آيت جودي يرحل من الوفاق بعد هزائم متتالية دخل نادي وفاق سطيف في أزمة حقيقية هذا الأسبوع بعد النكسة الثانية التي تعرض لها بعد خروجه المتوقع من سباق منافسة الكأس العربية على يد الترجي التونسي الذي لم يكن قويا على الوفاق في لقاء أول أمس بقدر ما كان قد ضمن التأهل بسطيف. * * حيث أن الكحلة أدت مباراة في القمة خاصة في الشوط الثاني الذي فاضت فيه الروح التنافسية لعناصر الوفاق بشكل افتقد لمدة طويلة. * وفي أخطر تطور كان متوقعا للوضع، أقدم رئيس نادي وفاق سطيف عبد الحكيم سرار الذي لم يسافر مع التشكيلة إلى تونس على وضع حد لمسيرة المدرب عز الدين آيت جودي وأقاله بطريقة مباشرة فور نهاية اللقاء وإقصاء الفريق من المنافسة العربية التي احتكرها لموسمين متتاليين، وبعدما كان سرار مصرا على جلب مدرب كبير وكان على مقربة من المدرب الأرجنتيني اوسكار فيلوني حاصره عامل الوقت الذي لم يسمح بتوظيف مدرب جديد يتطلب أموالا طائلة ووقتا أكبر للتأقلم وفرض سياسة جديدة في النادي، وهو ما جعل سرار يسارع للتصالح مع المدرب المساعد توفيق روابح الذي كان قد أقاله منذ أزيد من أسبوعين بسبب خلافات داخلية تم التكتم عليها آنذاك، لكنها خرجت للعلن، حيث لم يكن التيار يمر بين آيت جودي ومساعده رغم دخول مليك زرقان ضمن الطاقم، وتبعا لما سبق سيقود روابح التعداد السطايفي في أول مأمورية بقيادته المباشرة إلى انغولا، وهو الذي يعد أقرب مدرب يعرف خبايا الفريق جيدا بحكم احتكاكه باللاعبين منذ انطلاق الموسم تقريبا بعد الاستغناء عن المدرب الفرنسي سيموندي. * ويكشف هذا الخيار مدى التخبط الذي وصله النادي السطايفي حيث يصبح مدرب منبوذ محبوبا ومطلوبا في ظرف أسبوعين فقط، وهي صور مقلوبة صنعتها عدة معطيات سمحت ببروز عدة مظاهر كانت محرمة في الفريق مثل الاحتجاج والعنف اللفظي وعدم احترام خيارات المدرب ودخول عادات سيئة بين اللاعبين بخصوص شعورهم باللا عدل في التعامل سواء في اللعب والفرص او العقوبات والغرامات، وهي التراكمات التي جعلت بيت الوفاق كبيت العنكبوت في ظل افتقاد رئيس النادي لزمرة قوية كما كان عليه الحال أيام "زمان" مع المناجير وليد صادي والعرباوي اللذين شكلا مع لعروق ثلاثيا خطيرا كانت تسير معه الأمور بدقة متناهية تزامنا مع الهيبة التي كان يتحلى بها المدرب سعدان مثلا والتي لم تسمح لأي لاعب على التجرؤ أو الاحتجاج على أي خيار. * * آيت جودي يعلم اللاعبين بخطبة الوداع * هذا وكان آيت جودي قد تحدث مع عناصره بعد المقابلة وخاطبهم بسرعة "خطبة الوداع" وأعلمهم بقرار تنحيته وإقالته في غرف الملابس، محاولا إقناعهم بأن الكرة في مرماهم الآن، وهذا فريقهم الذي يجب أن يدافعوا عن ألوانه فيما تبقى من منافسات، قبل ان يختفي بسرعة حيث لم يظهر له أثر في فندق ڤولدن تيليب الذي تقيم به البعثة السطايفية رغم حملة البحث والتمشيط التي قمنا بها للظفر معه بحوار او تصريح حول الوضع. * * * حسين مترف ل "الشروق": إقصاء البرج تسبب في إقصاء الترجي والبطولة لن تضيع منا * أكد اللاعب حسين مترف ل "الشروق" بأن الوفاق لم يبق له سوى البطولة التي لا يجب ان تضيع منه مهما كان الثمن، واعتبر إقصاء البرج مقدمة لإقصاء الترجي الذي كان فوق المستطاع. * * تعليقكم على الاقصاء من سباق الكأس العربية بعد إقصاء كأس الجمهورية في ظرف أسبوع؟ * صحيح أننا عانينا هذا الأسبوع كثيرا بسبب إقصاء الكأس أمام فريق البرج، حيث رغم أننا لعبنا مع الترجي مقابلة جيدة وبذلنا فيها كل ما لا نملك إلا أننا لم نستطع تحقيق الفوز أو ضمان التأهل الذي ضيعناه بنسبة كبيرة في لقاء الذهاب بسطيف، ونعتذر لأنصارنا كثيرا عن هذا الخروج. * * * تملكون تعدادا ثريا ولكنكم لا تستطيعون الصمود أمام فرق ليست من نفس الحجم وتنهارون بسرعة كما جرى في القبة والبرج والترجي؟ * - نظريا نملك فريقا قويا ونملك لاعبين بارزين، ويستغرب من يرى سقوطنا السريع بهذه السهولة، خاصة أننا لم نوظف التجربة الكبيرة لكل اللاعبين في تسيير لقاء البرج مثلا حيث كان بين أيدينا قبل ان يضيع كل شيء في الدقيقة الاخيرة، وهذا شيء مؤسف على كل حال ولا يمكننا ان نتهرب من الحقيقة. * * * بالعودة إلى لقاء البرج سجلت هدفا وضيعت ضربة جزاء، كيف كان شعورك؟ * - في الحقيقة سجلت هدفا حررت به أمة من المناصرين، وكان بإمكاننا الفوز على البرايجية بثلاثة أهداف على الأقل قبل أن تنقلب الآية في غير صالحنا بعد هدف التعادل الذي قادنا لضربات الجزاء التي لم نكن نرغب فيها إطلاقا. * * * ولكن لماذا لم تلعبوا بحرارة مثل البرايجية؟ * - ليست الحرارة هي التي تنقصنا، بل كثافة المواجهات هي التي أثرت فينا ووقع عدد من اللاعبين في منعرج الارهاق، فلقاء القبة الذي تعبنا فيه كثيرا لكسب النقاط الثلاث أثر على جاهزيتنا للقاء البرج الذي لم نتوقع ان نلعب فيه 120 دقيقة كاملة، لكن نؤكد بأننا قدمنا ما علينا بصدق ولم نبخل. * * * وماذا بقي لكم لتشريف ألوان الوفاق هذا الموسم؟ * - البطولة لن نسمح فيها مهما كان الثمن، إضافة إلى أننا سنلعب منافسة الكاف بكل امكاناتنا وسنوظف فيها كل أوراقنا، وهي جبهة جديدة على الوفاق قد نحقق فيها ما عجزنا عنه في غيرها، ووقوف الشعب معنا لن يذهب سدى. * * * ألم يؤثر فيكم تنقل أكثر من ألفي مناصر من أجلكم إلى تونس رغم هزيمة البرج؟ * - والله لما رأينا الأنصار اندهشنا لهذا الجمهور القوي الذي نملكه وأردنا أن نلملم جراحنا وجراحهم لكن للأسف لم نستطع، وأنا شخصيا التحقت بالفريق منذ 06 أشهر فقط ولكني مع هؤلاء الانصار النادرين أحسست بأني ابن الفريق ولدي اكثر من 06 سنوات في صفوفه. * * * تأثر سرار كثيرا بعد هزيمة الكأس، ماذا قال لكم؟ * - فعلا لم نر رئيس الفريق متأثرا بالشكل الأخير، وكلماته القليلة التي قالها لنا جعلتنا نحس بعظم المسؤولية لأن سرار وفر لنا كل ما نحتاجه، وهذا هو الشيء الذي آلمنا كثيرا لكننا وعدناه بالثأر في جبهات أخرى وأن نضمن البطولة رسميا، ولن نترك غيرنا يضحك علينا. * * * هل تستطيع تحديد طبيعة المشكل الذي أصاب الوفاق في الآونة الأخيرة؟ * - والله من الصعب تحديد بدقة المشكل اين وفيمن يكمن، لكن نحن كلاعبين يجب ان نحمل انفسنا نسبة من المسؤولية لأننا نحن الذين نلعب فوق الميدان، وبصراحة الإدارة وفرت لنا كل ما يلزم، أما باقي الأمور فلا أحب التكلم فيها إطلاقا. * * * المدرب نقل للمستشفى بعد لكمه لزجاج الباب * شجار عنيف بين فراجي ومدرب الحراس زونڤا * واقعة خطيرة عرفتها تشكيلة الوفاق مباشرة بعد نهاية اللقاء مع الترجي عشية أول أمس، حيث تحولت غرف تغيير الملابس إلى حلبة لمعركة عنيفة بين الحارس محمد الصغير فراجي ومدرب الحارس اسماعيل زونڤا أصيب على إثرها المدرب بجروح خطيرة نقل على إثرها للمستشفى بعد أن لكم زجاج الباب، ما سبب له نزيفا كبيرا أجبره على إجراء عملية جراحية عاجلة على ذراعه، نظرا للإصابة البليغة التي لحقت به، ورغم التكتم الكبير على الحادثة فإن مصادرنا أكدت بأن فراجي يكون قد احتج أيضا على عدم إقحامه في اللقاء ودخل في نقاش عقيم مع مدرب الحراس الذي كان له ضلع في عملية الاختيار، تحول إلى ما لا تحمد عقباه بصورة تعكس تردي الوضع وتنافس اللاعبين فيما بينهم في مجال الاحتجاج بطريقة خطيرة، على اعتبار إن فراجي يكون قد اقتنع بأن حجاوي لما احتج بعنف وخلق أزمة بتصريحاته النارية في حق المدرب أصبح يلعب أساسيا، وهو الذي التزم الصمت في كل مرة أبعد تدريجيا عن اللقاءات المصيرية، وهي مشكلة حقيقية لم يستطع المدرب آيت جودي ولا مسؤول فرع كرة القدم وربما حتى الرئيس سرار التحكم فيها، حيث يؤكد الملاحظون أن الأمور بدأت في التفاقم بسبب تخلي الإدارة عن واجبها في الضرب بيد من حديد لكل مخالف للقوانين واللوائح والتعليمات بشكل جعل الاحتجاجات تتم بحلقات متتالية ضمن مسلسل تافه أدخل الجميع في دوامة الخصومة بعدما دوخت حادثة اعتداء فاهم بوعزة على المدرب آيت جودي ثم دخوله قبطانا للفريق في المقابلة الموالية الجميع رغم التبريرات التي قدمها سرار بشأن القضية وقوله مثلا بأن بوعزة لاعب صغير واعتذر للمدرب باكيا وغيرها من الأمور التي جعلت الاعتداء سلاحا قاتلا، وطلب العفو كما جرى أيضا مع حجاوي الذي قيل بأنه عوقب بغرامة مالية ثقيلة لا تنزل عن ال 50 مليون سنتيم لكنها كانت مجرد تهريج اعلامي من سرار وحاشيته، ونفس الامر بالنسبة ليخلف أيضا الذي يلاحظ بأنه أصبح أساسيا منذ احتجاجه على آيت جودي، وعلى نفس المنوال يريد فراجي ضمان مكانته بعدما أصبح هذا الأسلوب هو أحسن طريقة لضمان مكانة أساسية. * وفي سياق متواصل، تبقى تساؤلات كثيرة تطرح حول المعايير المعتمدة في تسيير هذا التعداد الذي كلف سرار الملايير والملايير والذي أصبح يجلب له المشاكل عوض أن يجلب له الألقاب والانتصارات، فتواجد أسماء ثقيلة في التعداد أصبح نقمة، لأن كثافة اللقاءات لم تسمح للطاقم الفني إشراك الجميع وكان لا بد للعديد من اللاعبين الصبر حتى يأتي دورهم، وفيما صبر البعض لم يصبر الآخر في ظل الحديث عن أن بعض اللاعبين لا يمكن للمدرب آيت جودي ان يغيرهم رغم ادائهم المتواضع في أحيان كثيرة، بمعنى آخر أن الغاضبين من اللاعبين يرون بأنهم تعرضوا للحڤرة التي زحفت تداعياتها على الجميع بشكل جعل أكبر محڤور هو الجمهور