مبادرات الصلح السابقة تفشل في رأب الصدع وجهت مجموعة من مناضلي حمس نداء إلى كافة العناصر المنضوية تحت حركة مجتمع السلم وحركة الدعوة والتغيير من أجل نبذ الخلاف والفرقة وجمع كلمة الحركة التي تفرقت بين أنصار أبو جرة وأنصار مناصرة. * وقال البيان الذي وقعه مائة شخصية سياسية ودعوية من أبناء حركة مجتمع السلم وتتضمن أسماء لوزراء ونيابيين وقدماء مؤسسي الحركة إن هذه المبادرة جاءت بعدما آلت إليه الحركة ومؤسساتها بعد المؤتمر الرابع، وما نتج عن ذلك من حالة الانسداد والعجز عن تجاوز الخلافات بين الجناحين رغم محاولات الصلح التي باءت بالفشل، وهو ما أدى إلى "اهتزاز صورة الدعوة" بحسب البيان. * ودعا البيان الذي تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منه إلى "إنهاء الخلاف" و"تعميق الأخوة من خلال التواصل والحوار والتسامح والتنازل في كل المواقع وعلى جميع المستويات"، وكذا "المساهمة الجادة في استكمال بناء الجزائر المنشودة في إطار مبادئ بيان 1 نوفمبر 54 وتحقيق السلم والمصالحة الوطنية والتنمية الشاملة والحفاظ على وحدة الشعب الجزائري وتماسكه، والوقوف ضد كل ما يهدد أمنه وسلامته وثوابته ومستقبل أجياله". * ودعا موقّعو البيان رئيس حمس أبو جرة سلطاني إلى "تحمّل المسؤولية التاريخية أمام الله في الحفاظ على وحدة الصف مهما كلّف من تنازلات" لأن "المسؤولية الشرعية والتاريخية تقع على المسؤول الأول"، كما طالبوا أعضاء مجلس الشورى ب"بلورة موقف يحسم الخلاف ويوحّد الصف"، كما دعوا جناح مناصرة ل"التراجع عن خيار الانفصال عن الحركة والتمسك بوحدة الصف والاستمرار في الإصلاح داخل أطر الحركة ومؤسساتها"، وطالب البيان بضرورة الحفاظ "على الصورة المشرقة التي صنعتها الحركة ورصيدها وهي تدافع عن الإسلام والوطن". * ويأتي هذا النداء الذي وقعته شخصيات بارزة في الحركة مثل الوزراء عمار غول وبن بادة وميمون اسماعيل والوزير السابق سماري عبد القادر وكذا قدماء التنظيم مثل الدكتور عبد الحميد مداود وأحمد بوساق ونور الدين نحناح نجل الشيخ محفوظ نحناح وعزيز الطيب ومجموعة من النواب في سياق الطريق الثالث الذي يسعى إلى إحداث تغيير داخل الحركة وعبر مؤسساتها، بعيدا عن شق الصف وانشطار الحركة إلى تيارات مستقلة عن بعضها، حيث يتوقع بعض الملاحظين أن هذا النداء سيلقى صدى لدى الطرفين المتصارعين من أجل تجنيب حمس الانشطار الذي لم تسلم منه بقية الأحزاب الإسلامية الأخرى. * *