كم تثير اهتمامنا الكلمات؟ هل لأننا عرب ونعشق اللغة والإشعار والشعارات؟؟ وكم نصنع التوهمات.. ونحمل الأشياء مالا تحتمل؟ ذلك بالضبط ما يفسر انبهارنا وإعجابنا بما حص من (خلاف ) في اللقاء بين اوباما ونتنياهو..واندلقت الكلمات على السنة المحللين والسياسيين وأصحاب أمريكا عندنا بان إسرائيل ستمر بأيام نكدات وكان اوباما أعلن عقب لقائه نتنياهو عن النفير العام وتحريك الأساطيل والطائرات والجيوش لإجبار إسرائيل على إيقاف الاستيطان والقبول بدولة فلسطينية!!كما يفعل الآن اوباما نفسه في أفغانستان والباكستان ذبحا وقتلا لمئات وآلاف المسلمين وتشريدا للملايين .. * ماهو الجديد في الموقف الأمريكي؟ أن يعلن اوباما عن طلبه من إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين هل هذا جديد الموقف الأمريكي؟؟!! لعلنا نسينا أن فكرة الدولتين هي فكرة جورج بوش الابن وأنها تولدت بعد أحداث 11 سبتمبر حيث قدم بوش للعرب والمسلمين وعدا بحل القضية الفلسطينية مقابل دعمهم له في حربه ضد الإرهاب وكان العراق وأفغانستان هما العدو ..ومقابل وعد بحل الدولتين قدمه بوش للعرب والفلسطينيين احتل بوش بلدين كبيرين من بلداننا(العراق وأفغانستان)..وكان بوش طيلة فترتي حكمه يجدد كذبه ووعوده الزائفة بأنه قد تلقى أمرا من الرب بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية..والحقيقة أن الذي أمره إنما هو هواه وكذبه وانصرف بوش ولم يحقق بهذا الخصوص شيئا. * نتنياهو يدرك الآن أن اوباما يريد حوارا مع إيران والاستعانة بها في ملفات معينة لاسيما الملف الأفغاني ولذلك هو يريد التهدئة بخصوص الملف الفلسطيني لان تفجيره يفسد الأجواء أمام السياسات الأمريكية وهنا نتنياهو يلوح بإمكانية الإفساد إذا لم ينل إضافات في الدعم الأمريكي لإسرائيل..فالموازنة الإسرائيلية تمر بمراحل خطرة وهي تهدد جملة الوضع الاجتماعي الاقتصادي بإسرائيل التي تشهد قطاعات عديدة أزمات حادة. * بإمكاننا القول بوضوح أن الذي سينتج عن هذه التوهمات بإمكانية وجود موقف أمريكي ضاغط على إسرائيل معاملا جديدا سيعزز الشروط الإسرائيلية..فمقابل أن أمريكا قد حملت نفسها أعباء الضغط اللفظي على إسرائيل فان أمريكا لن تقبل من العرب اقل من تطبيع علني مع إسرائيل. * الإدارة الأمريكية وقد نقلت أولويات صراعها وحددت أهدافا قريبة في منطقة أفغانستان وباكستان والتصدي للتنمية الصينية ولاحتمالات التطور الروسي تريد الآن تلهية العرب بمسرحية جديدة تستمر سنوات عدة قادمة تكون الإدارة الأمريكية قد أنجزت مهماتها خلالها ثم تعود وتؤدب حلفاءها العرب كما فعلت كل مرة. * إنها ضحك على ذقوننا نحن العرب وهاهي النخبة السياسية في الأمة تصدق الأوهام وتمعن في تفتيت القوى الداخلية والأعراض عن تحالفات حقيقية وذلك لن يكون إلا لصالح العدو بشكل مباشر.