صورة من الارشيف هل يتكرر سيناريو هدنة 1997 مع "الآئياس"؟ أكدت مصادر قريبة من محيط عائلات ارهابيين، ينشطون تحت لواء "الجماعة السنية للدعوة والقتال" تحت إمرة "لسلوس المدني" (عاصم) بالمدية و"حماة الدعوة السلفية" تحت إمرة "محمد بن سليم" المكنى "سليم الأفغاني" بتيبازة وعين الدفلى وسيدي بلعباس، أن العديد من الإرهابيين أعربوا عن قناعتهم ضمنيا بمسعى المصالحة الوطنية. * كما طلبوا من عائلاتهم أثناء الاتصال بها استفسارات حول مسألة العفو الشامل التي يجري الحديث عنها بعد تلميح رئيس الجمهورية الى إصدار استفتاء شعبي لطي صفحة الأزمة الأمنية نهائيا. * ونقل مصدر قريب من عائلة إرهابيين ينشطون في صفوف جماعة "لسلوس" بضواحي المدية، أن الأمير الوطني "للجماعة السنية للدعوة والقتال" ترك الخيار لأتباعه لتسليم أنفسهم والاستفادة من تدابير العفو الشامل أو الاستمرار في العمل المسلح، وأضاف إرهابي أكدت عائلته انه كان سيسلم نفسه قريبا، أن العديد من رفقائه يرغبون في النزول وأجلوا هذا "المشروع" على أمل الاستفادة من العفو الشامل ونقل لها أنه في "هدنة" فرضتها أيضا العمليات العسكرية المكثفة بمعاقل الإرهاب. * وذهب إرهابي سلم نفسه مؤخرا لمصالح الدرك بالأرهاط بولاية تيبازة قبل حوالي أسبوعين، في نفس الإتجاه عندما نقل للمحققين الوضع المزري لأتباع "جماعة حماة الدعوة السلفية" تحت إمرة "محمد بن سليم" (سليم الأفغاني)، وقال إن العديد منهم يترصدون الفرصة لتسليم أنفسهم في أقرب الآجال. * وكانت هذه الجماعات المسلحة قد تبرأت من المنهج القتالي الذي تبنته قيادة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" تحت إمرة "عبد المالك درودكال" على خلفية الاعتداءات الانتحارية والإختطافات والسلب والنهب، وكان "سليم الأفغاني" أمير حماة الدعوة السلفية قد أصدر بيانات تبرئة ونشر دراسة شرعية طعن فيها في اعتداءات "درودكال" بأدلة شرعية، ويعد تنظيم "حماة الدعوة السلفية" أول من بارك اعتداءات 11 سبتمبر بالولايات المتحدةالأمريكية، لكنه عارض الانضمام الى تنظيم "القاعدة"، ورفض الالتحاق "بالجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وأصدر في وقت سابق تعليمة لأتباعه يشدد فيها على عدم شرعية الإختطافات مقابل فدية. * ولم تزك قيادة "لسلوس المدني" (عاصم) بدورها اعتداءات "درودكال" وحذرت أتباعها في من تنفيذ اعتداءات انتحارية واستهداف المدنيين، واعتماد منهج "الجيا" التكفيري، وقال "عاصم" في تسجيل صوتي متداول في الجبل "أن أتباع "درودكال" هم مرتزقة مأجورون لا علاقة لهم "بالقاعدة" ويسعون لإفساد الجهاد". * وينشط تحت لواء "الجماعة السنية للدعوة والقتال"، حوالي 50 عنصرا موزعين على جماعات صغيرة تتحرك على محور دراق، خربة السيوف بالمدية، تيبازة، عين الدفلى الى غاية برج الأمير عبد القادر بولاية تيسمسيلت. * ولا تتوفر معلومات حول مواقف قيادات هذين التنظيمين، خاصة من مبادرة حسان حطاب مؤسس "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، الذي كان "رفيق الأمس" ويتقاطعون في العديد من المواقف التي تتعلق بضوابط الجهاد والعمل المسلح في الجزائر وقناعتهم بفتاوى العلماء أبرزهم أبو بصير الطرطوسي، لكن متتبعين للشأن الأمني يلفتون الانتباه الى تراجع نشاط جماعتي "سليم الأفغاني" و"عاصم"، حيث لم يرد أي بيان عن تنظيم "حماة الدعوة السلفية" على موقعه على الأنترنيت منذ جانفي الماضي عندما تبنى الاعتداء على مركز للجيش بتيبازة وقبلها اعتداء على حاجز للدرك بعين الدفلى، ردا على القضاء على 10 من أتباعه بوشاية من أتباع "درودكال". * ولا تستبعد أوساط أمنية متتبعة، أن تعلن جماعات صغيرة "الهدنة" بطريقة انفرادية وإعلام السلطات الأمنية تمهيدا للاستفادة من العفو الشامل الذي تؤكد مصادر متابعة أن الرئيس سيتجه الى الإعلان عنه لتأطير هؤلاء "المهادنين". *