النابلسي يتوسّط في فتنة بريان استغل الداعية الدكتور محمد راتب النابلسي فرصة زيارته الخاطفة إلى غرداية صبيحة أول أمس لدعوة مواطنيها إلى الاتحاد والتعاون والتعايش وعدم إقصاء الآخر، مستبعدا أن يكون الصراع الحاصل في المنطقة ذا طابع ديني أو عرقي. * * وإن لم يذكر الداعية بريان صراحة، فإنه قد سما بأسلوبه الشيق المعهود بالقضية وركز في العموم على ضرورة اتحاد المسلمين عامة وابناء المنطقة على وجه الخصوص قائلا "ينبغي بدافع ديننا وأخلاقنا وأمتنا ووطننا أن نقف جميعا في خندق واحد.. أحيانا تكون وحدتنا شيء طيب وأحيانا تكون وحدتنا فرضا علينا والآن وحدتنا فرضا علينا". * ودعا المتحدث إلى التأمل فيما يحصل في العراق وفلسطين وغيرها من بلدان العالم وكيف أن أعداء الدين والشيطان يزرعون الفتن لينتفعوا من خلافاتنا نحن المسلمين. واستغرب الدكتور النابلسي كيف لمدينة معروفة بدينها وعلمها ووعيها تنزلق في الخلافات الداخلية "صدقوني أنني أكنّ لهذه البلدة أحلى انطباع وأنا معجب بإقبالها على الدين وبحبها للعلم ووعيها ولا ينبغي أن تضيع هذه الميزة في تناحرات داخلية.. هذا مستحيل.. فعلامة إخلاصنا تكمن في وحدتنا وفي أن نتنازل لبعضنا". * الداعية وجّه رسالة خاصة إلى علماء وأعيان المدينة يناشدهم فيها بالتعاون وترك التنافس، لأنهم هم قدوة العامة "العلماء والأطياف إذا تعاونوا ارتفعوا جميعا عند الله وعند الناس وإذا التنافس سقطوا جميعا من عين الله ومن عين الناس". * كما اغتنم المتحدث فرصة تواجده بالمسجد وأرسل عدة رسائل عبر الأثير يدعو فيها إلى اتحاد أبناء المنطقة وإلى التمسك بالإسلام. * وقد لقي الداعية ترحيبا منقطع النظير من قبل أبناء المنطقة وخصوصا النخبة من مالكية وإباضية التي حضرت المحاضرة التي احتضنها مسجد الغفران العامر وقدموا له مجموعة من الكتب ولباس المنطقة، وقد أثارت الزيارة الخاطفة للداعية والتي دامت حوالي الساعتين استحسان المتعطشين له ولمحاضراته لاسيما الذين لم يستطيعوا حضور المحاضرة وهم الذين كانوا ينتظرونه منذ زمن ويتصلون به منذ تواجده بالجزائر من خلال أكثر من 800 مكالمة على حد قول الداعية النابلسي يدعونه فيها إلى زيارة غرداية. لكن، حسب المنظمين، لم يتمكن الدكتور النابلسي من المكوث أكثر بسبب برنامجه المكثف ومغادرته للبلاد اليوم إلى سويسرا. *