رابطة الأبطال إلا أن الوفاق استعاد فرحته بتتويجه بلقب البطولة الوطنية مطلع شهر جوان، بعد أن جنى ثمار نصف موسم من الجد، ليخوض بعد ذلك مغامرة إفريقية كانت نهايتها مؤسفة، لأن ''النسر الأسود'' ضيع لقبا إفريقيا ثانيا، كان ليضيفه لسجله الذهبي، إلا أن يد الملعب المالي كانت أقرب لإحراز كأس الكاف مطلع ديسمبر الماضي• ومع ذلك، فقد كانت نهاية العام مسكا على السطايفية، عندما توّجوا بأول لقب مغاربي، على حساب الترجي التونسي في نهائي بطولة شمال إفريقيا يوم 19 ديسمبر الماضي• الوفاق يخسر معركة كأس الجمهورية أمام البرج بعد أن خاض الوفاق السطايفي، مسيرة جيدة في الأدوار الأولى من كأس الجمهورية، التي وضعها من بين الجبهات التي يتنافس عليها في بداية الموسم، كانت نهايته على يد جاره وغريمه التقليدي، أهلي البرج، في نصف النهائي، يوم 23 أفريل، بفضل ضربات الترجيح التي ابتسمت لأبناء مدينة البيبان، بعدما انتهت المباراة بالتعادل هدف لمثله• وكان إقصاء الوفاق من الكأس ضربة موجعة بالنسبة لأنصار ''الكحلة''، الذين لم يهضموا الهزيمة أمام البرايجية، بالنظر إلى الحساسية المفرطة الموجودة بين مناصري الفريقين• ضياع أول هدف من بين الأهداف، التي سطرها الرئيس سرار في بداية الموسم، أدخل نوعا من الشك في بيت الوفاق، لتوجه أصابع الاتهام إلى المدرب عز الدين آيت جودي، الذي حمّله السطايفية مسؤولية الإقصاء، وربما كانت لحظاته الأخيرة في الوفاق• نفس الرأي التمسناه عند الظهير الأيسر للوفاق محمد يخلف، أحد الركائز في الفريق، والذي قال بالمناسبة إن خروج الوفاق من منافسة السيدة الكأس على يد الغريم أهلي البرج، كان له أثره السلبي على الفريق خلال عام ,2009 كما كانت عواقبه وخيمة، على التشكيلة السطايفية، التي أصبحت وقتها محل سخط كبير من جانب أنصار فريق الهضاب• نهاية السيطرة العربية للنسر الأسود تكبّد الوفاق خسارة أخرى، لكن طعمها كان مرا، لأنها وضعت حدا لمغامرة الوفاق العربية• فبعد ثلاثة أيام فقط من إقصائه في كأس الجمهورية، انهزم بثنائية نظيفة على يد فريق الترجي التونسي بملعب رادس بتونس، في إياب نصف نهائي كأس رابطة أبطال العرب، ليضع بذلك الترجي حدا لهيمنة الممثل الجزائري على هذه المنافسة• ورغم محاولات المدرب آيت جودي حينها، لإيجاد الحلول، للوصول إلى شباك ''التوانسة''، إلا أن الترجي كان أقوى، وقضى على الوفاق، والمدرب الذي دقت مسيرته ثوانيها الأخيرة في الوفاق، ليكون مصيره الإقالة في نهاية المطاف•• علما أن الوفاق تأهل إلى الدور ال16 على حساب الأنصار اللبناني، ثم تأهل إلى الدور الربع نهائي أمام الهلال السوداني، قبل أن يفتك ورقة التأهل إلى النصف نهائي على حساب الاتحاد المونستيري التونسي• التتويج بلقب البطولة أعاد البهجة للسطايفية بعد طول انتظار، جاءت ساعة الفرج، عندما أنهى الوفاق موسمه رائدا للبطولة الوطنية وبفارق ثلاث نقاط، على البطل السابق شبيبة القبائل، لدرجة أنه ضمن اللقب قبل إجرائه لمواجهتين متأخرتين، وبالضبط في مباراة فاز فيها الوفاق بهدفين مقابل هدف أمام اتحاد الحراش، بملعب الأخير، علما أن ''النسر الأسود'' فاز ب18 مباراة، تعادل في ثمانية وخسر في ستة• ليأتي موعد التتويج يوم الثامن جوان 2009 في مباراة محلية ضد جاره مولودية العلمة، خسرها الوفاق بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين، وكانت مباراة شكلية لرفقاء يخلف، بعد ضمانهم للقب مسبقا، ليتحول اللقاء إلى عرس حقيقي، عاشته جماهير الوفاق، لتعم فرحة عارمة بعد نهاية المواجهة، حيث خرج الأنصار في كل الولاية معبرين عن فرحتهم بهذا التتويج التاريخي• اللقب القاري يضيع في باماكو عاشت مدينة سطيف وكل المدن الجزائرية خيبة أمل كبيرة بعد ضياع اللّقب القاري، الذي لفّ أفراح الجزائريين بلوغ المونديال بمسحة من الحزن، فالجبهة الثالثة التي كانت قد سطرتها إدارة الوفاق في بداية الموسم، انتهت دون تتويج بالكأس