الذي يعشق الكحلة إلى حد النخاع.. * وإلى حلقة جديدة قد تشهد عنفا أكبر، يبقى إخراج سيف الحجاج من غمده أضعف الإيمان لأن الوضع لم يعد يطاق، وهيبة الفريق تتهاوي تدريجيا، بدليل أن الكحلة أصبحت أضحوكة لدى البرايجية، وهي التي قهرت فرقا كبيرة مثل اتحاد جدة، النصر السعودي، المريخ السوداني، الفيصلي الأردني، الرجاء والوداد المغربيين... * * تنتظره مهمة سهلة مع ريكر ياتيفو * الوفاق يسافر إلى أنغولا عبر ألمانيا * أخيرا وبعد مشوار طويل من المفاوضات، استقر رأي إدارة الوفاق على ضبط البرنامج النهائي لسفرية أنغولا، حيث سيتنقل الفريق عبر مطار فرانكفورت بألمانيا يوم 29 أفريل الجاري انطلاقا من مطار العاصمة بعد عودة التشكيلة المنتظرة غدا من تونس مباشرة إلى العاصمة، حيث ستبيت المجموعة في فندق الهيلتون قبل ان تسافر بدون رئيس الفريق عبد الحكيم سرار الذي لا يزال يعاني من تداعيات إقصاء البرج الذي سبب له انهيارا شاملا ودفعه لمراجعة الكثير من الأمور. * ومن المنتظر أن تعود البعثة يوم 03 ماي مباشرة بعد نهاية اللقاء عبر نفس المسار، علما أن التأهل يبدو رسميا بعدما فاز الوفاق في لقاء الذهاب بسطيف بنتيجة أربعة أهداف مقابل صفر، والتفكير جار في الدور القادم الذي سيسبق دور المجموعات تزامنا مع الاهتمام المطلق الذي توليه الادارة السطايفية للبطولة الوطنية التي كسبتها بنسبة كبيرة. * * * لقطات وأصداء من تونس: * أثبت أنصار الترجي بأنهم جمهور "متوحش جدا" حيث رجموا مسيري الوفاق والطاقمين الطبي والفني وكل من هو جالس في دكة البدلاء بالقارورات وكل ما حملته ايديهم في صورة أفسدت الصور الجميلة التي اكتست الملعب قبل وخلال المباراة. * لم يجد مسيرو الترجي من تبرير لحالة الهستيريا التي أصابت عشرات الآلاف من انصارهم سوى التحجج بأن أحد مسيري الكحلة استفزهم بسلوك غير أخلاقي (بدون تعليق). * أبهر ملعب رادس كل من دخله حيث كان بحق تحفة فنية رائعة، وكل شيء يخطف الأنظار فيه بشكل جعل البعض يعلق بأن ملعب 08 ماي هو "خردة" بأتم معنى الكلمة والأمل معقود على الملعب الجديد الذي منحه الرئيس هدية لسطيف، ومن العيب أن لا يكون في مستوى رادس وهو الذي رصد له نحو 1700 مليار سنتيم. * كان المدرب المساعد مليك زرقان من أشد المتأثرين بالإقصاء حيث ذرف دموعا غزيرة في نهاية اللقاء في الوقت الذي نشط آيت جودي الندوة الصحفية بصعوبة بعدما ظهر وجهه شاحبا للغاية. * تابع المدرب عبد الحق بن شيخة اللقاء من المنصة الشرفية أين جلس مع رئيس الترجي السابق سليم شيبوب، في الوقت الذي حل المدرب الجزائري عبد الكريم بيرة أيضا بالملعب وتابع اللقاء، علما بأنه فارق فريق المرسى منذ مدة. * كان عدد من اللاعبين القدامى للفريق حاضرين في المواجهة، وخاصة اللاعب ياسين دراج والحارس سفيان مشحوق المتواجدين حاليا في بطالة. * بمجرد أن انتهى اللقاء غادرت كتائب المناصرين تباعا العاصمة التونسية، راجعة بخفي حنين إلى الجزائر، وهم الذين انحدروا من كل حدب وصوب نحو رادس وبلغ عددهم الألفي مناصر نالوا العلامة الكاملة. *