يدخلون في دين الله أفواجا عدد المقبلين على الإسلام تضاعف بعد نشر الرسوم المسيئة كشفت أرقام رسمية صادرة عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن نسبة المعتنقين للدين الإسلامي في الجزائر، تعرف نموا معتبرا في السنوات الثلاث الأخيرة، لاسيما في الفترة التي أعقبت نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، من طرف صحف دانماركية وأوروبية. * * وبينت الإحصائية التي تحصلت الشروق اليومي، على نسخة منها، أن عدد المعتنقين للدين الإسلامي بلغ في السنوات الثلاث الأخيرة، 478 حالة. وجاءت سنة 2008 في المقدمة مسجلة رقما قياسا بواقع 172 حالة، منهم 123 من الذكور و49 حالة من الجنس اللطيف، تليها سنة 2007 بواقع 133 حالة اعتناق للإسلام، 95 منهم ذكورا و38 حالة من الإناث. * واحتلت سنة 2006 المرتبة الثالثة بواقع 120 معتنق، منهم 78 حالة من الذكور و42 حالة من الإناث، في حين لم يتجاوز عدد المعتنقين للدين الإسلامي في الفترة الممتدة ما بين 2000 و2005، حوالي 200 حالة، أي بمعدل 40 حالة في كل سنة. * وسجلت الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري أرقاما مشجعة، 53 حالة دخول في الإسلام، بينهم 53 من الذكور و36 من الجنس اللطيف. وتأتي الجنسيات الأوروبية وفي مقدمتها الفرنسية على رأس قائمة المعتنقين للدين الإسلامي في الجزائر، وذلك بحكم الاعتبارات التاريخية وعامل اللغة وكذا الاحتكاك الاجتماعي عن طريق الجالية الجزائرية والمغاربية المتجذرة في المجتمع الفرنسي والأوروبي عموما، إضافة إلى بعض الحالات من جنسيات إيطالية وإسبانية وألمانية وبلجيكية وحتى صينية، علما أن ما يزيد عن 20 ألف رعية صينية توجد في الجزائر في إطار عقود تشغيل لإنجاز مشاريع في عديد من القطاعات الاقتصادية. * وبالرغم من عمليات التبشير المكثفة التي تقودها أطرافا كنسية كاثوليكية وبروتستانتية أوروبية وأمريكية في منطقة القبائل، لاسيما بولايتي تيزي وزو وبجاية، إلا أن الكثير من المسيحيين فضلوا النزول بهاتين الولايتين إشهار إسلامهم، فيما يبدو أنه انسياب في الاتجاه المعاكس، وفي هذا الصدد تكشف الإحصائية التي أعدتها وزارة الشؤون الدينية، أن ولاية بجاية شهدت 11 حالة اعتناق للإسلام في عام 2008، في حين عرفت الأشهر الأربعة ألأولى من العام الحالي، أربع حالات دخول في الإسلام. * أما ولاية تيزي وزو سجلت خمس حالات لمعتنقي الدين الإسلامي في سنة 2008، وحالتان في الأشهر الأربعة ألأولى من العام الحالي، فيما توجد ست حالات قيد المتابعة بمعنى في طريق الاعتناق، علما أن عدد المعتنقين تبقى تقريبية، طالما أن الكثير من حالات الدخول في الإسلام، لا تمر عبر الوزارة الوصية، انطلاقا من الاعتقاد القائل بأن الدين قضية شخصية وعلاقة بين العبد وربه. * وتعليقا على هذه الأرقام، يؤكد المستشار الإعلامي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عدة فلاحي، أن المعتنقين للدين الإسلامي بالجزائر "يتخذون قراراتهم بكل حرية بعيدا عن كل أشكال الإكراه أو الإغراء التي تستخدمها الجمعيات التبشيرية، التي عادة ما تستميل ضحاياها من الجزائريين، عن طريق الإغراءات المادية لتغيير دينهم"، مذكرا بما قاله وزير القطاع، بوعبدالله غلام الله، في هذا الصدد بأن "المعتنق للدين الإسلامي بالجزائر وبعد ما يتم تعريفه بالقواعد الأساسية للإسلام ويلقن بنطق الشهادتين، يطلب منه البر بوالديه وصلة أرحامه وذويه وبني عشيرته، ولا يطلب منه أن يذكر دينه الذي تركه أو الوطن الذي ينتمي إليه بأي سوء، بخلاف ما نلحظه ممن ينصر، فبمجرد أن يترك دين الإسلام إلا ويستغل في التهجم على الإسلام والمسلمين وعلى الدولة التي ينحدر منها، وهنا المفارقة بيننا وبينهم"، كما جاء في كلام الوزير بوعبدالله. * وعن دواعي الاعتناق المتزايد للدين الإسلامي من طرف الرعايا الأوروبيين، ينفي المستشار الإعلامي بوزارة الشؤون الدينية، أن يكون الغرض هو الزواج، مستدلا بكون عدد المعتنقين من الرجال أكثر من النساء، علما أن الإسلام يرفض زواج المرأة المسلمة من الرجل غير المسلم، فيما يقر بزواج الرجل المسلم من المرأة الكتابية (التي تؤمن بالكتب المنزلة)، غير أن هذا لم يمنع عدة فلاحي، من الإشادة بدور المرأة الجزائرية في حمل الكثير من الرجال غير المسلمين على اعتناق الدين الحنيف مقابل عقد القران، والأمثلة على ذلك تعد بالمئات في الجزائر وفرنسا، والتي تبقى أشهرها حالة النجم الفرنسي ولاعب نادي بايرن ميونيخ الألماني فرانك ريبيري، الذي أصبح يحمل اسم بلال. * وأوعز فلاحي إقبال غير المسلمين على الإسلام في الجزائر، إلى "التسامح والانفتاح الذي يتميز به الشعب الجزائري إزاء غيره مهما كانت مللهم ونحلهم، فضلا عن النشاطات الجوارية التي قامت بها الوزارة الوصية من خلال الارتقاء بالخطاب المسجدي الداعي للإعتدال ونبذ العنف والتعصب والتكافل، حتى مع من هم على غير دين الإسلام"، يضيف المتحدث.