أكدت البروفيسور لعجاج من مستشفى مصطفى باشا، على ضرورة التكفل الجيد بأمراض السرطان لدى الأطفال التي تعد جد حساسة نظرا لخصوصية العلاج وثقله خاصة الكيميائي. وكشفت عن إشراف مصلحة طب الأطفال بالمستشفى سنويا على 100 عملية جراحية لحالات جديدة لأطفال يعانون من أورام سرطانية متنوعة، ولاسيما مع ارتفاع معدل الحياة بعد الجراحة في العالم إلى 90 بالمائة. أجمع الأطباء المجتمعون أول أمس بمستشفى مصطفى باشا الجامعي خلال لقاءاته الثامنة، على ضرورة احترام بروتوكولات العلاج الكيميائي والإشعاعي لمصابي السرطان، في موائد مستديرة تناولت مختلف أنواع الأورام السرطانية التي تصيب الإنسان، ولعل أهمها كان موضوع ''سرطانات الأطفال''. 11 ألف حالة سرطان جديدة بمصلحة طب الأطفال قدم الدكتور رجيمي من مصلحة طب الأطفال بذات المستشفى، عرضا لدراسة تناولت الأورام السرطانية لدى المواليد الجدد والرضع التي تشكل 78ر4 بالمائة من الإصابات السرطانية لدى الأطفال، وفقا للأرقام الصادرة عن سجل سرطانات الأطفال الخاص بالمستشفى، أي ما يعادل 113 حالة من بين إجمالي 2363 إصابة تم تتبعها لمدة 10 سنوات في الفترة الممتدة ما بين جانفي 1999 وديسمبر ,2008 أصغر الحالات سنا كان مولودا جديدا ذا 33 يوما من العمر. وشكلت الأورام المتينة حوالي 80 بالمائة من الحالات محور الدراسة، فيما شكلت الأورام الذكرية 20 بالمائة تعلقت غالبيتها بمرض اللوكيميا. وكانت نسبة الإصابة متقاربة بين الجنسين، حيث سجلت 56 حالة بين الذكور و56 أخرى لدى الإناث، 3 حالات من بينها متعلقة بأورام دماغية، تتراوح أعمارها ما بين 6 و12 شهرا، 23 حالة لأورام ذكرية و5 حالات لمفاوية. وفي لقاء له مع ''الحوار'' على هامش مداخلته، كشف الدكتور رجيمي أن الإصابات بالأورام السرطانية لدى المواليد الجدد تبقى نادرة، مبديا ارتياحه للوضع خاصة مع التقدم الذي يشهده مجال التكفل بالسرطان، حيث تم شفاء 90 بالمائة من الحالات في بعض أنواعه السرطانات. وقال رجيمي إن عمليات مراقبة الحمل تساهم وبشكل واضح في عملية الكشف المبكر عن السرطان لدى الأجنة وبالتالي المسارعة للعلاج المبكر بعد الولادة، ودعا العائلات التي يعرف مرض السرطان انتشارا وسط أفرادها إلى المراقبة الطبية لأطفالها بإخضاعهم للفحص الدوري لدى طبيب الأطفال. سوكحال: نسبة الشفاء بلغت 80 بالمائة أظهرت نتائج دراسة أخرى أجرتها الدكتورة سوكحال على حوالي 170 طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات أن معدل الشفاء لدى الأطفال من الأورام السرطانية بلغ 75 إلى 80 بالمائة من الحالات، تلقى 110 منهم العلاج الكيميائي، 44 بالمائة كان يشكل فيها الطريقة العلاجية الوحيدة، في حين تم الجمع بين الطريقتين الكيميائية والجراحية بالنسبة ل 20 بالمائة من الحالات. أما الستون حالة الأخرى فقد عولج 28 منها عن طريق العلاجين الإشعاعي والكيميائي، في حين تلقى 32 الباقون علاجا ثلاثيا جراحيا، إشعاعيا كيميائيا. وفي هذا السياق تطرقت الدكتورة سوكحال إلى الآثار الجانبية على المدى البعيد للعلاج الكيميائي والإشعاعي مضيفة أنه يجب التعامل بحذر شديد مع عدد الجلسات ومقادير الجرعات المقدمة والتي يجب أن تتماشى مع الوزن والطول وكذا نوع الورم فهناك من الحالات ما تستدعي العلاج الكيميائي قبل التدخل الجراحي ومنها ما تتطلبه بعد الجراحة وهناك حالات معقدة تستلزمه قبل وبعد الجراحة. واقترحت الدكتورة على الأطباء الذين حضروا المائدة المستديرة، أن يقوموا بمتابعة حالة الأطفال بعد الشفاء التام وهذا قبل وصولهم مرحلة البلوغ حتى يتأكدوا من عدم تأثرهم بالمخلفات السلبية للعلاج الكيميائي والإشعاعي الضروريين والأساسيين أيضا في مكافحة أي نوع من الأورام السرطانية.