وسط مدينة بسكرة شبّ حريق مهول زوال أمس، داخل مؤسسة الكوابل ببسكرة، أتى على حوالي 500 طن من بقايا المواد الصناعية التي تراكمت منذ ما لا يقل عن 10 سنوات. * وتجهل أسباب هذا الحادث الذي وقع على بعد أمتار من خندق خصّص لحرق العجلات وبقايا الأعشاب. * يرجّح أن تكون شرارة نارية قد انتقلت عبر الرياح إلى مجمّع النفايات، علما بأن هذه البقايا هي مواد صناعية تستعمل كعوازل في الكوابل الكهربائية، تتلف كبقايا أو عند نهاية مدة صلاحيتها، من مميزاتها سرعة الاحتراق وعدم الذوبان بفعل الحرارة تحمل اسم PRC غير قابلة للإسترجاع ومضرّة بالبيئة عن طريق الردم أو الحرق، ولذلك منعت سلطات البيئة ردمها لتجد المؤسسة نفسها مضطرة إلى جمعها في أحد الأطراف. * وفور وقوع الحادث سارعت فرق الأمن التابعة للمؤسسة إلى إطفاء اللهب غير أن هبوب الرياح حال دون ذلك، فصبوا تدخلهم على جهة الورشة الجديدة التي كان من المقرر ان تجهز بماكنات جديدة لتوسيع دائرة النشاط الانتاجي للمؤسسة غير أن أضرارا بليغة لحقت بها. * ولحسن الحظ، حال المتدخلون دون امتداد ألسنة اللهب إلى مؤسسة سوناطراك القريبة جدا من مكان الحريق. * خبر الحادث انتشر بسرعة، فكان التنقل الجماعي لعدد من السلطات من بينهم رئيس الأمن الولائي ومدير الحماية المدنية ومدير الصناعة والمناجم وكل المعنيين، حيث تابعوا عملية الإطفاء التي قام بها حوالي 40 عونا من الحماية المدنية باستعمال 5 شاحنات إطفاء. * لكن قابلية المواد المتلفة للإشتعال سببت متاعب للمتدخلين فكان لزاما الإهتداء إلى عتاد الإشعال العمومية، حيث تمّ إيفاد عدد من الجرافات لردم النار بالتراب، حيث دام التدخل أكثر من 3 ساعات. * يذكر أن مؤسسة الكوابل ببسكرة، تعد واحدة من أكبر المؤسسات الصناعية الناجحة في الجزائر وإفريقيا، حيث تتربع على مساحة 42 هكتارا، تحقق سنويا أرباحا طائلة، ما جعلها محل تنافس من طرف عديد الشركات الأجنبية للشراكة، وقد حالف الحظ شركة أمريكية أصبحت تملك 70 بالمائة من الأسهم، غير أن العمال غير راضين إلى حدّ الآن بنتائج هذه الشراكة.