يشكو مستخدمو قطاع الصحة بالجزائر، منذ سنوات، من غياب التعويضات المالية الخاصة بعمليات الانتداب خارج الدائرة الصحية، لضمان خدمات الإسعاف في فترات الامتحانات السنوية المختلفة لنهاية السنة، والخاصة بشهادات البكالوريا وتعليمي الابتدائي والمتوسط، وهي التعويضات التي تمنح لباقي الأسلاك مقابل ساعات العمل الإضافية خارج دوائر النشاط الرسمية. * تساءل، الياس مرابط، رئيس النقابة الوطنية لمستخدمي الصحة العمومية، في تصريح ل "الشروق"، عن سبب استثناء المستخدمين الصحيين بالقطاع العام من التعويض المادي الخاص بالمداومة التي تتم على مستوى المؤسسات التربوية، في فترات الامتحانات لنهاية السنة، مؤكدا أن جميع الأسلاك الأخرى الأمنية والنظامية تمنح لها تعويضات مادية مقابل ضمان الانتداب. * وأوضح المتحدث أن امتحانات البكالوريا والتعليم المتوسط وكذا الابتدائي ينتدب له ممارسون من قطاع الصحة، إلى جانب امتحان التربية البدنية للبكالوريا الذي يتم في مهلة 15 يوما، وشرع فيه رسميا، منذ 4 سنوات، مضيفا أن "الممارسين ينتدبون بدون تعويض مادي في نهاية الشهر على عكس الأمر المطبق على باقي الموظفين"، مضيفا "نحن القطاع الوحيد الذي يقوم بهذا العمل من دون تعويض". * وقال مرابط أن القضية نوقشت مع وزارة الصحة، وفي العديد من المرات تبقى العملية مجرد وعود فقط، معتبرا أنه حان الوقت لحل المشكل بتخصيص غلاف مالي للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات "مادام الممارس الصحي منتدب بقوة القانون فيجب تعويضه ماديا". * * .. وغياب وسائل ضمان المداومة بالقطاعات الصحية الجوارية * * كما تحولت القطاعات الصحية الجوارية التي عممتها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات والسكان- تبعا لخريطة صحية ذات توجه سياسي أكثر منه صحي- عبر المناطق النائية والأقل كثافة سكانية إلى مصحات "استعجالية" تفتقد إلى الروح الصحية بسبب افتقادها إلى وسائل تضمن الخدمة الصحية الضرورية للمرضى الذين يقصدونها، في وقت يقابل مستخدمو الصحة بالعيادات الاستعجالية الكبرى المرضى المنتمين إقليميا إلى تلك المصحات الجوارية أحيانا بسوء المعاملة. * وبالمقابل، يشتكي ممارسو الصحة العمومية من ظروف العمل، خاصة بعد تعميم مديريات الصحة بالولايات، قضية المداومة على جميع المستخدمين بالمناطق النائية، ويرى هؤلاء أن ضمان المداومة يقتضي احترام شروط القيام بالمناوبة من الناحية المادية أو الأمنية باحترام ظروف علمية جدية بإتقان وأمان له وللمريض، مشيرين إلى مشكل انعدام سيارات النقل وقاعات النوم للطبيب أو الممرض، بعد انقضاء فترة الدوام ما بعد الثامنة ليلا في ظل غياب النقل، وهو ما يجعل المستخدمون يبقون بالمصحات خارج فترة العمل ويشكو بالأخص النساء بالمناطق الجبلية من صعوبة التنقل في مناطق تتوقف بها الحياة بعد الثامنة وما يقابله من مخاطر التنقل. * وفي ذات السياق، قال الياس مرابط، رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية أن الخريطة الصحية المتبعة وكيفية تنظيمها لم تراع المتطلبات الخاصة بتوفير الوسائل، موضحا "ليس معقولا في كل مفترق طرق وحدة استعجالات تعمل 24 على 24 ساعة، وإن كان الأمر من الجانب السياسي لتحسيس المواطنين بالاهتمام الصحي فهو مقبول، لكن يفترض أن يناقش الأمر من جانب النوعية، المشكل المطروح في الخريطة حاليا كل قاعة علاج جوارية لا تتوفر على سيارة إسعاف ولا على طاقم طبي وشبه طبي للعمل في ظروف حسنة وعتاد طبي والأشعة، أو مرافق راحة للموظف". * يشار أن ممارسي الصحة الأخصائيين يستفيدون من منحة قدرها 700 دج عن كل مناوبة فيما يحصل الطبيب العام على 650 دج، وشبه الطبي على 400 دج، ويفترض أن يكون النقل على عاتق المؤسسة.