السيدة جميلة بوحيرد في خطوة وصفتها وسائل الإعلام التركية بالسياسية الأكثر منها فنية، قررت إدارة مهرجان أنقرة الدولي لسينما المرأة التذكير بأمجاد الثورة الجزائرية، من خلال عرض فيلم "جميلة بوحيرد" للمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، كأهم عمل سينمائي في التظاهرة. * * قررت إدارة مهرجان أنقرة الدولي لسينما المرأة الاحتفاء ببطلة فيلم "جميلة بوحيرد" الفنانة المصرية القديرة ماجدة الصباحي، وتخصيص برنامج مكثف لتتحدث فيه ماجدة مع وسائل الإعلام العالمية حول هذه التجربة، وقصة نضال الشعب الجزائري. وفي ذات السياق اهتمت الفضائيات التركية بالحدث وأسهبت في الحديث عن المناضلة جميلة بوحيرد، وعرضت أفلاما وثائقية للثورة، تفضح جرائم الاستعمار. * وأكد المسؤولون عن المهرجان بأن التظاهرة مخصصة لسينما المرأة، وبأن فيلم جميلة بوحيرد من أهم الأعمال السينمائية العالمية التي قدمت صورة جلية لتضحيات المرأة ومشاركتها للرجل جنبا إلى جنب في أهم قضايا الأوطان، وبلغ بها الحد ممارسة العمل المسلح ضد الاستعمار. * يذكر أن فعاليات المهرجان ستنطلق غدا الخميس وتستمر لمدة أسبوع، وأكدت الفنانة المصرية ماجدة الصباحي في تصريح ل "الشروق" بأنها قبلت الدعوة، وقررت السفر اليوم إلى تركيا، مشيرة إلى أن هذا التكريم سيكون الأهم والأكبر في حياتها الفنية. * وحرصت ماجدة على القول: "بعد أكثر من أربعة عقود لا تزال الثورة الجزائرية تعطي وتجزل في العطاء لكل من اقترب منها بخير وبالأخص أنا، حتى أنني أشعر بالندم لأنني لم أقدم أعمالا أخرى لبطلات جزائريات أخريات وما أكثرهن، وأعتقد أنه من بين 56 فيلما قدمتها يظل فيلم جميلة الأهم في مسيرتي وسيظل كذلك بعد رحيلي، فقد خلدني"، وردا على سؤالنا لها عن تفاصيل برنامج الزيارة، قالت "سيعرض الفيلم ضمن فعاليات المهرجان أمام حشد كبير من الفنانين والسينمائيين والإعلاميين العالميين، واستثناء أبلغتني إدارة المهرجان أنه تم تخصيص قاعة كبيرة لتستوعب الحضور، كما سيتم عرض العمل في عدد كبير من دور العرض التركية ليتمكن المشاهد التركي من الاطلاع على بعض جرائم الاستعمار في الجزائر وبطولات الشعب الجزائري، إضافة إلى تخصيص عدة ندوات ولقاءات مفتوحة أتحدث فيها عن التجربة وعن المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد". * وعما إذا كانت البطلة الحقيقية المجاهدة جميلة بوحيرد ستشارك في التظاهرة، أم أن المهرجان اكتفى بالصورة، ضحكت الفنانة ماجدة قائلة "ليت المناسبة تجمعني بالبطلة صانعة الأبطال شقيقتي جميلة الجزائرية، التي أنست الناس اسمي الحقيقي، حتى في مصر لا يزال هناك من يلقبني بجميلة، أنا نفسي أفتخر بهذا اللقب". وأضافت ماجدة" المناسبة فنية وليست سياسية، وماجدة حاضرة فيها كفنانة". * وبخصوص حديثها عن ثورة التحرير في اللقاءات المزمع عقدها في أنقرة، قالت "منذ تقديمي لهذا الفيلم، ومعظم اللقاءات معي تركز على الثورة الجزائرية، حتى أجبرت منذ سبعينيات القرن الماضي على قراءة ودراسة كل كبيرة وصغيرة عن تلك الثورة، لأتمكن من الإجابة على الأسئلة المطروحة في هذا الشأن، لدرجة أن بعض وسائل الإعلام الغربية اعتقدت وذكرت أنني جزائرية ولست مصرية، وأتمنى أن أكون إحدى سفراء هذه الملحمة البطولية التاريخية، وما أتمناه أكثر الالتقاء مجددا بالبطلة جميلة في الجزائر، فقد زاد شوقي لهذا اللقاء".