عصابات المهربين تتناحر في جنوب البلاد دخلت معظم المسالك الصحراوية الخطيرة والمعهودة النشاط من طرف فلول قوافل التهريب إبان العشرية الماضية مرحلة بسط النفوذ والسيطرة الإستراتيجية بالقوة، اعتمدها بارونات التهريب المعروفين في أقاليم وسط الصحراء . * حيث شهدت مسالك منطقة جعفر الواقعة على بعد 80 كلم شمال مدينة المنيعة بداية الأسبوع الجاري اشتباكات مسلحة بين عناصر جماعات التهريب في مباغتة قامت بها إحدى الجماعات المذكورة من أجل فرض السيطرة على المسالك المذكورة أو دفع ثمن المرور. * ويحدث هذا في وقت لم تستفق المناطق الجنوبية بعد من حالة الخوف التي لازمت مناطق وسط الصحراء إثر العمليات الإرهابية التي قادتها جماعة "عبد الحميد السوفي" المتمرد على مرجعية جماعة "بالمختار" في الأشهر القليلة الماضية كان آخرها عمليتي "وادي ريغ" بولاية ورڤلة اشتباكات ولاية أدرار التي هزت أمن المدن الجنوبية بعد الإعلان إثرها عن مصادرة قوات الجيش لكميات هامة من الأسلحة والعتاد الحربي ووضعت بذلك حدا للثقة المفرطة بحقيقة الاستقرار الأمني في معظم أقاليم الجنوب خصوصا بعد توسع نشاط هذه الجماعات مؤخرا إلى شبكات التهريب النشطة ضمن تنظيمات إجرامية لازالت تتحرك بكل حرية عبر المسالك الصحراوية المعهودة لتهريب السجائر الأجنبية والمخدرات. * كما أكدت مصادر مطلعة أن منطقة جعفر الصحراوية الواقعة على بعد 80 كلم شمال مدينة المنيعة، شهدت بداية الأسبوع الحالي اشتباكات عنيفة دارت رحاها بين عناصر هذه الشبكات الإجرامية التي أصبحت تباغت بعضها من أجل الاستيلاء وفق قانون ثمن العبور على حمولات البضائع المهربة، وفي ظروف لا زالت لحد الساعة غير واضحة بخصوص الحادثة أصبحت مسالك منطقة جعفر التي تعد لدى فلول الجماعات الإجرامية من بين أهم المعابر الإستراتيجية لتنقل قوافل هذه الجماعات ساحة لمعركة طاحنة بدأت فصولها حسب مصادرنا عندما باغتت إحدى هذه الجماعات النشطة بميدان التهريب عبر مناطق الساحل الإفريقي الحدودية إحدى القوافل المحملة بالسجائر الأجنبية التي شحنت في سيارات من نوع "تويوتا ستا يشن"، هذا الاشتباك الذي دام لساعات خلف -حسب مصادر أمنية- عديد الجرحى، كما أسفر عن تعرض سيارتين من السيارات المحملة إلى أعطاب أعاقت أصحابها عن التقدم نحو المناطق الشمالية ما دفعهم إلى ترك ما قيمته 5 ملايير سنتيم من السجائر المهربة. وقد سجل إثر وقوع العملية تدخل قوات مشتركة قادتها طلائع عناصر الجيش التابعة لمركز الطيران بالمنيعة وأعوان فرقة الجمارك بنفس الإقليم، حيث أشارت المعطيات الأولية بعد تمشيط المنطقة المذكورة أن هذه المسالك الواقعة بأودية وشيعاب العرق الكبير، أصبحت بعد انسحاب قوات الجيش منها في السنوات الأخيرة مستغلة من طرف ألوية التهريب لتمرير القوافل الصغرى الموجهة داخل مدن الولاياتالجنوبية وخاصة المتاخمة منها للشريط الحدودي مع الدول الإفريقية المعروفة بمسالكها الوعرة والخطرة إضافة إلى قربها من المناطق الآهلة بالسكان المصنفة كمصدر استراتيجي للتمويل بالوقود والحاجات الضرورية الأخرى ، وفيما لازال التحقيق الأمني جاريا في خلفية العمليات الإجرامية الأخيرة وعلاقتها بالتنظيمات المسلحة بالجنوب، رجحت مصادر مطلعة أن مناطق عبور ومسالك صحراوية كمنطقة جعفر وسيدي قدور بتراب ولاية غرداية أصبحت وبالنظر إلى أهميتها الإستراتيجية محل نزاع وتناحر جماعات التهريب بغية الاستيلاء على الممرات النوعية بهذه المناطق التي تساعدهم على اختصار المسافات والإفلات من قبضة مصالح الأمن على أساس أن منطقة وسط الصحراء تعد بالنسبة لهؤلاء مصدر إغراء وصراع يجب المغامرة من أجله.