تمكنت قوات الجيش من إحباط العديد من الاعتداءات الإرهابية التي خطط لها التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة المدعو "عبد المالك درودكال" (أبو مصعب عبد الودود) خلال شهر رمضان الذي عرف هذه السنة استقرارا لافتا على الصعيد الأمني، ويذهب متتبعون للشأن الأمني في اتجاه التأكيد على أن رمضان 2009 كان الأأمن منذ اندلاع أعمال العنف في الجزائر. * * يفيد مراقبون للشأن الأمني، أن المخطط الأمني الذي اعتمدته قيادة الجيش خلال شهر رمضان "كان فعالا وناجعا ميدانيا"، حيث كانت قيادة الجيش قد ركزت على نشر أكبر عدد من أفرادها لتحقيق تغطية أمنية واسعة ساهمت ميدانيا في شل تحركات وتنقلات الإرهابيين عبر عدة مناطق إضافة الى تكثيف عمليات التمشيط التي توسعت الى خارج المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي مقابل تسجيل تراجع لافت للدعم وإبلاغ المواطنين عن التحركات المشبوهة، حيث أفشل مواطنون اعتداء ارهابيا بضواحي بومرداس في الأيام الأخيرة من رمضان كان سيستهدف مدنيا مسلحا. * وكانت قوات الجيش قد قامت بعمليات استباقية في إطار عمل وقائي قبل حلول شهر رمضان لتوفر معلومات عن تخطيط التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية" لتنفيذ اعتداءات استعراضية لتحقيق الصدى الإعلامي، خاصة بمحيط العاصمة وتدارك سلسلة الضربات التي تلقاها بشكل لافت في الأشهر الأخيرة، خاصة وأن التنظيمات الإرهابية درجت خلال سنوات ماضية على تصعيد نشاطها في هذه المناسبة الدينية وتكثيف الاعتداءات باستعمال المتفجرات، خاصة في ظل سيطرة بقايا "الجيا" على قيادة تنظيم "درودكال". * وتشير معلومات متوفرة لدى "الشروق"، أن قيادة "درودكال" وجهت تعليمات لجميع نشطائها لتكثيف العمل الإرهابي وتوسيع الاعتداءات في شهر رمضان، لكنها واجهت صعوبات ميدانية في التحرك في ظل الملاحقات الأمنية ورصد تنقلات أفرادها الذين لجأوا الى التحرك في جماعات صغيرة للإفلات من الكمائن والتخفيف من الخسائر البشرية وضمان سهولة التنقل، كما أن تفعيل العمل الإستخباراتي ساهم بشكل كبير في إحباط مخططات "درودكال" من خلال تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة وتفكيك شبكات دعم وإسناد وتوقيف ارهابيين كانوا يخططون لتنفيذ اعتداءات إرهابية بالعاصمة وضواحيها بالنظر لما تحققه من صدى إعلامي. * * اعتداءات فاشلة ضد الحواجز الأمنية مؤشر على تراجع قدرات الإرهابيين * وأدى تضييق الخناق على أتباع "درودكال"، خاصة في معاقله الرئيسية الى تنفيذ اعتداءات فردية استهدفت أفراد الحرس البلدي والدفاع الذاتي وتكثيف الاختطافات مقابل فدية مما يعكس العجز المالي الذي يعاني منه التنظيم بعد تجفيف منابع التمويل إضافة الى اعتداءات فاشلة ضد الحواجز الأمنية ونقاط المراقبة، خاصة بمنطقة القبائل عكست مجددا عجز أتباع "درودكال" عن المواجهة المباشرة وتراجع قدراتهم، واستهدف أتباع "درودكال" كذلك مدنيين مسلحين سابقين كما وقع بمنطقة لقاطة ببومرداس التي تركز بها النشاط الإرهابي مؤخرا، ولا تستبعد أوساط أن يكون منفذو هذه الاعتداءات من أفراد شبكات الدعم والإسناد التي تم إقحامها في العمل الإرهابي المباشر بعد محاصرة الإرهابيين في الجبال. * الى ذلك، يربط متتبعون للشأن الأمني الاستقرار الذي عرفه شهر رمضان الأخير بتراجع الدعم وتحلي المواطنين باليقظة وإبلاغ أجهزة الأمن عن أدنى تحركات مشبوهة، حيث تم إحباط اعتداء ارهابي بضواحي بومرداس كان سيستهدف أحد عناصر الدفاع الذاتي بفضل تدخل مواطنين، وسجل مؤخرا تراجع الدعم والإسناد في المعاقل الرئيسية للإرهاب على خلفية اعتداءات استهدفت مدنيين، كما وقع بتادمايت بتيزي وزو، وحولت قيادة "درودكال" نشاطها إلى مموني الثكنات العسكرية من المدنيين، حيث تم اغتيال ممون بتيزي وزو لترهيب كل من يتعامل تجاريا مع أجهزة الأمن بعد أن عجزت عن "إقناعهم" بذلك.