الأمني أن "الهدوء" الذي يميز معاقل الإرهاب في المعاقل الرئيسية لمنطقة الوسط يعود إلى سلسلة العمليات العسكرية المكثفة التي تقوم بها قوات الجيش منذ عدة أشهر وتطويق المعاقل والمنافذ وكانت قد أسفرت عن القضاء على عدة ارهابيين بينهم قياديون في التنظيم الإرهابي إضافة إلى توقيف آخرين، ولا يستبعد مراقبون أن تكون قيادة التنظيم الإرهابي تسعى للتراجع التكتيكي لإعادة ترتيب هياكله، خاصة في ظل حل العديد من السرايا والكتائب التي لاتزال تنشط دون أمير بعد فقدان العديد من أتباعها وقادتهم وتسليم آخرين أنفسهم، وكانت قيادة درودكال قد تكبدت خسائر كبيرة بعد القضاء على عمر "بن تيتراوي" المكنى "يحيى أبو خيثمة" أمير "كتيبة الفتح" وتسليم "علي بن تواتي" المكنى "أمين أبو تميم" أمير "كتيبة الأنصار" نفسه على خلفية أنهما من أقوى وأبرز الكتائب إضافة إلى العجز عن التجنيد وانعدام الدعم والمؤونة والدواء. * وتشير مصادر على صلة بالملف الأمني تؤيد هذا الطرح، أن درودكال بصدد إعادة هيكلة التنظيم استنادا إلى الاعتداءات الأخيرة التي شهدتها ولاية بجاية مؤخرا بعد فترة استقرار أمني منذ عملية التمشيط الواسعة بجبال بني كسيلة صائفة 2006، واعتبر متتبعون للشأن الأمني أن درودكال يسعى للزحف نحو مناطق أكثر أمنا بمعاقل الإرهاب السابقة لفك الحصار المفروض عليه في معاقله التقليدية وهو ما يفسر مساعيه تفعيل النشاط الإرهابي بمنطقة المتيجة والتصعيد الإرهابي بولايات الشرق الجزائري خاصة بجيجل وتبسة وسكيكدة. * ويتزامن هذا "الهدوء" مع التحركات التي يقوم بها حسان حطاب (أبو حمزة) مؤسس "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سابقا رفقة بعض مساعديه لإقناع أتباعه بوقف النشاط المسلح والاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية، ويبدو حطاب اليوم في "موقع قوي" بعد الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية الذي جدد فيه تمسكه بترقية المصالحة الوطنية التي ستتضمن إجراءات تكميلية برأي مراقبين تمس حتما أتباع حسان حطاب لتسوية وتأطير وضعياتهم بعد تسليم أنفسهم، وهو ما يؤكد أن تحركات حطاب تسير "في الاتجاه الصحيح" وبإمكانه إقناع أتباعه بوجود ضمانات "حقيقية" منها الاستفادة من عفو شامل طرحه الرئيس خلال الحملة الانتخابية، ولا يستبعد أن يكون "الهدوء" في معاقل الإرهاب راجع الى "تعليق" بعض أتباعه نشاطهم تحسبا ل"مفاوضات" لتسليم أنفسهم، وكانت أوساط قريبة من محيط حسان حطاب قد أكدت ضمنيا ذلك بالقول "إنه يراهن على نزول جماعي وأن العديد من رفقائه مقتنعون بعدم جدوى الاستمرار في النشاط المسلح بعد انحرافات قيادة درودكال" في ظل سيطرة خوارج "الجيا" دون تفاصيل أخرى لعدم التشويش على المسعى.