شدد أمس، الدكتور محمد بقاط بركاني، رئيس مجلس عمادة الأطباء الجزائريين، على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية من انتشار الأوبئة خلال موسم الحج، خاصة في ظل انتشارأنفلونزا الخنازير بإخضاع الحجاج الى لقاح ضد كل أنواع الأنفلونزا، وأكد على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة و"شجاعة" أيضا ضد الأشخاص الذين يعانون من أمراض مستعصية ويرغبون في أداء مناسك الحج بعدم الترخيص لهم بذلك لما يترتب عن ذلك من متاعب صحية تصل الى الموت المفاجئ غالبا لعدم قدرتهم على تحمل متاعب الحج. * * * قال الدكتور بركاني في تصريح ل"الشروق"، إن التكفل الصحي بالحجاج الجزائريين "هو دون المستوى"، ووصف معاناة الحجاج الجزائريين في كل موسم حج بأنها "مأساة حقيقية" على خلفية المتاعب الصحية التي يواجهها هؤلاء منذ انطلاقهم من الجزائر الى غاية وصولهم الى مطار جدة بالمملكة السعودية، وذهب الدكتور بقاط الى أبعد من ذلك عندما أثار إشكالية المقاييس التي يتم بموجبها انتقاء الأطباء الذين يرافقون البعثة الجزائرية للحج، وتساءل عن معايير الكفاءة التي تعتمد في تعيينهم لهذه المهمة الحساسة. * وأوضح الدكتور بركاني، أن معدل عمر الحجاج الجزائريين هو 70 عاما، وهو ما يعرضه للمرض "حتى لو كان لا يعاني من أي مرض، فإنه سيسقط أرضا في الإزدحام"، مشددا على ضرورة مراعاة هذه الجوانب الصحية، خاصة عند تحرير شهادة طبية للحجاج بالقول "يتم تحرير شهادة طبية تؤكد عدم إصابة الحاج بداء السل، لكن السل لا يقتل، بل يجب الإشارة الى الأمراض الأخرى التي قد تتعقد وتؤدي الى وفاة المريض"، مشيرا الى داء السكري والأمراض التنفسية. * ويرى رئيس مجلس عمادة الأطباء الجزائريين، أنه من الضروري تعيين أطباء خبراء في المجال، خاصة من القطاع الخاص لتحديد مسؤولياتهم لاحقا عند إصدار شهادة طبية خاصة بحاج المستقبل في حال وقوع تعقيدات، وأضاف "إذا كان الشخص يشكو من مرض معقد ولايمكن تحمل أعباء السفر ومتاعب الحج، فلا يجب الترخيص له بالذهاب حفاظا على حياته". * وتسجل سنويا وفيات في أوساط الحجاج الجزائريين خلال موسم الحج، وتوعز البعثة الطبية ذلك الى الإرهاق الذي يصيب الحجاج، خاصة عند انتهاء الشعائر، حيث يسجل غالبا أكبر عدد من الوفيات، إضافة الى المضاعفات الصحية للمصابين بأمراض مزمنة. وبلغت حصيلة وفيات الحجاج موسم حج 2008 حسب حصيلة البعثة الطبية الجزائرية 27 حاجا جزائريا منهم 4 أصيبوا بسكتة قلبية. * وكان رئيس البعثة الطبية قد أرجع في تصريح سابق ل"الشروق"، ارتفاع الوفيات إلى تغيّر المناخ والاكتظاظ الخانق خلال مختلف مراحل موسم الحج انطلاقا من ركوبهم الطائرة بالجزائر وإلى غاية عودتهم من مطار جدة، حيث يتسبب تأخير مواعيد الرحلات وازدحام الطائرات في مدرج المطار إضافة الى الضغط النفسي في زيادة الإعياء والإرهاق.