الإفريقية، التي عادت للملعب المالي، في مباراة إياب نهائي بطولة كأس الكونفيدرالية الإفريقية• كان الوفاق قد استهل البطولة في مارس الماضي، وتأهل حينها على حساب نادي خليج سيرت الليبي، بفضل هدف المهاجم زياية، الذي دشّن فيها عدّاد أهدافه، ليواصل ''النسر الأسود'' تألقه في كل الأدوار إلى غاية وصوله إلى المباراة النهائية، يوم 5 ديسمبر الماضي في باماكو، حيث خسر المباراة بثنائية نظيفة، وهي نفس النتيجة التي انتهت عليها مباراة الذهاب في ملعب الثامن ماي قبل أسبوعين من ذلك، لتبتسم ضربات الترجيح في الأخير لأصحاب الأرض• كما أن أسوأ ذكرى، ستبقى راسخة في ذهن مهاجم الوفاق نبيل حيماني، الذي حرم سطيف من التتويج، عندما أهدر ثلاث فرص للتهديف في نهاية اللقاء، لاسيما أنه في اللقطة الأخيرة كان أمام مرمى شاغر، مما جعله يذرف دموع الحسرة بعد نهاية المباراة، اقتناعا منه بأنه فوّت على فريقه وكل الجزائريين فرصة تفادي ضربات الترجيح• وكان المدرب علي مشيش الضحية مرة أخرى، بعدما تعرض لانتقادات لاذعة من طرف محيط الوفاق، خاصة بعد انتهاجه للخطّة الدفاعية، ليخلفه المدرب نور الدين زكري على رأس العارضة الفنية للفريق• واعتبر عديد لاعبي الوفاق أن وصول ممثل الجزائر في كأس الكاف، إلى نهائي البطولة الإفريقية، يعتبر إنجازا في حد ذاته، لأن الوفاق قطع شوطا مهما، عندما سلك الطريق الإفريقي بنجاح، ليصل إلى المباراة النهائية، ويخسرها بضربات الترجيح• كأس اتحاد شمال إفريقيا تمحو آثار الخيبة القارية ختم الوفاق السطايفي عام 2009 بتتويج ثاني، أضافه إلى لقب البطولة ونخص بذلك إحراز فريق ''الكحلة'' لأول لقب مغاربي في تاريخه، كان ذلك يوم 19 ديسمبر عندما ثأر من الترجي التونسي، وعاد بلقب كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة في نسختها الثانية من رادس، بعدما فاز عليه بضربات الترجيح، إثر نهاية الوقت الرسمي للّقاء بالتعادل الإيجابي• وهي نفس نتيجة لقاء الذهاب الذي جرى في سطيف• ليهدي بذلك نسور الهضاب الجزائر ومشجعي الوفاق أول لقب في هذه المنافسة الفتية، والذي جاء موازيا لتدارك تضييع الوفاق لقب كأس الكنفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، قبل أسبوعين من ذلك• كما سمح هذا اللقب لعناصر الوفاق السطايفي بالتصالح مع أنصارهم بعد ضياع كأس الكاف• ومن المفارقات أن مدرب الوفاق الجديد، نور الدين زكري، توج بأول لقب في مسيرته مع النادي رغم أنه أشرف على الفريق في مباراتين فقط• فرحة خاصة لدوليي الوفاق بدون شك أن فرحة الرباعي الدولي في وفاق سطيف شاوشي، رحو، العيفاوي ولموشية خلال هذا العام كانت خاصة، فإلى جانب إحرازهم للقب مغاربي مع الوفاق، سبق لهؤلاء أن عاشوا أعظم فرحة مع المنتخب الوطني، عندما افتكوا تأشيرة التأهل إلى كأس إفريقيا وكأس العالم• ولا ينسى أي جزائري الدور الذي قام به الحارس شاوشي في المباراة الفاصلة امام مصر في أم درمان، ودم لموشية الذي سال في القاهرة بسبب الاعتداءات التي تعرضت لها حافلة المنتخب الوطني •• ودون أدنى شك، فإن التاريخ الجزائري سيكتب بأحرف من ذهب ما قدمه هؤلاء اللاعبين، والوفاق السطايفي الذي كان بوابتهم نحو تشكيلة المدرب سعدان• 2009 عام خير على زياية كان عام 2009 فأل خير على هدّاف و مهاجم وفاق سطيف عبد المالك زياية، بعدما أظهر إمكانيات رائعة، سواء في البطولة أو المنافسات القارية، وخير دليل تصدره لهدّافي بطولة كأس الكاف، ب15 هدفا، الأمر الذي جعله محل أطماع عديد الأندية الأجنبية، لينتهي به الأمر، بالإمضاء في نادي سوشو الفرنسي في شكل إعارة إلى غاية نهاية الموسم الحالي• في نفس الوقت، حقق ابن مدينة فالمة حلم صغره، عندما تلقى دعوة المدرب الوطني رابح سعدان، ليكون ضمن بعثة ''الخضر'' التي توجهت قبل أيام إلى جنوبفرنسا، حيث دخل المنتخب الجزائري في تربص إعدادي، لنهائيات كأس أمم إفريقيا المرتقبة في أنغولا ما بين 10 و31 جانفي الجاري•