مستشفى مصطفى باشا يصاب 17 مولودا من بين 7000 طفل يولدون سنويا في الجزائر بمرض يسمى الزلاقي أوسلياك سبرو المعروف بسوء الامتصاص الناجم عن التحسس للقمح ومشتقاته يكتشف عادة في سن الستة أشهر. وإذا كان عدد الإصابات ليس مخيفا فإن هذا الداء يعيق نمو الأطفال ويسبب أوراما سرطانية، فضلا عن أنه يدوم مدى الحياة. * * يؤكد الدكتور مصطفى سايح، طبيب متخصص في أمراض الأطفال، أن مرض "الزلاقي" أو "سلياك سبرو" هو مرض ينتشر بشكل كبير في بلادنا، حيث يستقبل في عيادته نحو 20 حالة، وكشفت آخر الدراسات أنه يجب مواصلة الحمية مدى الحياة كون احتكاك جدار الأمعاء بعناصر الغلوتين في مادة القمح يسمح للداء بالتفاقم إلى وضع أخطر أو الإصابة بأحد الأورام السرطانية مع طول الوقت، يضيف محدثنا. * والغريب في معظم الحالات التي صادفتنا في استطلاع لنا على مستوى بعض المراكز الاستشفائية، أن التدهور السريع لصحة الأطفال الذين أصابهم هذا المرض. * مريم عشر سنوات بدأت تظهر عليها الأعراض منذ كانت في سن السابعة، تقول والدتها "لقد كانت تعاني من سوء التغذية، فاعتقدت في بداية الأمر أنها مصابة بفقر الدم، وبعد إخضاعها للتحاليل كشفت إصابتها بهذا المرض وأوجب الطبيب الالتزام بالحمية لأن أمعاءها تأذت ونقص وزنها، كما أصبحت تحس بالإعياء التقيئ والغثيان، إلا أنه يصعب مراقبتها فهي صغيرة وتشتهي أكل الحلوى ويحز في نفسي أن أراها محرومة من كل شيء؛ نظرا للغلاء الفاحش للمواد الاستهلاكية المصنوعة من الأرز أو الذرة، فسعر الكيلوغرام الواحد من دقيق الذرة يفوت ستين دينارا جزائريا، وبعض المواد فاقت المائتي دينار جزائري". * وكشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام" البروفسور مصطفى خياطي، أن هذا المرض أصبح شائعا في الجزائر كما في دول العالم بمعدل إصابة يقدّر بولادة واحدة في الخمسمائة، علما أن نسبة الولادات في الجزائر تقدّر ب 7 آلاف سنويا، كما توجد جمعيات تنشط لمحاربة هذا المرض، أهمها جمعية محاربة مرض "سيلياك سبرو" بالأبيار بالعاصمة، التي تسعى لتوعية عائلات المصابين بأن أبناءهم مصابون بمرض عادي.